وداعا لأطفال صغار ..كتب ..د.عدنان ملحم

13.10.2015 09:01 AM

وداعا لاطفال صغار :-أحمد وأنس وحسام وسعد وشرف .فاطمة وأمل وأحلام وجنى وعلا .

*في طريق عودتهم من المدرسة، اغتال طفولتهم جندي ثمل .أعتقد ان رؤوسهم الصغيرة ؛مرمى للرماية والتدريب . لا ضير فقد أراد أن يحطم ملله الكبير . اصيب بالملل بفعل وقوفه الطويل على حاجز بيت فوريك اللعين . أطلق الجندي الرصاص على جسد الأطفال النخيل .وأشعل سيجارته الطويلة من نوع "تايم لايت ". وترك أضغاث أحلامه تغتال الربيع الطفولي الغض .

* في طريق ذهابهم إلى المخبز ، لشراء أرغفة صغيرة .لصالح اسرهم الكبيرة .مستوطن ضخم الجثة .يسكن المستعمرة التي أقيمت على سطح التلة المقابلة لبوابة المخيم. قذف إلى جوارهم سكينا حادا ، مقبضه من خشب .وصاح بأعلى صوته "مخرب " .

ثلة من الجند صوبت رصاص أسلحتها على جسد الأطفال الصغار . راقبوا دمهم القان وهو ينزف من صدورهم. لم يسمع الجناة صوت الاطفال وهم ينادون على أمهاتهم :-" ماما ،لن نستطيع العودة إلى البيوت مبكرين. لتسميع قصيدة موطني. سنخسر بعض العلامات في امتحان الغد . ماما قولي للمعلمة أننا صعدنا للسماء لنرى الوطن ناعما منعما محررا ".

*في طريق ذهابهم إلى حقل الزيتون، الواقف على فم السهل الأخضر المملوك إلى دار ام جمال. أطلقت مستوطنة شابة النار على الأطفال ،من سلاح أوتوماتيكي جديد . بدعوى انهم ابتسموا في وجهها. ورفعوا أمامها شارات النصر البغيضة . مما عكر صفو يومها. فقد كانت متجهة للاستجمام على شاطئ البحر الابيض المتوسط .النائم على شاطئ يافا .

* آسف ايها الاطفال الصغار . ستظل حقائبكم الملونة .متخمة بالدفاتر والكتب وأقلام التلوين. لن تحملها اجسادكم النحيلة ثانية .
* آسف ايها الاطفال الصغار .لن تشاهدوا بعد الآن برامجكم المفضلة .ولا مسلسلاتكم الشيقة. ولن تضحكوا على توم عندما يخدع جيري .أو العكس أحيانا.

*آسف ايها الاطفال الصغار .لن تلعبوا بعد اليوم في العابكم المفضلة .ولا أن تكتبوا على صفحات تواصلكم الاجتماعي ،حكايا أيامكم البريئة .ومغامراتكم المضحكة.

* اصعدوا إلى السماء بارواحكم الجميلة .واحملوا في طريقكم البراءة والطفولة والأمل .اتركوا الموت لنا ،نصارعه. في ثنايا الأيام .وعلى هامش الوجع المثقل بالهموم والأحز اخذتم ارواحكم وسافرتم بإتجاه الخلود .تبا للكاميرات المتقنة ,تصطاد الصورة والصوت والالم . وتعتدي على طهارة اجسادكم ولحمكم الطري .

غرزتم في دواخلنا الوجع . وكتبتم في مرافئ أعيننا قصص الاحزان والبعد والحنين. عودوا اطفال كما كنتم . كونوا حدائق ورد ,وياسمين ,وزنبق .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير