فادي علون: حرمه الاحتلال من لم شمله بأمه 17 عاما.. وحرمها منه الى الأبد

04.10.2015 08:31 PM

وطن- ديالا جويحان:  رحل  الشاب الشهيد فادي سمير مصطفى علون بعد ثلاثة ايام من اتمام عامه التاسع عشر، لم يودع والدته وشقيقه الموجودين في الاردن، بعد حرمان الاحتلال العائلة من لم الشمل منذ أكثر من 17 عاماً.

وعلون من سكان بلدة العيسوية في القدس المحتلة وارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال بعد ان هاجمه قطعان المستوطنين فجر الاحد في شارع حي المصرارة بعد ان طاردته مجموعة من المستوطنين فاتجاه نحو دورية لشرطة الاحتلال لعل أفرادها يمنعون الاعتداء عليه، لكنهم اردوه قتيلا بعدة رصاصات.

يقول سمير علون والد فادي" تناولنا العشاء عند الساعة الحادية عشر مساء السبت، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه، اعتاد التوجه فجراً لأداء الصلاة في المسجد الاربعين ببلدة العيسوية، وفي المسجد الاقصى أيام فتح مداخل البلدة.. تلقيت اتصالاً هاتفياً من افراد العائلة بان فادي فارق الحياة بعد نصف ساعة من تداول الاخبار عن الحدث".

ويتابع" لم اتمالك اعصابي ودخلت بصدمة رهيبة جداً.. ولم اصدق أن نجلي ورفيق دربي والعيون الذي ارى بها الحياة صعدت روحه للسماء شهيداً.. لقد كان ذا سمعة حسنة بين الاصدقاء والاقارب، وذا صوتٍ نديّ حين يتلوا القران الكريم، كان يحب ان يؤذن، وعمل في البناء".

يضيف والد الشهيد وعيناه تغرورقان بالدموع "فادي كبر امامي.. كنت له الاب والام والشقيق بعد ان حرمه الاحتلال من لم شمل العائلة، فقد غادرت والدته فلسطين قبل 17 عاما البلاد اثر وفاة احد اقاربها، ومنعت بعدها من العودة فبقي فادي بين احضاني وابني الثاني محمد ابن الـ 17 عاماً مع والدته".
ويشير علون الى انه لم يرى نجله محمد منذ 17 عاماً بسبب الاجراءات الامنية للاحتلال ومنعه من السفر.

ويضيف "عند الساعة التاسعة والنصف داهمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال المنزل، واصابت شقيقته بمسدس الصعقات الكهربائية، فيما تعرض رامي عم الشهيد للضرب بالهراوات، والرش بغاز الفلفل، وتم اقتيادي ورامي لغرف التحقيق، وصادرت قوات الاحتلال اجهزة الهواتف النقالة الخاصة بالشهيد وعبثت بمحتويات المنزل وقلبته رأساً على عقب".

ويقول علون ان التحقيق تمحور حول حياة فادي وانتمائه، نافيًا قيام فادي بتنفيذ عملية طعن لمستوطن. وقال إن" مخابرات الاحتلال لم تبلغه بأي تفاصيل حول موعد تسليم الجثة ومكان احتجازها".

 

ومازال عم الشهيد رامي محتجزا. يصمت قليلا والد الشهيد قليلا فيما يتواصل انهمار الدموع على وجه ليقول:" غاب عني بجسده وترك لي اثر ابتسامته وضحكته وشخصيته وحبه لانه كل حياتي، الاحتلال حرمني من عائلتي بمنع لم شملها، واليم حرمني من ابني البكر".

وقال والد الشهيد ان قوات الاحتلال قامت بتصفية فادي اثناء توجهه لشراء فطوره اليومي (الكعك والفلافل) من حي المصرارة بعد انتهاء صلاة الفجر.

وناشد والد الشهيد، الرئيس محمود عباس والعاهل الاردني عبد الله الثاني التدخل العاجل والسريع من اجل السماح لوالدة الشهيد وشقيقه محمد لكي يلتم شمل العائلة وتلقي نظرة الوداع عليه.

 المصدر: (الحياة الجديدة)

تصميم وتطوير