مهاترات وطن : تتكرر الجرائم وردة الفعل واحدة

31.07.2015 05:02 PM

وطن - كتبت نادية حرحش: ضحية تلو الضحية ولا تزال الارض تقول هل من مزيد لتروي ظمأها من الدم الفلسطيني . أهو دم مهدور يجف وتراب الارض ؟ ام هو استباق يدركه الخالق الى ارتقاء بحياة اخرة لا ندركها نحن المخلوقات على هذه الارض ؟

أصبحت جرائم الاحتلال حرفة يتلذذ فيها مقترفوها . فلم يعد يمر اسبوع حتى نسمع بقصة تدمي القلب في ارتقاء أبناء هذا الوطن من شباب واطفال على أيدي آلية الاحتلال من جيش او مستوطنون .

في الماضي كان الشهيد غاليا على الوطن . على الرغم من انه لم يكن هناك أعلام مرفوعة لتنكس، ولكن ما كانت تمتلىء السماء برائحة الشهادة حتى كانت المحلات التجارية ترصد ابوابها حدادا والمطاعم تغلق وترى الشوارع حزينة بفقيدها . اليوم يسقط الأبناء ولا بد ان احتفائية الصعود بالشهادة صارت السماء حتى تستكثرها علينا . فيمضي من جديد هؤلاء الشهداء أرقاما تحسب على الاحتلال ، وأسماءا نستعملها نحن ابطال الفيس بوك والإعلام تكملة في حرب الاستهلاك التي لا نفهم فيها الا الترويج الأعمى .

هل القتل بالحرق اليوم هو ما يشعل حطب مشاعرنا الكاسدة ؟ هل نحتاج من جريمة اليوم ان تكون جريمة ابو خضير جديدة لكي تقدنا من سباتنا العميق ؟

احاول إيجاد توازن ما في عرض حالنا بعيدا عن العويل والتنديد الفارغ . ولا مكان لتقليص هول المصاب اليوم ، فالجرائم تتكرر حتى صارت تعيد نفسها احيانا كثيرة. ولكن ما يؤرقني هو ردود الأفعال . ردود افعالنا نحن وعلى كافة المستويات . في السابق كنا نهرول ونتسمر امام شاشات التلفزيون لنرى اذا ما شهد العالم هذه الجرائم النكراء ، وكان أولئك منا المتواجدون على خطوط التماس والجريمة يهرولون ليعتصموا ويتظاهروا .

اليوم من يخرج منا يلغى تسجيل موقف سياسي او منفعة لحملات انتخابية في الطموح في يوم تأتي فيه انتخابات لا تأتي .
اليوم نقف كلنا في مشهد يشبه عواء الكلاب على قمة تل من بعيد على خطر من غير المرجوّ الاقتراب منه للدفاع . عواء لا يخيف المعتدي وصار مع الأيام في حالتنا كاستصراخ تدريبي للتعامل مع المصائب للتنفيس عن المشاعر المتأججة ونعود لنمارس حياتنا بعد لحظات وكأن ما جرى لا يخصنا، الا اننا بعوائنا ظننا اننا نسجل موقفا تهديديا لذلك العدو .

اعترف بأنني لم أعد انتظر لحظة تعود فيها النخوة لنا كشعب . مشاعرنا باتت مبرمجة ومؤقتة . لا تؤثر حتى فينا .
والغريب اننا نتساوى في فراغ ردود الأفعال . فترى الشعب منا منددا وكل يتسابق في تعليق او نشر صورة تفضح بشاعة الجريمة ، والإعلام يهرول في نشر اي خبر وكل خبر ويهول في العناوين . والقيادة تهدد بالذهاب لمحكمة الجنايات الدولية!!!! عفوا ؟؟؟
ويقف عقلي عن محاولة إدراك ما يجري وحالنا يشبه المثل القائل " بدنا جنازة نشبع فيها لطم" .
لو كان اي حكمة فيما تبقى من اشلاء هذا الوطن ، بأولئك الذين لم يقتلوا ولم يحرقوا بعد ، لتعاملنا مع هذه الجريمة البشعة وربطناها بهمجية داعش .

بينما نعيش جميعا اليوم تحت دائرة الذعر تحت مسمى داعش . لابد ان نري الاحتلال بهذه الصورة. فما جرى هو تجسيد للكره والحقد العقائدي الأعمى من قبل المستوطنين المتطرفين . فهذه الجريمة ما بينها وبين جريمة حرق محمد ابو خضير أمثلة تأصلت بالكره والحقد والتطرف . فهم يحرقوننا كما تحرق داعش ضحاياها . ويحرقو الكنائس والمساجد بنفس الطريقة .
لم يتأن نتانياهو بشجب وادانة هذا العمل المشين ، ولم يتردد بتسميته عملا ارهابيا ، من قبيل الصدفة. فهو يريد التاكيد ان ما جري ارهابا وليس تطرفا عقائديا . فأولئك وداعش من نفس الفصيل .

ليتنا نتعلم بعض أساليبهم ولو لبرهة . فالمتصفح بوسائل الاعلام الإسرائيلية يرى نقدا لاذعا واستنكارا واستقراء تحليلي وصور تعطي الحدث حقه . ورئيس حكومتهم خرج وعلى عجل بالتنديد والتنكر من الجريمة وزيارة جرحى الجريمة النكراء . وخرجت من عندهم وفود لمكان الجريمة لمناصرة اهلً القرية .
ونحن نلهث منً كثر العواء ...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير