الفقر حين يكون موضة

26.05.2015 01:11 PM

وطنالفقر حين يكون موضة

الفقر حين يكون موضة
وصفة اقتصادية، أنقذت شريحة واسعة من أنياب الحرمان، ومكنتهم من أن يأخذوا مكانهم رأسا برأس مع الأغنياء والميسورين، قبل أن تأتي الموضة بعلامات تبين خيط الغنى الأبيض من خيط الفقر الأسود.

تاج الدين عبد الحق

عشنا وشفنا، الفقر موضة.  موضة مكلفة، تتبارى بيوت الأزياء العريقة في إطلاق نماذج مختلفة منها، وتدفع الملايين للترويج لها وتسويقها، وتقام عشرات المهرجانات والعروض الخاصة بها.

ومن أدرك “زمن الفقر الجميل”، الذي لم تتغول فيه الموضة، إلى هذا الحد، لابد أنه يندب حظه على تلك الأيام التي كانت فيها الثياب الممزقة أو القمصان “المخزقة” تعبيرا عن الفقر وضيق الحال، لا عن الجاه وكثرة المال، كما هو الحال هذه الأيام، ليصبح ما كان مفروضا على الفقير في ذلك الزمان، صعب المنال، حتى على ميسوري الحال.

فعلى قاعدة “رزق الهبل على المجانين”، يوازي سعر جينز بالٍ، مليء بالشقوق والرتوق، أو جاكيت مقطوع أكل عليه الدهر وشرب، سعر بدلة من بدل أيام زمان ذات القطع الثلاث، أو فستان سهرة من تلك الفساتين التي لم نكن نراها إلا في الأفلام أو المناسبات.

والغريب أنه كلما زادت مساحة الأجزاء البالية أو الممزقة في الثياب كلما زاد ثمنها وزادت أعداد المقبلين على شرائها والساعين لاقتنائها. والتباهي، والمفاخرة بها.

أصل هذه الموضة، فيما أظن أمريكي، كحال الكثير من المنتجات ومظاهر السلوك الأمريكية التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، وأعادت صياغة شكل الحياة في العالم.

للمزيد على شبكة ارم

رئيس تحرير شبكة ارم

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير