مدير عام استخبارات الإحتلال:نتعاون مع عرب معتدلين ولا "انتفاضة ثالثة"

05.07.2015 03:58 PM

وطن - وكالات: يشتّد في هذه الأيّام الصراع في إسرائيل على تبوء منصب رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) خلفًا للرئيس الحاليّ، تامير بارود، وبحسب موقع (ISRAEL DEfENSE)، الإخباريّ، الذي يُعنى بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة فإنّ السباق على المنصب ينحصر في ثلاثة مرشحين هم: يوسي كوهن، مُستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ، الذي خدم سابقًا في الموساد، ورام بن-براك، (57 عامًا)، المُدير العام لوزارة الاستخبارات الذي باشر في منصبه الحاليّ في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الفائت 2014، ومع المُسّمى نون، الذي يشغل منصب نائب رئيس الموساد، وبالتالي تمنع الرقابة العسكريّة في تل أبيب نشر اسمه.

وتابع الموقع قائلاً إنّه في المُقابلة التي أجراها مع بن براك، عرض الأخير وجهة نظره الأمنيّة، لافتًا إلى أنّه كان قد اعتُقل مع عددٍ من عناصر الموساد في دولة أوروبيّة، وتمّ حينها نشر صورته، وذلك عندما حاولوا اقتحام أحد المباني الجماهيريّة، وتمّت إعادته لإسرائيل حيث شغل منصب رئيس قسم العمليات في الموساد، ومن ثمّ بات نائب رئيس الجهاز.

وفي معرض ردّه على سؤال قال إنّ الوزارة التي يعمل فيها مديرًا عامًّا تقوم بتركيز جميع المعلومات الاستخباريّة التي تصل من جميع الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، حيث تقوم الوزارة بتحليل المعلومات الكثيرة التي تصل، ومن ثمّ تقوم الوزارة بتحديد مبادئ الاستخبارات التي يتحتّم على رئيس الوزراء، بصفته المسؤول الأوّل والأخير عن هذه الأجهزة، يتحتّم عليه انتهاجها تماشيًا مع مصالح إسرائيل الإستراتيجيّة.

وكشف بن براك النقاب عن أنّ الملّف الإيرانيّ هو الملّف الأكثر أهمية بالنسبة للاستخبارات الإسرائيليّة، إذْ له كثير من الأهميّة والتأثير. ولفت المسؤول الإسرائيليّ إلى أنّ الاتفاق المُزمع توقيعه بين إيران والسداسية الدوليّة سيسمح لطهران أن تُقرر متى ستتحوّل إلى دولةٍ نوويّةٍ، كما أنّ الاتفاق يُبقي في أيدي الإيرانيين جميع ما اكتسبوه في المجال النوويّ.

وشدّدّ بن براك على أنّ إيران نوويّة هو أمر غير محتمل بالمرّة من وجهة النظر الإسرائيليّة، مُشيرًا إلى أنّ إلغاء العقوبات سيُدخل إلى الخزانة الإيرانيّة مئات مليارات الدولارات، الأمر الذي سيسمح لهذه الدولة بزيادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، أكثر بكثير من النفوذ الذي تتمتّع فيه اليوم، حسبما قال.

وبرأيه، فإنّ الخطر الأكبر يكمن في أنّ إيران تتقدّم صوب مرحلة لا يستطيع كائنًا مَنْ كان أنْ يُهددها، وهذا الأمر سيسمح لها بالسيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط.

وتابع المسؤول الإسرائيليّ قائلاً إنّ إيران موجودة اليوم تقريبًا في جميع الدول بالمنطقة، في العراق، حيث تتناسب مصالحها مع مصالح الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، في لبنان، حيث أنّ حزب الله هو ذراعها التنفيذيّ، في اليمن، حيث احتلّ الإيرانيون تقريبًا الدولة العربيّة بأكملها بواسطة جماعة أنصار الله (الحوثيون)، حيث تُقدّم لهم إيران المُساعدات بمليارات الدولارات، علاوة على الأسلحة والخبراء، وبالتالي، هيّا نُفكّر ماذا سيحصل عندما ستدخل الخزينة الإيرانيّة بسبب إلغاء العقوبات مئات مليارات الدولارات في السنوات المقبلة، عندها، أضاف المسؤول الإسرائيليّ، لن يتمكّن أحدٌ من وضع أيّ رقابة عليها، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّه لو أصّر الأمريكيون وقاموا بالضغط أكثر، فإنّه كان بالإمكان التوصّل لاتفاق أحسن من وجهة النظر الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّ الاتفاق أحسن من الحرب، ولكن الاتفاق الذي سيُوقّع، شدّدّ بن براك، ستكون له تداعيات إستراتيجيّة خطيرة جدًا على المنطقة.

وأشار إلى أنّ المسألة الإيرانيّة بالنسبة لإسرائيل هي الموضوع الأكثر أهميّةً وحساسيةً، ولكن هناك قضايا ومواضيع أخرى. وبرأيه، فإنّ الاتفاق بين إيران ومجوعة دول (5+1) سيفتح باب سباق التسلّح في الشرق الأوسط على مصراعيه، مُوضحًا أنّ المملكة العربيّة السعوديّة ودول الخليج تخشى من السيطرة الإيرانيّة على المنطقة ليس أقّل من خشيتها من السيطرة الإسرائيليّة، ولفت إلى أنّ هذه الدول تمتلك النفط والغاز، وقد رأينا كيف أنّ العراق في العام 1990 احتلّت الكويت بهدف السيطرة على آبار النفط في الإمارة المذكورة.

وزعم بن براك أيضًا أنّ الصراع السُنّي-الشيعيّ، الذي يعم العالم الإسلاميّ، يدفع دول الخليج إلى الخشية والقلق من إيران، وعندما سترى هذه الدول أنّ إيران في طريقها إلى التحوّل إلى دولةٍ نوويّة، فإنّها ستُسارع إلى الدخول في هذا المسار، علمًا أنّه لا ينقص هذه الدولة الأموال، وبالتالي ستدخل منطقة الشرق الأوسط إلى سباق التسلّح، على حدّ قول المسؤول الإسرائيليّ.

وسُئل بن براك عن العلاقات الإسرائيليّة مع الدول العربيّة، التي تُعتبر معتدلة، بما في ذلك دول الخليج، فردّ قائلاً: في هذه الفترة بالذات توجد فرصةً ذهبيّةً، وهناك تعاون بسبب تساوق وتماشي المصالح بين إسرائيل وبين هذه الدول، التي لا أرغب في الإفصاح عن أسمائها، وفقط أقول إنّ العلاقات مع مصر ممتازة، وأنا أقول توجد لنا علاقات مع دولٍ أخرى.

وعن وضع الرئيس السوريّ، بشّار الأسد، قال المسؤول الإسرائيليّ إنّ وضعه صعب للغاية، ولكن لا يجب تضخيم الأمور، ذلك لأنّ نجاحات داعش والتنظيمات الأخرى تقتصر على المناطق السُنيّة.

وأضاف إنّ الجيش العربيّ السوريّ بات مُدمرًا بالمرّة، ويبدو أنّ سوريّة تتوجّه إلى منطقةٍ علويّةٍ. وبرأيه، فإنّ الخطابات الأخيرة التي ألقاها السيّد حسن نصر الله تؤكّد بشكلٍ قاطعٍ على أنّه يتواجد في ضغطٍ شديدٍ، ويخشى من أنْ تقوم إسرائيل بشنّ عمليّةٍ عسكريّة ضدّ حزب الله، وهو يعرف ويفهم أنّ هذه الإمكانية واردةً جدًا.

ورأى بن براك أنّه لا يوجد أيّ حلٍّ سياسيّ للأزمة السوريّة، لأنّ الصراع في هذا البلد العربيّ بات شيعيًا-سُنيًّا، مُشدّدًا على أنّ حزب الله بدون سوريّة سيكون مُعاقًا، وسيكون من الصعوبة بمكان أنْ يحصل على الأسلحة الإيرانيّة، وزعم أنّ وضع حزب الله في صيف العام 2015 بات سيئًا للغاية، بسبب تورطه في الحرب الأهليّة بسوريّة،  وخلُص إلى القول إنّه لا يوجد اليوم تهديد وجودي على الدولة العبريّة، وأنّ الفلسطينيين لن يُقدموا على انتفاضةٍ ثالثةٍ.

تصميم وتطوير