الشاباك والجيش فشلا في إحباط العمليات الفدائيّة الأخيرة بالضفّة

01.07.2015 03:28 PM

وطن - وكالات: انضمّ رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيليّ (الشاباك)، يورام كوهن، إلى جوقة صنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، وأعلن خلال جلسة عقدتها لجنة الخارجيّة والأمن البرلمانيّة استبعاده الكامل لاندلاع انتفاضة فلسطينيّة ثالثة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وتأتي هذه الأقوال، في الوقت الذي يتعرّض فيه جهاز الشاباك وجيش الاحتلال لحملة انتقادات واسعة بسبب فشلهما في إحباط العمليات الفدائيّة الأخيرة بالضفّة، وفشلهما الأكبر في العثور على مُنفذّي العمليات، الأمر الذي يقطع الشكّ باليقين بأنّ العمليات الفرديّة، التي يقوم بتنفيذها فلسطينيون، دون أنْ يكونوا أعضاءً في منظمات معروفة مثل حماس والجهاد الإسلاميّ والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، باتت من أكبر التحدّيات للأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة.

نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن رئيس الشاباك قوله في الاجتماع المذكور أنّه يستبعد اندلاع مواجهات عنيفة بالضفّة الغربيّة ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ، زاعمًا أنّ الفلسطينيين في الضفّة يهتمون بادئ ذي بدء بالعمل على تحسين ظروف معيشتهم، وزيادة رفاهيتهم الاقتصاديّة، وبالتالي، أضاف كوهن، فإنّ المُواجهة مع الدولة العبريّة لا توجد على أجندتهم في الوقت الحاليّ. ولفتت الصحيفة إلى أنّه خلال جلسة اللجنة البرلمانيّة، قام كبار قادة جهاز الأمن العّام بتقديم تقريرٍ لأعضاء اللجنة، جاء فيه أنّه منذ العام 2012 ارتفعت ما يُطلقون عليها في تل أبيب عمليات "الإرهاب الشعبيّ" ضدّ إسرائيل بنسبة خمسين بالمائة، وهذه العمليات الفرديّة تقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب.

وحسب التقرير المذكور، فإنّ سبب الارتفاع المذكور في العمليات الفدائيّة الفرديّة مردّها الصعوبات التي تُواجهها الفصائل والتنظيمات الفلسطينيّة في إخراج عمليات عسكريّة ضدّ إسرائيل إلى حيّز التنفيذ. وبطبيعة الحال، كال الشاباك المديح لنفسه، حيث جاء في التقرير المذكور أنّ جهاز الأمن العام أحبط منذ بداية العام الجاري ستين خليّة وصفها بالإرهابيّة، حسبما ذكر. وبحسب الصحيفة الإسرائيليّة، فقد تطرّق كوهين إلى آخر المُستجدّات والأوضاع في قطاع غزّة وقال إنّ حماس تعمل بوتيرةٍ عاليةٍ من أجل تعزيز قوتّها العسكريّة، لكن بالمُقابل، استدرك قائلاً، إنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة ليست معنيةً بجولة جديدة ضدّ الدولة العبريّة، حسبما ذكر. وبحسب رئيس الشاباك، فإنّه منذ أنْ وضعت الحرب العدوانيّة الإسرائيليّة أوزارها ضدّ قطاع غزّة في آب (أغسطس) من العام الماضي، قامت حماس بتكثيف استعداداتها لجولة عسكريّةٍ جديدةٍ ضدّ إسرائيل، لكنّها لا تعتزم في المرحلة الراهنة، الولوج في هذا الوحل.

علاوة على ذلك، عاد كوهين وأكّد المؤكّد، وقال لأعضاء أهّم لجنة في الكنيست الإسرائيليّ إنّ حماس ما زالت تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ من أجل ترميم ما أسماها بالأنفاق الهجوميّة، علاوة على تجديد ترسانتها العسكريّة، والتي تشمل فيما تشمل القذائف، مُشدّدًا على أنّ حماس قادرة على إدارة معركة جديّةٍ ضدّ الدولة العبريّة، وهذا الاعتراف ينسف المزاعم والإدعاءات الإسرائيليّة بأنّ جيش الاحتلال انتصر على حماس في عملية (الجرف الصامد) في صيف العام 2014. بالإضافة إلى ذلك، زعم كوهن أنّ جهاز الأمن العام الذي يترأسه يُلاحظ أنّ سيطرة حركة حماس على القطاع آخذة بالتآكل، في إشارةٍ واضحةٍ إلى ازدياد قوّة التنظيمات السلفيّة، التي تؤيّد تنظيم (الدولة الإسلاميّة)، والذي تعمل حماس على كبح جماحه ومنعه من إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب الدولة العبريّة.

 ورأى مُراسل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، يوسي يهوشواع، أنّ العمليات الفدائيّة الأخيرة التي تسببت في مقتل إسرائيليين اثنين وجرح العديد في الضفّة الغربيّة، أكّدت بشكل غيرُ قابل للتأويل بأنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة باتت عاجزة ومُرتبكة، وأنّ الجيش يُصدر بيانات تختلف كثيرًا عن البيانات التي يُصدرها الشاباك حول هذه العمليات.

ولفت المُراسل، نقلاً عن المصادر الأمنيّة في تل أبيب، إلى أنّ التقدير السائد لدى الأجهزة الأمنيّة أنّ هذه العمليات الفدائيّة تُنفّذ بناءً على تعليمات يُصدرها القائد العسكريّ في حماس، صلاح العاروري، الذي يتخّذ من اسطنبول التركيّة مقرًا له، وكانت إسرائيل قد طالبت تركيّا بالطلب منه تخفيف وتيرة عمله، وفعلاً قامت السلطات الأمنيّة في أنقرة بإبلاغه بالرسالة الإسرائيليّة. وتابع قائلاً إنّه من الواضح جدًا أنّه من أجل إخراج عملية فدائيّة من سيارة يحمل أفرادها السلاح، وفي نقطة التي تسمح للسيارة بالإفلات من ثلاث نقاط مختلفة، تؤكّد على أنّ هذه العملية تمّ الإعداد لها لإخراجها إلى حيّز التنفيذ، الأمر الذي يؤكّد على أنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة تقف خلف هذه العمليات، وبالتالي، فإنّ الجيش والشاباك مُلزمان بالتوصّل إلى نتائج أفضل في التحقيق بهذه الحوادث، على حدّ تعبيره.

وبكلمات أخرى، فإنّ هذه الأقوال هي اعتراف ضمنيّ بفشل الأجهزة الأمنيّة في التحقيق بالعمليات الأخيرة، على مدار 11 يومًا، وقال المُراسل في هذا السياق إنّه لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال التسليم بأنّ هذه العمليات هي قدرة إلهيّة، على حدّ وصفه. وبطبيعة الحال، نقل المراسل عن المصادر عينها قولها إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي التي تقوم بتمويل العمليات الفدائيّة الأخيرة في الضفّة الغربيّة ضدّ إسرائيل.

تصميم وتطوير