م.ت.ف والسلطة الفلسطينية تعملان الآن مثل الاحصائيين: لا تشاركان في المواجهات ولا تحاولان اطفائها

08.10.2015 03:18 PM

وطن: كتبت عميرة هاس

أعمدة الدخان من الاطارات المحروقة، حاويات القمامة المقلوبة حيث يختبيء وراءها الملثمون، سيارات الاسعاف في حالة الاستعداد، اصوات اطلاق نار بعيدة، وعلى بعد ليس كبير، عشرات الرجال الذين يشاهدون الحدث، ليس هناك نساء، هذه هي الطريق الى حاجز بيت ايل على مدخل البيرة ورام الله الشرقي. الذين يقفون جانبا لا يمكنهم رؤية الجنود، بيت تسكن فيه عائلة وبيت آخر فارغ في وسط الحقل الذي قبل الحاجز، وهما يحجبان زاوية الرؤية.

منذ يوم الاحد هذا الحاجز مغلق تماما بسبب المواجهات والصدامات هناك. أمس كان هناك طلاب من جامعة بير زيت جاءوا للتعبير عن رأيهم من خلال رشق الحجارة واشعال الاطارات على مبعدة مئات الامتار من الجنود. هم وآخرون استمروا في التظاهر بعد اعتقال ثلاثة من زملائهم على أيدي المستعربين عند الظهيرة – حسب التقارير، أحد المعتقلين أصيب اصابة بالغة في رأسه بالرصاص الحي، اضافة الى ثمانية أصيبوا بالرصاص ونقلوا الى المستشفى.

منذ الانتفاضة الثانية وحتى الآن، ومن اجل ضمان السفر المريح لمئات مستوطني بيت ايل، فان هذا المدخل مغلق أمام عشرات آلاف الفلسطينيين – كل من ليسوا شخصيات هامة في السلطة الفلسطينية أو في الجمعيات أو دبلوماسيين وصحفيين أجانب. مؤخرا كان هناك تخفيف: الدخول الى رام الله من خلال هذا الحاجز مسموح للجميع أما الخروج فكان محدود. لكن منذ يوم الاثنين بسبب المظاهرات والصدامات التي لا تتوقف فان الحاجز مغلق أمام الجميع.

في اوقات التوتر الاخرى – خلال الهجوم على غزة في الصيف الماضي أو خلال اضراب الاسرى عن الطعام – كانت الاجهزة الامنية الفلسطينية تمنع الفلسطينيين والمتظاهرين من الاقتراب من الحاجز. وكان الحاجز يعمل بشكل طبيعي.

في هذه الاثناء ليس هناك رجال أمن فلسطينيين، وهم ينتشرون ليس بعيدا عن المكان – في منطقة بيت محمود عباس في حي البالوع وفي الطريق الى الشارع المؤدي الى معسكر الادارة المدنية (الحكومة الحقيقية، كما يقول البعض)، الى هناك يمنع المتظاهرون من الاقتراب.

من بين مناطق الضفة الغربية – مناطق أ التي هي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، في هذا الوقت وأمس بالتحديد، تحولت منطقة رام الله الى المنطقة الاكثر انفصالا بسبب المواجهات والمظاهرات. رام الله بالذات – العاصمة غير الرسمية، المدينة التي لا تتوقف، المكان الذي يتحدثون عنه أمام الدبلوماسيين من الدول المانحة من اجل اثارة اهتمامهم للتطوير الحاصل والمطاعم وانجازات السلطة الفلسطينية. في مخارجها الشرقية نحو المناطق ج والقدس (قلندية في الجنوب، بيت ايل ومخيم الجلزون وعطارة في الشمال)، هناك صدامات في اغلبية الوقت، وعلى المسافرين البحث عن طرق التفافية للخروج والدخول أو التنازل عن الخروج منها.

الحواجز والمواقع العسكرية الاسرائيلية على مخارج المناطق أ التي تستدرج المتظاهرين هي رمز مزدوج: المستوطنات التي تتسع  وتقييد حرية التنقل. حاجز بيت ايل هو حاجز مثلث: للمستوطنات ولتقييد الحركة وايضا للسلطة الفلسطينية التي يُسمح لشخصياتها البارزة ومقربيها ودبلوماسييها من العبور حيث تعودوا منذ زمن على الحصول على حقوق زائدة منحتهم إياها اسرائيل.

تصميم وتطوير