هوى بحري وهوى بري

01.07.2015 04:46 PM

وطن:  كتب موفق محادين

في السياسة، كما في علم النفس الفرويدي، ثمة ما يعرف بـ كسر الاتجاه او الازاحة، وثمة ما يعرف ايضا بالهوى او المزاج الشعبي العام وكسره او استبداله بهوى صناعي مضاد.

ومن اخطر اشكال الهوى المضادة ما شهدته المنطقة وحقول الصراع فيها، ومن ذلك على سبيل المثال، كسر الهوى الشامي في الأردن وفلسطين ولبنان، وكسر الاتجاه على جبهة الصراع الشمالية مع تل ابيب.

1. فأما كسر الهوى الشامي، فهو جزء من الصراع بين مشروعين، مشروع طبيعي وهو سوريا الطبيعية او سوريا الكبرى ومشروع امبريالي مصنع، هو (اسرائيل الكبرى)، وحيث فشل العدو في أن يؤسس (هوى) اسرائيليا بين العرب راحت الماكينة الامبريالية، البريطانية – الفرنسية ثم الامريكية تضع (الهوى العراقي) مقابل الهوى الشامي، وكان نوري السعيد، رئيس الوزراء العراقي الاسبق، هو حجر الرحى في ذلك، وقد وجد في الاسلاميين واوساط من البيروقراطية غربا كما في حلب، مداخله الى ذلك، فيما ظلت دمشق في كل عهودها تتمسك بالتواصل مع بقية اجزاء سوريا الطبيعية في الاردن وفلسطين ولبنان.

ومن مفارقات هذه الظاهرة او الحالة ان العراق بكل عهوده من اليمين الى اليسار الى ايامنا هذه كان حريصا على جسور قوية مع الاردن.
وكانت العقبة (الهوى البحري) مدخله الى ذلك، من خطوط النفط (الشاهنشاهية – العراقية) الى العقبة الى عسقلان، الى الجارة خلال الحرب العراقية – الايرانية الى المشاريع الاخيرة.

2. من الاشكال الاخرى لكسر الاتجاه وقلب الطاولة على رأس العدو وانهاء اسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي التي وفرت له ابتزاز العرب وتهديدهم على مدار نصف قرن، المخزون الاستراتيجي للصواريخ عند حزب الله وسورية الذي طال بركانه قطاع غزة ايضا…

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير