حين كان يمرّ القطار.. آتياً من فلسطين

02.09.2015 03:48 PM

وطنتذكّر الغرفة الدائرية المرتفعة المشيّدة بحجارة صخرية يغلب عليها اللون الابيض، مثل سائر الابنية العامة في مطلع الاربعينيات، بمرفق كان بمثابة الرئة بين فلسطين ولبنان، ثم أصبح من الماضي: سكة الحديد.

تنتصب هذه الغرفة عند يسار الطريق المؤدي الى سوق الخضار الجديد في صور، المعروف بـ "الحسبة"، الى جانب غرفة مماثلة على بعد عشرات الامتار، وتربض على بقايا ألواح حديدية يجتازها القطار، الذي كان يخرق موقع آثار "البص" باتجاه الشمال.

يعود تاريخ إنشاء سكة الحديد إلى العام 1942، وهو مشروع نفذه الجيش الانكليزي في ذروة الحرب العالمية الثانية لأغراض عسكرية حينها، ثم توقف عمل السكة في العام 1948 بعد اغتصاب فلسطين من الإسرائيليين.

كان القطار، الآتي من بئر السبع في فلسطين نحو بيروت والشمال مرورا بالناقورة وصور وصيدا، يتوقف للتزود بالفحم الحجري والمياه ذهابا وايابا من فوهة في أسفل هذه الغرفة: يتوقف القطار لبعض الوقت، بينما يلوّح ركابه لأبناء المنطقة، مثلما فعل الرئيس رياض الصلح الذي كان عائدا من فرنسا الى لبنان عن طريق بئر السبع في فلسطين، وفق ذاكرة مصطفى قندقجي، الذي عمل لسنوات في مد خط سكة الحديد في منطقة رأس البياضة في الناقورة.

أنشىء خط سكة الحديد المسمى "ن. ب. ط."، وذلك اختصاراً لـ "الناقورة، بيروت، طرابلس"، بموجب القرارين 159 و160 الصادرين عن المفوض السامي الفرنسي، من دون أخذ حقوق أصحاب الأملاك والعقارات التي مرت السكة في أراضيهم آنذاك ، واستمر بنقل البضائع بين فلسطين ولبنان الى أيار 1948، بعدما كان يقتصر عمله في المراحل الاولى على نقل العتاد العسكري والجنود الفرنسيين والبريطانيين .

لكن الخط الممتد من بيروت إلى طرابلس بقي يعمل حتى العام 1978، بينما استمر عمل خطّ الجية ـ الزهراني حتى العام 1987، وكان ينقل الفيول إلى معمل الزهراني الكهربائي.

تصميم وتطوير