"داعش" يوسع دويلته: أين الحرب الكونية!

22.05.2015 11:40 AM

رام الله - وطنبفارق ساعات قليلة من الزمن، تمدد تنظيم "داعش" على أكثر من جبهة. وبعدما أحكم تنظيم "داعش" سيطرته على مدينة تدمر السورية، بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات عسكرية، واصل سعيه الحثيث للربط بين مدينتَي الرمادي والفلوجة في العراق عندما حقق تقدما مفاجئا جديدا بالسيطرة على منطقة الحصيبة مقتربا من قاعدة الحبانية الإستراتيجية، فيما تولت قوات أخرى تابعة له الانقضاض على معبر التنف الحدودي، عند نقطة التقاء أراضي العراق وسوريا مع الأردن.

لم يعد خبرا استثنائيا أن يتقدم "داعش" كل يوم، ويبادر بخلاف ما يردد حول انكساره. وها هي "دولة الخلافة" تتمدد، تحت أنظار الحرب "الكونية" المفترض أنها معلنة منذ نحو تسعة شهور، بقيادة الولايات المتحدة! المفارقة باتت أكثر مدعاة للسخرية وشكوك أكبر. في الأيام الماضية، تقدمت جحافل عصابات "داعش" إلى تدمر في عمق البادية السورية مسافة 70 كيلومتراً، وأسقطت أحد رموز الحضارة السورية والإنسانية، كما فعلت سابقا في الأراضي العراقية، وتفعل كل يوم، والآن يقول البيت الأبيض إنها "انتكاسة".

ورغم الخسارة التي تمثلها تدمر، بالنسبة إلى سوريا، إلا أن مخاوف أخرى رافقت المعركة التي استمرت يومَين من أن يكون ما يجري مقدمة أولية لخريطة نفوذ جديدة، ستقسم البلاد إلى خطوط تماس أكثر رسوخا.

وجاء سقوط تدمر بعد أيام من تقدم مجموعات "جبهة النصرة"، فرع "القاعدة في بلاد الشام"، وحلفائها في "جيش الفتح" في ريف إدلب، واستيلائهم على معسكر المسطومة. ويجد المسؤولون في دمشق صعوبة في فصل المسارَين، رغم حالة الاشتباك التي تحصل بين "النصرة" و "داعش" أحياناً، حيث تبدو الصورة، وكأن خطوط تماس جديدة يراد لها أن ترسم.

وأبدى مراقبون قلقاً من أن يتحمس "داعش"، الذي أصبح يسيطر على حوالى نصف مساحة سوريا، للاستحواذ على مطار دير الزور العسكري والمناطق المحدودة وسط المدينة التي تقع تحت سيطرة الجيش، أو مهاجمة مطار "تي فور"، الذي لا يبعد سوى 60 كيلومتراً عن تدمر. ويؤمن مطار "تي فور"، الذي شن "الدولة الإسلامية" هجمات سابقاً عليه، حوالي 80 في المئة من الحركة الجوية في سماء سوريا، وتنفذ قاذفات "سوخوي"، وأخرى من نوع "ميغ"، وقاذفات أخرى ليلية، طلعات جوية ليل نهار، لتعزيز خطوط الهجوم أو الدفاع لقوات الجيش، وعلى شكل غارات مباغتة أحياناً أخرى.

ويخالف تمدد "داعش" في سوريا والعراق كل توقعات الدول الغربية، التي كانت تحدثت عن احتوائه. وسيطر "داعش" أيضاً على معبر التنف الذي يقع على مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن التنظيم سيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق بعد انسحاب القوات السورية منه. وأكد مقاتل في "الدولة الإسلامية" اتصلت به وكالة"رويترز" سيطرة التنظيم على معبر التنف الذي يبعد 240 كيلومترا عن تدمر. ويقع معبر التنف، الذي يعرف في العراق باسم معبر الوليد، في محافظة حمص.

واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن استيلاء «داعش» على تدمر "انتكاسة" لقوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، في الحرب ضد التنظيم، لكنه أضاف إن الرئيس باراك أوباما يختلف مع الجمهوريين الذين يدعون لإرسال قوات برية أميركية لمحاربته.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا، في اتصال هاتفي، "الوضع في سوريا واليمن بما في ذلك جهود المجتمع الدولي لتسهيل بدء عملية سلام في البقعتين الساخنتين".

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا للتحرك بسرعة، بحجة خوفه من قيام التنظيم بتدمير آثار تدمر. وقال: "علينا أن نتحرك، لأن هناك تهديداً لهذه الآثار التي هي جزء من تراث الإنســانية، وفي الوقت نفســه علينا أن نتحرك ضد داعش". وأضاف: "يتعين أيضاً التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وهذا ما تفعله فرنسا منذ أمد طويل". وذكر بأنه "في كل يوم يخوض تنظيم داعش، وأيضا النظام، معارك ويمارس أيضا ضغوطا على المدنيين".

نقلا عن السفير

تصميم وتطوير