تل أبيب تُقر بفشل حربها على إيران

07.07.2015 06:58 PM

وطن: أقرّت إسرائيل رسميًا أنّ حربها  في المحافل الدوليّة، والاقليمية  ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ، كانت نتيجتها الفشل المُدّوي. وحسب المصادر السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب، فإنّ الحرب استمرّت على مدار 15 عامًا، ولكنّها باءت بالفشل، خصوصًا وأنّ إسرائيل باتت خارج اللعبة، وخارج المفاوضات التي تجري بين إيران  ودول (5+1) في النمسا. مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، كشف اليوم الثلاثاء النقاب عن أنّ كبار القادة في الجيش الإسرائيليّ باتوا يُفكّرون ويضعون الخطط لليوم الذي يلي الإعلان عن الاتفاق بين طهران والسداسيّة الدوليّة، كما أكّدت له مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب.

وشنّ المُحلل الإسرائيليّ،  هجومًا سافرًا على الإدارة الأمريكيّة، وقال  إنّ إيران تقوم بالتنكيل بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، مُشدّدًا على أنّه لو كانت الإدارة الحاليّة في عصر أزمة الصواريخ بين واشنطن من جهة وبين كوبا وروسيا من جهةٍ أخرى، لكان الروس قد سيطروا على العالم.

ونقل فيشمان عن المصادر عينها قولها إنّه في المرحلة الأولى من إلغاء العقوبات المفروضة على إيران من قبل المجتمع الدوليّ، سيتّم تحرير ما يُقارب 150 مليار دولار، ستقوم إيران بطبيعة الحال، باستغلالها في تطوير الأسلحة، وتحديدًا الصواريخ الباليستية، علاوة على زيادة دعمها للتنظيمات والدول التي كانت وما زالت تدعمها وفي مقدّمتها سوريّة، وحزب الله وأنصار الله في اليمن، إضافة إلى ما أسماها المُحلل الإسرائيليّ بالميليشيات الشيعيّة في العراق، التي تُشارك في القتل ضدّ داعش، لافتًا إلى أنّه في هذا السياق يوجد تساوق مصالح إستراتيجيّة بين طهران وواشنطن.

ولجهة إسرائيل، نقل المُحلل عن المصادر الأمنيّة ذاتها، قولها إنّ قادة الجيش الإسرائيليّ يعكفون  هذه الأيّام على بلورة رزمة التعويضات التي ستتلقاها  من الولايات المُتحدّة عن الاتفاق مع إيران، علمًا أنّ تل أبيب أعلنت في الآونة الأخيرة أنّها ستطلب من واشنطن تزويدها بالأسلحة المُتقدّمة والمُتطورّة، لكي تُواصل تفوقها الكميّ والنوعيّ على جميع الجيوش العربيّة.

علاوة على ذلك، شدّدّت المصادر على أنّ قيادة الأركان العامّة في جيش الإحتلال تعكف في هذه الأيّام على وضع إستراتيجيّةٍ جديدةٍ بالنسبة لمُواجهة إيران في اليوم الذي يلي توقيع الاتفاق مع الدول العظمى. ولوحظ من خلال التقرير الذي أعدّه فيشمان أنّ المصادر لم تتطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى الخيار العسكريّ لتدمير المنشآت النوويّة الإيرانيّة، خلافًا لما نقله موقع (WALLA) العبريّ عن مصدر أجنبيّ الذي قال إنّ  قائد هيئة الأركان العامّة بالجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي ايزنكوط عينّ نائب رئيس الأركان  يائير غولان، رئيسًا للطاقم الخاص الذي أوكل إليه دراسة الخيار العسكري في اليوم الذي يلي توقيع الاتفاق مع إيران. وحسب المصدر، فإنّ هذا التوجه يُجسّد الروح الموجودة داخل المؤسسة الأمنية ولدى الجيش، ويتوافق مع ما لمح إليه مصدر أمنيّ  قبل أيّام، بشأن ضرورة إجراء تقويم للوضع ودراسة الخيار العسكري، إذا تمّ التوقيع على الاتفاق مع إيران.

ويأتي التهديد الجديد، كما ينقل الموقع عن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بعد وصول المفاوضات مع إيران إلى ما أسمته المصادر في تل أبيب بالنقطة الحاسمة، فهم لفتوا إلى أنّ أصل المفاوضات والدفع باتجاهها، جاءا في الأساس بناءً على التهديد باستخدام الخيارات العسكرية ضد إيران. مع ذلك، يؤكدون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على أنّ الإدارة الأمريكيّة باتت تتخذ موقفًا مغايرًا، ويشيرون في واشنطن إلى أن الخيار العسكريّ، في أحسن الأحوال، أنّه قد يُعرقل المشروع النووي الإيراني لمدة وجيزة فحسب، وبدلاً منه يُركّزون باهتمامٍ بالغٍ على القنوات الدبلوماسية، والتقليل من شأن الخيارات الأخرى. وأوضح الموقع أنّ التوجهات الجديدة لدى ايزنكوط، تُعيد طرح أسئلة مركزية حول المقاربة الإسرائيلية للمسألة النووية الإيرانية: هل حكومة بنيامين نتنياهو قادرة بالفعل على توجيه الأمر بالهجوم على إيران في اليوم الذي يلي الاتفاق النووي؟ وهل تُقدمْ على ذلك خلافًا لمصالح الدول الأهم والحليفة لإسرائيل، وفي مُقدّمتها أمريكا؟ وهل بالفعل لا يزال الخيار العسكري قائمًا؟

ونقل الموقع عن مصدر أمنيّ إسرائيليّ وصفه بأنّه رفيع المستوى ومُقرّب من وزير الأمن موشيه يعلون، تأكيده أنّه لا يوجد تغيير في كل ما يتعلق بالخيار العسكري، مُضيفًا: نحن نعمل على أساس الفرضية بأنّ إيران تكذب باستمرار، كما أنّها تمول وتُوجّه الإرهاب في الشرق الأوسط، وهي العدو الأكبر والأكثر مرارة لإسرائيل، الذي لا يُمكن أنْ نعرقل أي خيار في مواجهته. وخلُص فيشمان إلى القول إنّ صنّاع القرار في تل أبيب باتوا على قنعاةٍ تامّةٍ بأنّ الاتفاق بين إيران والسداسيّة سيُوقّع هذا الأسبوع.

عن رأي اليوم

تصميم وتطوير