دوما..قلائد العنبر مسرح الغزلان القادمة - بقلم:طارق عسراوي

31.07.2015 10:10 AM

عُرفت قرية دوما في جنوبي نابلس في القدم باسم قلائد العنبر في إشارة الى مكانة القرية المتميزة بين القرى المحيطة بها، وكانت القرية تزينها الغزلان السارحة في براريها وتضفي عليها أعشاش الشنار طابعها الفريد.

هذا الصباح فاقت دوما على فاجعة النار و الموت، فقد أضرم مستوطنون النيران في منازل بالقرية تحت ساتر الليل، وكتبوا على جدرانها بعبرية كريهة عبارات الانتقام من العرب، و جاء الفجر محروقا، مثقلا برائحة الفجيعة وصرخة الأم المكلومة، وفقدت القرية طفلا في عمر الحجل.

ربما كان علي ابن العام والنصف نائماً حين قدحت يدُ الكره شرارة نار الموت في منزل والديه، لا لذنب اقترفه مات علي الذي لم تمكنه أيامه من السير بعد، ليكتشف كيف شوّهت المستوطنات محيط القرية، بل لخوف الغزاة من غده و من فجر الفلسطيني الذي يحيا أحلك أيامه عتمة. 

في مثل هذا اليوم من العام ١٩٦١ وطأت قدما المستوطن عدد مليون أرض فلسطين قادما من وعده الزائف، محملأ بحقائب الكره و الموت و الحقيقة الزائفة، كان الوقت فجرا، حين غرز نصلهُ التوراتي في عنق زهر البرتقال، وكان ذلك الصباح أيضاً مُثقلا بالموت و النار ..

هذا الموت المستمر، هذا الحرق المستمر، هذا الصمتُ المطبق، هذا الهوان الكريه، هذا الأفق المغلق، هذا الإلهاءُ العبثي في عناوين غائبة، يعني رغم ضباب واقع الأيام أن غزلانا في طريق عودتها إلى براري دوما المشرقة ذات فجر!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير