معادلة..حذار من أن تزج مصر بكل بيضها تحت الدجاجة

03.07.2015 12:25 PM

كتب:حمدي فراج
الارهاب الاسود يضرب بشدة وبقوة في سيناء، وبشكل غير مسبوق من حيث عدد الضاربين والمهاجمين ومن حيث نوعية الاسلحة المستخدمة التي قال عنها احد المسؤوبين المصريين انهم لم يروا مثلها الا في الكتالوجات، ومن بينها صواريخ كورنيت الروسية الصنع والتي من المرجح ان لا تكون الدولة المصرية تمتلكها، وان امتلكتها ن فهي بالتأكيد لا تستطيع استخدامها في سيناء.

هل يكون السبب هو الذكرى السنوية الاولى على المظاهرات المليونية التي خرجت لاسقاط حكم الاخوان والتي مهدت لمجيء السيسي؟، ولكن القاعدة وبناتها، من داعش الى النصرة الى بيت المقدس، لا ينسجمون مع الاخوان، فقد كفّرهم الظواهري في كتابه الوحيد "الحصاد المر"، واعتبرهم مرتدين، لأنهم آثروا الانتخابات وحكم البرلمان على حكم الله، وهو نفسه ما قاله عن حماس حين خاضت الانتخابات التشريعية في فلسطين قبل نحو عشر سنوات "عظّم الله أجر الامة في حركة حماس".

البعض يرى ان الجماعة هي الام البيولوجية  للقاعدة ولمجمل الفكر الاصولي والتكفيري، بغض النظر عن شرعية الحمل من عدمه، وكما قال المفكر عبد الحليم قنديل : اينما غرست الجماعة بذورها، فإنك سترى بعد حين نبتا داعشيا، مفعما بالشوك والسم  والتشوه والتخلف . ولا يغرنن احدا هذا الخلاف البائن بين بين الام وبناتها، والذي يصل احيانا الى حد القطيعة والبراءة من هذا النسل، وهو ما حصل ويحصل من تصارع بين البنات انفسهن، كما بين داعش والنصرة واكناف بيت المقدس في اليرموك وفجر الاسلام في ليبيا و اسود الخليج في الكويت والسعودية والشباب في الصومال، حتى اصبح المرء ينظر في كل بقعة عربية فلا يرى المرء الا احترابا قائما او احترابا قادما بين هذه المكونات الاسلامية الاصولية، وكل مكون يرى في نفسه هو الفرقة الاسلامية الصحيحة التي وردت في الحديث الشريف من اصل سبعين فرقة، ومن لدنها خليفة الله المنتظر . وحتى تنجلي صورة الفرقة الصحيحة، وخليفتها الشرعي، يكون الوطن العربي قد اصبح قبرا كبيرا لرفات ابنائه، او بالادق لما تبقى من هذا الرفات، فقد عمدت داعش عندما جزت رؤوس العمال المصريين الاقباط، الى بعثرة الرؤوس عن جثثها لكي يتصعب بعد ذلك معرفة رأس هذه الجثة وجثة هذا الرأس.

لكن هذا لا يبرر معاملة الجميع على نفس القاعدة، ولا الزج ببيض الحمام والعصافير تحت الدجاجة، في انتظار الكتاكيت، كما يفعل القضاء المصري، وكما فعل الامن المصري مع المنزل في مدينة ستة اوكتوبر، حيث قتل ثلاثة عشر قياديا اخوانيا بعضهم لربما جرى اعتقاله قبل ان تأتي الاوامر بتصفيته، حيث شوهدت اثار تبصيم لبعضهم وفق قناة الجزيرة المناوئة. إن هذا يتطلب تحقيقا جريئا يليق بالحقبة الثورية الجديدة التي نزعم ان السيسي يقف على رأسها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير