لا تسير مع التيار .. بل كن أنت التيار

30.08.2015 02:31 PM

وطن: كتب: فادي أبو بكر

 "لا تسير مع التيار..بل كن أنت التيار" هي القاعدة العشرين من قواعد العشق الأربعون .. "قواعد العشق الأربعون" هي رواية عن جلال الدين الرومي لـ أليف شافاق .

ما أجمل هذه العبارة وما أعمقها ، وكم هي كبيرة تكاد تشمل جميع نواحي الحياة ، ولأنني فلسطيني ، فإنني أحاول دائماً إسقاط أي مقولة أسمعها أو أقرأها على واقعنا الحالي، في محاولة مني لفهم هذا الواقع المرير الذي نمر به في هذه الأيام .

فلسطين لطالما كانت موطن الأحرار والشرفاء والمناضلين ، حتى وإن احتضنت تيارات مختلفة إلا أنها كانت متحدة ومتفقة في الفكرة والهدف.. وكان الشعار "فلسطين أولاً" هو الدارج في خطاب الجميع .

لم أعد أعرف أين تقع المشكلة اليوم؟ هل الوطن هو المشكلة أم أبناء هذا الوطن؟..

حتى التيارات المختلفة أصبحت تحتضن تيارات فرعية ، وكأن هذا الوطن ينقصه تيارات جديدة !!.

المشكلة ليست في فكر ومبادئ هذه التيارات ، فقد حملت الحركات الفلسطينية مشاريعاً ومبادرات تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني وتلبي طموحاته ، إلا أن من خاض الثمار وتربع على عرش هذه الحركات أصبح لا يعرف شعاراً سوى "مصلحتي الشخصية أولاً"، مستغلاً انجذاب الشارع الفلسطيني لهذه التيارات والحركات الوطنية .

هذا الشعار أو الخطاب ، أصبح طاعوناً ووباء ينتشر بسرعة حتى أصبحت مع الأسف ثقافة وفكر تأثر به الكثيرون .لكن هذا لا يعني غياب الوطنيين أصحاب الضمائر الحية ، ولكن وقوفهم على الحياد يجعلهم مشاركين بشكل أو بآخر في تعزيز هذه الثقافة " ثقافة الغاب وحكم المصالح".

إن كنت تسكت عن ما يفعله تيار ما ، فأنت لا تختلف عن الذي يسير مع التيار ... فلماذا لا تكن أنت تيار بحد ذاتك ؟!.

أنت فلسطيني فلا تنسى هذه النعمة ، ولا تستخف بنفسك ، فتطرف الصهيوني وسياساته القمعية المستمرة بحق الفلسطيني لهي أكبر برهان على خوفه منه... لأن كل فلسطيني في نظره هو تيار بحد ذاته !.

يقول الطيب صالح " آه ، أي وطن رائع يمكن أن يكون هذا الوطن ، لو صدق العزم وطابت النفوس وقل الكلام وزاد العمل "..

انطلاقاً من هذه المقولة ، فإنني أرفض اليأس ، وأرفض رفع شعار أولئك المتخاذلون ..

برغم الوساخات وبرغم الإحباطات ..أقول لك أيها الفلسطيني : واظب على ما تراه عملاً وطنياً ، واستمر في ترك بصماتك .. فالمحاولة خير من لا شيء والفعل خير من العدم ... إن المبادرة والعمل في ظل الوساخات لهو أكبر برهان على صدق الانتماء .. والوطن اليوم لا يريد منا سوى صدق الانتماء وعمق الشعور الوطني ، أفلا يستحق منا ذلك على الأقل ؟!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير