ياسر عبد ربه

06.07.2015 11:30 AM

وطن - كتب: حمدي فراج: تجاوز ياسر عبد ربه الذي تم فصله مؤخرا من منصبه امينا للسر في منظمة التحريرالسبعين من عمره ، وقد برز خلالها حتى ساعة اقالته ، كوجه يساري في الثورة ، منذ حركة القوميين العرب ، ثم عضوا قياديا في الجبهة الشعبية التي انبثقت عنها عقب هزيمة حزيران ، وبعدها عرف عنه انه شخصية خلافية توتيرية انقسامية بامتياز ، فقد قاد مع نايف حواتمة حركة انشقاقية مبكرة داخل الجبهة الشعبية بدعوى انها غير ماركسية ، في وقت كانت فيه الماركسية تطغى على ربوع الثورات في العديد من بقاع العالم الثالث ، وتطغى الجبهة الشعبية على ساحات النضال الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي وتستقطب تعاطفا وتأييدا عربيا ودوليا .

حملت الجبهة المنشقة اسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، بقيادة نايف حواتمة ونائبه ياسر عبد ربه . لكن الانشقاق الذي ترك آثاره العميقة لم يمر مرور الكرام ، فقد صاحبه احتدام عسكري بين الفصيلين في معظم الساحات التي تواجدا بها ، بدعم ملحوظ من قطب اليمين المتنفذ والذي لم يكن بعد قد ولج الدائرة الدينية ، حتى وصل – الانشقاق - الى السجون ، وتبنى عدد غير قليل من قادة اليسار افكار الفصيلة الوليدة وعلى رأسهم الشهيد عمر القاسم (مانديلا فلسطين) الذي قضى وراء القضبان بعد نحو عشرين سنة على اعتقاله . خلالها ، قاد ياسر عبد ربه انشقاقا ثانيا في الجبهة الديمقراطية حمل اسم " الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني ، فدا " ، وهذه المرة تحت تبرير خلق خط تجديدي ، يتساوق اسرع مع مبادرات السلام و ركوب قطار استثمار انتفاضة الحجارة قبل ان يرخص سعرها ويتحرك القطار نحو محطة اوسلو "غزة واريحا اولا" .

وتندر البعض على موقف ياسر عبدربه من انه اذا كان انشقاقه عن الجبهة الشعبية عام 1969 لاسباب نقص الماركسية ، فإن انشقاقه عن الديمقراطية عام 1990 كان لماركسيتها الزائدة . لكنه سرعان ما انشق عن الحركة الوليدة فدا ،دون ان يتمكن هذه المرة من تشكيل جسم وليد ، ربما ، لأنه لم يتبق هناك من ينشق عن من ، بمعنى ان المعين قد نضب ، وبالادق قد انضب .

لكن نجم الرجل اخذ بالتصاعد ، بدلا من الخبو والانكفاء ، فلقد شارك في جميع مراحل المفاوضات التي استمرت قرابة عشرين سنة ، بما فيها واي ريفر ، وكتب عنه دينس روس في مذكراته انه شكل حلفا مع الدحلان واخرين ضد عرفات وصائب عريقات ، وذكرت عنه تسيفي ليفي انها استدرجته للسرير ، وحصل على مناصب متقدمة في السلطة الفلسطينة من بينها وزير الثقافة والاعلام ، واسهم في توتير العلاقات بين فتح و حماس على توترها ، حتى احتل منصب امين سر المنظمة بصفته مستقلا .

يحق للناس ان يتساءلوا عن سر شخصية من هذا الطراز احتلت كل هذا الثقل القيادي لكل هذا الوقت في مسيرتهم النضالية . ربما حاول ناجي العلي ان يجيب على السؤال مبكرا ، حين قال عنه كاريكاتيريا انه "ياسر عبد ياسر" ، وربما ان ياسر عرفات نفسه اجاب على السؤال حين قال مرة ، ان وزراءه مفروضين عليه ، فهذا وزير امريكي وذلك مصري وثالث اردني ورابع اسرائيلي .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير