تل أبيب متوجسّة جدًا من تعليق عضويتها في الفيفا وإدراج جيشها في القائمة السوداء

28.05.2015 03:07 PM

وطن - وكالات: يخشى أقطاب إسرائيل ممّا سمّته المصادر السياسيّة في تل أبيب من تسونامي سياسيّ-دبلوماسيّ ضدّها بسبب حدثين مهمين على الساحة الدوليّة، الأوّل منع إسرائيل من المُشاركة في ألعاب رياضيّة دوليّة، بناءً على طلبٍ تقدّم به الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والثاني، توصية بإدراج اسم إسرائيل، إلى جانب الحركات الإسلاميّة المُتشدّدّة بسبب قيامها بقتل الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزّة في الحرب العدوانيّة الأخيرة صيف عام 2014. وفي هذا السياق، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيليّة باللغة العبريّة صباح اليوم الخميس توصية ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في مناطق النزاع، ليلى زروقي بإدراج جيش  الاحتلال الإسرائيليّ في القائمة السوداء جنبًا إلى جنب مع تنظيم بوكو حرام،"داعش" ، القاعدة، وطالبان.

وأضافت المسؤولة الأممية، أنّ جيش  الاحتلال الإسرائيليّ يجب أنْ يُدرج في القائمة السوداء مع تنظيمات "القاعدة" و"الدولة الإسلاميّة" وجماعة "بوكو حرام" وحركة "طالبان" بسبب تعمده في حربه الأخيرة (الجرف الصامد) على غزة إلحاق الضرر بالأطفال.

وستنضم توصيات زروقي إلى ملحق لتقرير خاص لبان كي مون بشأن الأطفال في النزاعات المسلحة، سيخرج إلى العلن قريبًا. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه في أعقاب ضغوط إسرائيلية شديدة، فإنّ بان كي مون يميل إلى عدم شمل جيش الاحتلال الإسرائيلي في القائمة، كما قالت مصادر سياسيّة رفيعة المستوى في تل أبيب للصحيفة. علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال خارج القائمة، لكنّ إسرائيل متخوفة ومتوجسّة جدًا من الملحق الذي يضم القائمة السوداء للدول والمنظمات الأمر الذي قد يشكل مدخلاً لمطلب فرض عقوبات على إسرائيل، حسبما ذكروا. وتُعتبر زروقي، وهي جزائريّة، خبيرة قانونية في مجال حقوق الإنسان وإقامة العدل وتعزيز سيادة القانون ومناصرة الإستراتيجيات والإجراءات لحماية الفئات المستضعفة، وتحديدًا النساء والأطفال.

أمّا القضية الثانية التي تقضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب فهي النقاش الذي سيدور غدًا الجمعة في (الفيفا) لتعليق عضوية إسرائيل. يُشار إلى أنّ الفلسطينيين يخوضون معركة في المحافل الرياضية الدوليّة وأخرى دبلوماسية، بهدف تعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مع نهاية الشهر الجاري، بسبب تجاوزاتها بحق الرياضة والرياضيين في الضفة وغزة. ويتهم رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، إسرائيل بارتكاب جرائم بحق عناصر الرياضة الفلسطينية، والحد من حرية حركة اللاعبين واستهدافهم بالقتل والاعتقال، ومنع وصول الفرق الرياضية إلى فلسطين وإقامة الملاعب.

كما يتهم اتحاد كرة القدم الإسرائيلي بالتواطؤ مع السلطات السياسية في ارتكاب تلك الجرائم. وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم رسميا في الخامس من أيّار (مايو) الجاري قبوله وضع ملف تعليق عضوية إسرائيل على أجندة اجتماعات كونغرس الاتحاد الخامس والستين في زيورخ، في 29 من الشهر الجاري، أيْ يوم غدٍ الجمعة. وكان الرجوب قد أكّد تمسكه بتصويت الجمعية العمومية لكونغرس الفيفا على تعليق عضوية إسرائيل، وشبّه اتحاد كرة القدم الإسرائيلي بطبيب تجميل لوجه الاحتلال القبيح والعنصري وشريك للحكومة وسياساتها، حسبما ذكر. وأضاف أنّ المطلب الفلسطيني هو الاعتراف بالاتحاد الوطني الفلسطيني وبحقوقه الكاملة كغيره من الاتحادات الوطنية في العالم، حسب لوائح وقوانين الفيفا.

وتحدث الرجوب عن فشل جلسة ثلاثية جمعته برئيس الفيفا جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الإسرائيلي في زيورخ لتمادي اتحاد الكرة الإسرائيلي في الدفاع عن سياسة حكومته والاستخفاف بمواثيق الفيفا. وأكّد الرجوب على التنسيق مع وزارة الخارجية الفلسطينية والسفارات في الخارج لتعريف الاتحادات الوطنية بالقضية الرياضية الفلسطينية، وما تتعرض له من مضايقات وتغييب من قبل الاحتلال، على حدّ تعبيره. وقالت (يديعوت أحرونوت) إنّ إسرائيل تخوض حملة واسعة في جميع أرجاء العالم بهدف منع اتخاذ القرار بإبعادها عن (الفيفا).

وأعربت مصادر إسرائيليّة رفيعة المستوى عن خشيتها من هذا القرار لأنّه سيكون بمثابة سقطة دبلوماسيّة إسرائيليّة ونقطة تحول سلبيّة جدًا بالنسبة لها، ولفت المسؤولون إلى أنّ احتمالات قبول الطلب الفلسطينيّ ليست مرتفعة لأنّه من أجل تمرير قرار من هذا القبيل يتحتّم حصول مشروع القرار على 75 بالمائة من أعضاء المؤتمر، ومع ذلك، شدّدّ المسؤولون عينهم، على أنّ المسعى الإسرائيليّ يتمحور في منع التصويت على مشروع القرار الفلسطينيّ. وأشارت المصادر عينها إلى أنّ الاتحاد الأوروبيّ (UEFA)، الذي يضم 53 دولة، قد أعلن تأييده لإسرائيل ورفض المشروع الفلسطينيّ.

وعبّر المسؤولون الإسرائيليّون أيضًا عن خشيتهم العميقة من أنّ الكشف عن دفع رشاوى في الفيفا لاستضافة المونديال في جنوب إفريقيا، روسيا وقطر، قد لا يمنع الدول، وفي مُقدّمتهن، قطر، من استغلال الأمر ودفع الرشاوى للدول لكي يُصوتوا إلى جانب القرار الفلسطينيّ، خصوصًا وأن الإشاعات تؤكّد على أنّ هذه الدولة الخليجيّة قامت بدفع الأموال الباهظة من أجل استضافة المونديال في قطر بحلول العام 2020. وكشفت المحافل في تل أبيب النقاب عن أنّ إسرائيل قامت بتجنيد جميع السفراء والقناصل والممثلين في جميع دول العالم للمُشاركة في الحملة الإسرائيليّة لمنع تعليق عضويتها في الفيفا.

علاوة على ذلك، قالت الصحيفة إنّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، سيلفان شالوم، ناقش الأمر مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبيّ، فيديريكا موغرييني، وقال لها إنّه من الممنوع على أوروبا السماح بتمرير المشروع الفلسطينيّ، لأنّ الخطوات الأحادية الجانب تُبعد السلام مع الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.

تصميم وتطوير