تل أبيب تُوظّف أحداث سيناء لدقّ الأسافين بين مصر وحماس

02.07.2015 04:18 PM

وطن - وكالات: كما كان متوقعًا، وظفّت إسرائيل الأعمال الإرهابيّة التي وقعت في شبه جزيرة سيناء أمس وراح ضحيتها العشرات من الجنود المصريين بين شهيد وجريح، في حربها النفسيّة ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ بشكلٍ عامٍ وضدّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) بشكلٍ خاصٍ، في حملة محمومة لدقّ الأسافين بين أبناء الأمّة الواحدة.

وفي هذا الإطار سلط الإعلام الإسرائيليّ اليوم الخميس الضوء على ما يحدث في سيناء، مُشدّدًا على نقطتين أساسيتين: الأولى، أنّ حماس تقوم بمدّ يدّ العون لجماعة بيت المقدس، التي بايعت داعش، والثاني، التحذير من أنّ عناصر داعش، في حال فشل الجيش المصريّ بوقفهم، سيتمددون، وسيصلون عاجلاً أمْ أجلاً لتنفيذ أعمال إرهابيّة ضدّ الدولة العبريّة من حدودها الجنوبيّة مع مصر، وهذا ما نقله مُراسل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، اليكس فيشمان، عن مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب، قال إنّها على اطلاع بما يجري على الجبهة الجنوبيّة، على حدّ تعبيره.

وادعت مصادر أمنيّة إسرائيليّة أن كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري في حركة حماس على علاقة وثيقة مع نشطاء في تنظيم (ولاية سيناء) الذي تبنى الهجمات الأخيرة، أمس، في منطقة الشيخ زويد.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة (هآرتس) عن المصادر أنّ حركة حماس تقوم بتقديم العلاج الطبيّ لجرحى (ولاية سيناء) في مستشفيات قطاع غزة، مقابل السماح لحماس بحيازة مخازن أسلحة في سيناء، والمساعدة في تهريبها إلى قطاع غزة. وكتب المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة،أنّ العلاقات بين الذراع العسكري لحركة حماس وعناصر ولاية سيناء قائمة رغم تحفظ القيادة السياسية للحركة.

وأضاف هرئيل أنّ هذه العلاقات لا تتماشى مع الحقيقة أنّ حماس تلاحق التنظيمات السلفية في القطاع، خاصة أولئك الذين يوالون تنظيم الدولة، وحتى أنها اعتقلت نشطاء منهم كانوا قد تورّطوا في إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

يُشار إلى أنّ النظام المصري أتاح فتح معبر رفح مؤخرًا بهدف تخفيف الحصار على سكان القطاع خلال شهر رمضان، ودار الحديث عن أنّ العلاقات بين النظام المصري وحركة حماس تشهد تحسنًا ملحوظًا على خلفية التوجهات السعوديّة لمصر بتحسين العلاقات.

في السياق ذاته، قال الباحث الإسرائيليّ يوني بن مناحم، إنّ حماس تواصل الـ"إرهاب" في سيناء، مشيرًا إلى أنه وفقاً لمصادر مصرية، فإنّ التنظيم دعم الهجمات الإرهابية التي جرت في الأيام الأخيرة فى شمال سيناء، واستهدفت جنودا من الجيش والشرطة.
 

وأضاف المُحلل الإسرائيليّ، في مقالٍ نشره على موقع مركز الأبحاث الأورشليمي للسياسات والجمهور، أقائلاً إنّ حماس تساعد تنظيم (أنصار بيت المقدس) في شمال سيناء في أنشطته الإرهابية التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى، وتدمير صورة مصر لإظهار الوضع الأمني غير مستقر، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد والاستثمارات في البلاد. وأشار الباحث الإسرائيليّ إلى مقتل الشاب الفلسطيني مؤخرًا على السياج الحدودي من قبل الجيش المصري، موضحًا أنّ حماس اعترفت أن الجيش المصري نجح في منع نشاط التهريب، لافتًا إلى أنّ هذه المحاولة كانت الأولى للتسلل إلى مصر عن طريق عبور السياج الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

وأشار المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّه في إطار حرب مصر ضدّ الجماعات التي وصفها بالإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تمّ إعلانها في مصر تنظيمًا إرهابيًا، طالبت قطر بتسليم الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالإضافة إلى تسليم قادة بارزين آخرين في التنظيم. وفى ذات السياق قال مُحلل شؤون الشرق الأوسط في موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، آفى يسخاروف، إنّه على الرغم من إنشاء مصر المنطقة العازلة مع قطاع غزة، إلا أنّ البحر أصبح ساحة لنقل الأسلحة. وأضاف قائلاً إنّه بعد شهرين من بدء إنشاء المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، اكتشفت السلطات المصرية طريق تهريب آخر إلى جانب الأنفاق وهو البحر.

وتابع: على الرغم من إنشاء سياج الحدود البحرية بين البلدين، إلا إن المهربين ينجحون في تخطيها عبر زوارق (زودياك ومراسي) قبالة سواحل غزة أو سيناء، على حدّ قوله. وتابع قائلاً، نقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، إنّ السواد الأعظم من الزوارق تحمل مواد لتصنيع قاذفات صواريخ ومواد متفجرة، ويتم بناء الصواريخ على يد "الجهاديين" في سيناء، مشيرًا إلى أنّ مصر بدأت في توسيع المنطقة العازلة بينها وبين قطاع غزة من 500 متر إلى كيلومتر، كما لفت إلى أنّه في النهاية تصل المنطقة العازلة إلى 2 كيلومتر، وفى إطار ذلك يتم تدمير نحو 1،200 منزل في رفح.

وأوضح أنّ مصر تقوم بإجلاء مئات العائلات من المنطقة، بداية إلى العريش وفي المستقبل إلى رفح الجديدة، وهي مدينة يتم بناؤها بالقرب من رفح الحالية، والإسماعيلية الجديدة، التي يتم بناؤها بالقرب من مدينة الإسماعيلية على ضفاف قناة السويس. وخلُص إلى القول إنّ إنشاء المنطقة العازلة تساعد مصر في مكافحة الإرهاب، ويعمل الجيش المصري على وجه السرعة في الأشهر الأخيرة لإنهاء المهمة بمساعدة 16 كتيبة، بما في ذلك القوات الخاصّة والمشاة ووحدات مدرعة.
إلى ذلك، قالت وسائل الإعلام العبريّة أنّ قوات الجيش الإسرائيليّ في المنطقة الجنوبيّة باتت جاهزة وحاضرة استعدادًا لأيّ هجوم قد يقوم بتنفيذه عناصر من تنظيم (أنصار بيت المقدس).

تصميم وتطوير