الاطباء على راسهم ريشة ..علي دراغمة

09.06.2015 11:56 PM

انا منحاز للمريض الذي ينتظر عملية جراحية منذ اشهر ولم تحصل بعد ..انا منحاز للرجل الذي حضر الليلة لمستشفى رفيديا نتجة عضة حصان اخرجت بطة قدمه من مكانها دون ان يكترث به احد، انا منحاز للعامل الذي اخرج زوجته القادمة للولادة من مستشفى رفيديا ليدخلها في مستشفى خاص، ودفع مبلغ 3500 شيقل ضمان،قام بتدبيرها من ادين الناس،  انا منحاز للمريض القادم من بعيد ولم يحصل على العلاج بسبب اضراب الاطباء .

انا منحاز لعائلة الفقيدة وطفلاتها اللواتي ينتظرن عودة الام ، ولن تعود ابداً،

 انا منحاز للأطباء الشرفاء المهنيين، الذين يشعرون مع الانسان، انا منحاز لمهنة الانسانية التي بدأت تتحول الى سجال ، والسبب اعتقاد البعض انه فوق القانون ...اليس نقيب الاطباء السابق من رفض تطبيق قرارات محكمة العدل العليا  الفلسطينية قبل نحو عام ونصف؟ ..اليس القانون على الجميع؟ لماذا يعتقدون اذا انه على راسهم ريشة؟.

انطباعي عن الاطباء ..أنهم تغيروا ...يفقدون الناس من حولهم ...يشتمون ..متأهبون للمنازلة ضد كل من يوجه لهم حتى النصيحة قبل الانتقاد ...الاطباء صفوة المجتمع الفلسطيني،وهكذا يفكرون ، اذأ علينا ان نعرف كيف يفكر البقية .

المجتمع الفلسطيني اليوم يواجه حالة من الانقسام في كل شيئ ...ليس مجرد سجال وانما رفض لتطبيق القانون ..طبعا مش على راسهم ريشه! .

والمواطن الذي يشتم الاطباء ويعمم الشتم عليه ان يعلم انه الطبيب المهني يهرب من البلد، ويبقى (...) كفى تعميم، وكفى تحقير ، وكفى تهديد .

لم ادخل محل بقالة او مطعم او صيدلية او حتى مستشفى الليلة  الا وتجمع حولي عددا من الناس يسألون عن جدوى اضراب الاطباء ...الاطباء انفسهم تجمعوا حول نشرة الاخبار في مقهى صغير مقابل مستشفى رفيديا في نابلس ..جميعم او معظمهم محدقين بشاشة التلفاز اثناء بث خبر حول اضراب الاطباء ..انطباعي أن الطبيب يبتعد عن المجتمع !! ونحتاج منه ان يعود .

لم يكن الطبيب وحده الخطاء، بل النظام الصحي الفلسطيني بمجملة غير مجدي، وغير مهني، ويحتاج الى المراجعة والتأمل، حتى ينصف الطبيب وينصف المريض ، والا ماذا يعني ان يغادر 50 طبيب في يوم واحد مقر عملهم في مستشفى رفيديا وفيها نحو 180 مريض ؟.

 وهذه شكوى من المواطن اياد حمدان ارسلها لي ليلا يقول فيها ..صار  معي في مستشفى رفيديا الليلة، ومع ابني الذي لم يتجاوز عمره العام ، شيء رهيب  أصبحنا بلا انسانية مجرمين .

انا من المنطقة الشرقية وزوجتي مع الاولاد عند أهلها في المنطقة الغربية من البلد والجيش الاسرائيلي منتشر في البلد، ابني حرارته 40 لعدة ساعات ولم تنزل حرارته،  أخذته زوجتي على المستشفى (رفيديا) والله أعلم كيف وصلت وأنا ما عرفت أوصل لوجود الجيش في البلد، الاخ المناضل الدكتور المناوب في الطواريء رفض دخول الولد، وقال لزوجتي "روحي على المستشفيات الخاصة اضراب عنا وما في دكاترة" أخدت التلفون بحكي معاه باعتقادي أنه أنسان ، ولكن للأسف،  وسألته عن اسمه في حال حدث شيء للولد عشان أعرف مين المسؤول، وطبعا ورفض يحكي اسمه والجيش موجود امام المستشفى لا عرفت زوجتي تخرج ولا عرفت تعالج الولد وهي في داخل  المستشفى؟حسبي الله ونعم الوكيل. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير