حركة حقوق مدنية فلسطينية...كتب .. محمد دراغمة

02.08.2015 11:07 AM

المحرقة التي تعرضت لها عائلة دوابشة، والمحرقة التي تعرض لها الفتى محمد ابو خضير، ليستا سوى مؤشر من مؤشرات كثيرة على تفشي الفاشية افقيا وعموديا في المجتمع الاسرائيلي.

يترافق ذلك مع تضاؤل فرص اقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع بما فيها القدس الشرقية الى حد لم يعد أحد يعتبرها واقعية.
فماذا عسانا فاعلون؟؟؟
اعتقد ان مواجهة الفاشية في اسرائيل تتطلب حركة حقوق مدنية فلسطينية وليس فصائل وهجمات مسلحة.

اجتهادي المتواضع ان مطالب الفلسطينيين يجب ان تنصب في المرحلة المقبلة على حقوق الانسان وليس على الدولة لان فرص الحصول على حقوق الانسان تفوق بكثير فرص الحصول على دولة مستقلة. حق الانسان في الحياة اولا، يتبعه الحقوق الاخرى من السكن والعمل والتنقل والتمثيل السياسي (التصويت)....

حقوق الانسان تحظى بقبول دولي وربما تحظى مع الوقت بقبول اوسع في الشارع الاسرائيلي في المدى الزمني الطويل.
ربما يقول قائل ان اسرائيل لا تقبل منح الفلسطينيين حقوق انسان كاملة لأنها تهدد بتغيير طابع دولة اسرائيل. هذا صحيح، لكن الصحيح ايضا ان اسرائيل لا يمكنها ان تواصل ممارسة احتلال قهري لشعب آخر وتجريده من حقوقه الى الأبد، وثانيا هناك صيغ ابداعية تحافظ على حقوق اليهود دون ان تتعارض مع حقوق الفلسطينيين مثل الكونفدرالية وغيرها...

يتطلب خيار حقوق الانسان ادوات سياسية جديدة، ادوات قادرة على الوصول الى العالم لتشكيل جبهة دولية شبيهة بتلك التي تشكلت ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقا وقادت الى التغيير التاريخي في تلك الدولة، وقادرة على الوصول الى الرأي العام الاسرائيلي واقناعة بتلك الحقوق وتبديد مخافه منها.

خيار حقوق الانسان يتطلب مخاطبة الرأي العام الاسرائيلي الذي تتفشى فيه الفاشية باضطراد، مخاطبة كل فرد فيه، الطالب والعامل والصحافي والبرلماني والاقتصادي والاكاديمي. يحب ان يدرك اليهود ان الفلسطينيين لا يسعون لابادتهم وتقويض دولتهم، كما يروج الساسة الباحثون عن اصوات انتخابية عبر اثارة الرعب والنعرات العنصرية في قلوب الجمهور، وانما يسعون لتحقيق حقوقهم الاساسية كبشر مثل باقي البشر على هذا الكوكب اللعين...

الفصائل التي تحمل جميعها اسم "لتحرير فلسطين، لم تنجح في تحقيق هدفها وهي آخذه في التفكك، لذلك نحن في حاجة الى حركة حقوق مدنية، حركة تقوم على انقاظ الفصائل المتنافسة على السلطة وامتيازاتها، وتسعى لتحقيق حقوق الاجيال الحالية والقادمة من الشعب الفلسطيني المشرد والمضهد...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير