الشيوعيون اللبنانيون يعودون الى السلاح

30.07.2015 06:09 PM

وطن:  كتب موفق محادين

اعلان الحزب الشيوعي اللبناني  تشكيل  جناح عسكري لمواجهة عصابات  التكفير  والاسلام  الامريكي – الصهيوني  التي تهدد  لبنان  بكل  اطيافه  الوطنية  في الدولة  والمجتمع ، ليس  اعلانا  عاديا  لا  في لبنان ولا في المنطقة ، ولا  فيما  يخص  هذا الحزب  خصوصا، وما تبقى  من اليسار  الراديكالي  العربي  عموما:-

1.    فالحزب  الشيوعي  اللبناني  قبل ليبراليته  كان سباقا مع الحزب  السوري  القومي  الاجتماعي  في اطلاق  شرارة  المقاومة  الوطنية  ضد  الاحتلال الصهيوني والعملاء المرتبطين  به،فرادى  وجماعات  مثل (الجيش  الحر)  وفريق  جعجع في حزب الكتائب اللبنانية.

ولم يكن حزب الله والمقاومة الاسلامية عموما  قد تأسسا بعد .ويشار هنا الى ان القوميين السوريين عبر الشهيدتين، سناء محيدلي ونورما ابو عساف، أول من دشن العمليات الاستشهادية ضد العدو الصهيوني  في لبنان.

2.     عندما كان  الحزب  يحمل السلاح ضد (الاسرائيليين)  وشبكة  العملاء  التابعة لهم  في (القوات اللبنانية ) والجيش  الحر ، كان من اهم  القوى  اللبنانية  واكثرها تأثيرها، الى جانب رفاقه  في السلاح من القوميين السوريين ، وعندما  انهى  الحزب  حياة  المقاومة وتحولت مراجعاته إلى اليمين، وانخرط في (الحياة السياسية ضمن  ظروف  لبنان وتركيباته)  تحول  الى قوة  هامشية  راحن تتفسخ شيئا فشيئا.

3.    لوحظ  في تجربة  الحزب  السابقة على ليبراليته، كما الحزب السوري القومي،  جدل العلاقة  بينهما  كحزبين عابرين للطوائف  وبين خط وثقافة  المقاومة في برامجهما وخياراتهما.

وإذا كان  وجود قواعد  واسعة  للشيوعيين وسط فقراء  ومثقفي الشيعة ، وقواعد  مماثلة  للقوميين السوريين (وسط الارثوذكس) لا يقلل  ابدا  من طابعهما  كحزبين عابرين  للطوائف،  مقابل  احزاب  مثل  الكتائب  المارونية  وحزب  جنبلاط (الدرزي) وتيارات  الكتل السنية عند المستقبل  او في الوسط  الناصري.

4.    ان عودة  الشيوعيين الى السلاح  في مواجهة العصابات التكفيرية  وجماعات الاسلام الامريكي  الصهيوني ، تعني ايضا  الاعتراف بافلاس الخطاب  الليبرالي  سواء بمضامينه  التي تحتفي  بالحريات السياسية  والفردية  بمعزل عن مشروع التحرر الوطني  والصراع الطبقي  او بعلاقاته مع المراكز الراسمالية العالمية والرجعية العربية

5. ان خطوة كهذه  تحمل  مؤشرات  هامة  على ان الصراع في الاقليم  لم يعد  صراعا من اجل  السلطة  وحسب،  بل  يتعدى  ذلك الى صراع  على الاستراتيجيات  والخرائط  الجديدة

6- ومن المؤكد ان العلاقة  الوثيقة  بين الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  تضع الخطوة المذكورة  على سكة   جديدة  في الساحة  الفلسطينية ، قلب الصراع  وبوصلته
ومن شأنها ايضا  فيما يخص الحزب  نفسه ، أولا، طي الصفحة الدخيلة عليه من (شوائب الانجؤز) والثقافة الليبرالية وما ترتب  عليها من أوهام  غريبة على الشيوعيين مثل  ربيع الاسلام الأمريكي  وتداعياته، ومن شأنها ثانيا، اعادة الحضور الفكري الذي تميز به الحزب من خلال مفكرين كبار مثل مهدي عامل وحسين مروة وغيرهما.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير