سلام الغابة .. أين الطاقية

27.07.2015 11:56 AM

وطن - كتب حمدي فراج: عندما بدأ التحريض والتجييش الامريكي ضد العراق قبل ثلاث عشرة سنة ، كان السبب انه يمتلك سلاحا نوويا ، ولم يمض وقت طويل من بعد اجتياحه واحتلاله وتدميره ووضع اليد على منابع نفطه وآثار متاحفه النفيسة  وبقية مقوماته ، حتى ايقنت دول العالم ، سواء المنضوية في حلف العدوان ، او تلك المتفرجة عليه ، ان السبب مجرد ذريعة .

 اليوم ، وبعد اكثر من خمسين شهرا  في العدوان على سوريا ، يحاول المرء ان يبحث عن ذريعة تدمير سوريا ، فلا يجد الا بعض الكلام الاجوف من بعض اطياف المعارضة السورية المحسوبة على "التقدم" ، والتي تم اختيار احد اقطاب هذا التقدم في العالم العربي انذاك من المقيمين في باريس ، رئيسا لها ، وهو البروفيسور برهان غليون ، الذي كان يصطحبه معه رئيس وزراء قطر انذاك حمد آل جاسم الى حيث اجتماع وزراء الخارجية العرب ، حتى وصل الامر ان يتم اقصاء ممثل سوريا في الجامعة العربية ، واستبداله بممثل المعارضة . 

وسرعان ما انتهى غليون ، وتم استبداله بقطب اسلامي يدعى معاذ الخطيب ، الذي كان يوما اماما للمسجد الاموي ، في محاولة لاستقطاب الشعب السوري والتفافه حوله . ثم بقطب سعودي يدعى احمد الجربا . وهكذا ، حتى انتهت هذه المعارضة ولم يعد هناك من يذكرها او يترحم عليها ، تم طردها من الجامعة العربية ، واغلقت العواصم ابوابها امامها ،باستثناء اسطنبول ، ومشافي اسرائيل .

  لم يصف الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه الاخير زعيق تلك المعارضة الى اسيادها بضرورة قصف سوريا كما مع ليبيا للتخلص من ديكتاتورها معمر القذافي ، بالنباح ، بل بالنواح ، مؤكدا على مسألتين هامتين ، الاولى ان العبيد لا يصدرون الاوامر لأسيادهم ، بل العكس هو الصحيح ، وان هؤلاء الاسياد كانوا يدركون مدى وضاعة هؤلاء ، "سيتعاملون معهم على انهم مجرد ورقة مصيرها سلة مهملاتهم ، لكن الشعب السوري ، ادرك كنههم منذ البداية ، والقى بهم الى مزابل التاريخ" . والثانية ، ان فضل انتصار ايران في معركتها النووية رغم نحو خمس وثلاثين سنة من الحصار والحرب غير العادلة التي شنت على مطلع ثورتها واستمرت ثماني سنوات ، يعود – الفضل – لشعبها المتماسك ، بما في ذلك معارضته ، التي لم تطلب يوما بضرورة قصفها كما فعلت معارضة سوريا .

اشتكى الارنب الى الاسد في معرض توقيع اتفاقية السلام الجديدة في الغابة ان الذئب يداوم على صفعه كلما رآه بذريعة انه لا يلبس طاقية ، ووعده خيرا ، واستدعى الاسد الذئب وطلب منه ايجاد مبرر آخر لصفع الارنب غير الطاقية ،  وعندما رأى الذئب الارنب في اليوم التالي ، طلب ان يحضر له تفاحة ، فاحتاط الارنب واحضر تفاحتين ، حمراء وخضراء ، وقال له تفضل ، ها هي تفاحة حمراء ، فنهره الذئب انه يريد حبة خضراء ، وسرعان ما قدم له الحبة الخضراء . فقام بصفعه قائلا له : اين الطاقية  .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير