يعالون يتحدّى موسكو:مَنْ سيُحاول نقل أسلحة لحزب الله سنضربه

13.10.2015 02:12 PM

وطن - وكالات: أعلن وزير الأمن الإسرائيليّ، موشي يعالون، أمام المستوطنين في غلاف غزة "أننّا لا ننسق نشاطاتنا في سوريّة مع روسيا". وقال "في الحدود الشمالية في الجانب الثاني في سوريّة ليس هناك هدوء منذ أربع سنوات. ورغم ذلك فإننا ننجح في إبعاد هذا الخطر عن سكان هضبة الجولان وسكان الشمال". وأضاف "أنّ إسرائيل سترد على كل إطلاق أو تسرب إطلاق من الحدود السورية، كما فعلت قبل أسبوعين وذلك رغم القلق الذي أعرب عنه الرئيس الروسي بشأن غارة سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع للجيش السوري".

وأضاف يعلون، بحسب صحيفة (معاريف) "أنّ هناك تطورات أخرى في سوريّة، مثل الدعم الروسي والتواجد الإيراني، لكننا أيضًا هنا أوضحنا للروس، في هذه الحالة أثناء اللقاء بين رئيس الوزراء نتنياهو وبوتين، أنّه لا نية لدينا للتنازل عن قدرتنا في الدفاع عن مصالحنا".  و"أنه أقترح عليهم ألا يختبرونا. وسوف نواصل الدفاع والرد على انتهاك خطوطنا الحمراء"، على حدّ تعبيره. وشدد يعلون على أنّ "تل أبيب لا تُنسّق مع موسكو نشاطاتها في سوريّة، وأنّها لن تكف عن الدفاع عن مصالحها الأمنية". وقال: "نحن لا ننسق نشاطاتنا مع روسيا. وكما قلت فإنّ رئيس الوزراء أبلغ بوتين أننا لن نتدخل في مَنْ سيُسيطر على سوريّة، لكن توجد لنا مصالح، وأنّها عندما تتعرض للخطر فإننا نعمل. وهاكم البرهان. في فترة الأعياد عملنا وسنواصل العمل ضدّ كل من يحاول المساس بمصالحنا. ومن سيُحاول نقل وسائل قتالية متطورة لمنظمات إرهابيّة، وتحديدًا لحزب الله، فسوف نضربه"، على حدّ تعبيره.

 في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "برجماتية في سوريّة"، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة أنّ الدول الغربية وجدت في الغارات الروسية داخل سوريّة تصعيدًا خطيرًا، والغضب ينتاب الغرب جراء تغيير أهداف الطائرات الروسية من "داعش" إلى قوى المعارضة السورية. وتابعت: أعرب حلف شمال الأطلسي عن غضبه، وقلقه العميق من هجمات القوات الجوية على مدن حمص وإدلب وحماة التي أسفرت عن خسائر في صفوف المدنيين، ولم تلحق ضررًا بداعش.

ولفتت إلى أنّ الرئيس الأمريكي اعتبر الموقف الروسي وصفة لكارثة، وأشار إلى أنّ ما يجرى في سوريّة لن يكون حربًا بالوكالة بين الولايات المتحدة والروس، محاولاً بذلك تبديد أوهام من يشبهون الوضع الراهن بأجواء الحرب الباردة والحرب في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. وشدّدّت الصحيفة الإسرائيليّة على أنّه خلال أربع سنوات ونصف مرت على الحرب السورية، والمشهد يتصاعد ويتطور، فالنجاحات التي أحرزتها المعارضة في بداية الثورة بددها تدخل "حزب الله"، وهذا أدى بدوره إلى المزيد من "أسلمة" قوى المعارضة، وظهرت "داعش" و"جبهة النصرة".

وبحسبها، أثبتت قوى المعارضة عدم قدرتها على توحيد صفوفها، وفي غضون ذلك، تمّ تدمير المدن السورية، وتم تهجير نصف سكان سوريّة، وطالت أزمة اللاجئين السوريين الأردن والعراق وتركيا ولبنان وأوروبا. وعلى عكس وسائل الإعلام الغربية، الصحيفة لا تستغرب التدّخل الروسي، فمنذ أسابيع والروس يشحنون طائراتهم المقاتلة ومروحياتهم إلى اللاذقية، ويبدو أنّ الاتفاق النووي الذي أبرمه الغرب مع طهران، قد عزز موقف روسيا، كما تقول الصحيفة: لأنّ الاتفاق فرض شرعية على التدخل الإيرانيّ في العراق، ومن ثم زيادة دعم "الحرس الثوري" الذي يقدم العون لنظام بشار الأسد. ولفتت أيضًا إلى أنّ لروسيا مصالح طويلة الأجل في سوريّة، حيث قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس ولدى روسيا آلاف من مواطنيها يعيشون في سوريّة، وهذا نتيجة شراكة امتدت طوال عقود بين الاتحاد السوفييتي السابق وآل الأسد.

وبالنسبة لتداعيات التدخل الروسي في سوريّة على إسرائيل، أشارت الصحيفة إلى زيارة نتنياهو إلى موسكو في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، التي لفت خلالها إلى خطورة تسليح سوريّة وإيران لـحزب الله، وخطر تحويل الجولان لجبهة إرهابية، رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنه عمل مع بوتين لوضع آلية تحول دون حدوث أي سوء تفاهم بين موسكو وتل أبيب، خاصة إذا قامت قواتهما بالعمل في مكان واحد داخل سوريّة.

في السياق عينه، قال موقع مجلّة (فورين بوليسي) إنّه إذا كان نتنياهو قد فاز في معركة إقناع موسكو بالتنسيق العسكري في سوريّة، فإن بوتين انتصر في حرب أكبر: الاعتراف بالنفوذ الروسي المتنامي في الشرق الأوسط، على حدّ تعبير الموقع. من وجهة نظر موسكو، فإنّ تورط الروس في سوريّة وتوسيع الدعم العسكري لنظام الأسد هو جزء رئيس من جهد طويل الأمد في مخطط القوة في منطقة الشرق الأوسط. وتخفيف المخاوف الأمنية الإسرائيلية يندرج ضمن دور موسكو المكثف.

بوتين مولع بفكرة إمكانية استعادة بعض من أمجاد روسيا سابقًا على الساحة العالمية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، كما قال الباحث في معهد واشنطن، ديفيد ماكوفسكي، وأضاف: لكن إذا أرادت روسيا تكثيف حضورها المنطقة، يحتاج بوتين إلى وضع قواعد أساسية مع إسرائيل. ورأى الباحث أنّ إسرائيل تخشى أنّ تدخل روسيا العسكري قد يعقد الحرب السورية ويشجع إيران وحزب الله، خصوصا وأنهما انضما إلى موسكو في دعم دمشق، حسبما ذكر.

ولعلّ الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور، لخصّ الوضع في جملةٍ واحدةٍ، بمقالٍ نشره في صحيفة (يسرائيل هايوم) المُقربّة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، حيث قال إنّ هذا التدّخل يُحتّم على إسرائيل أنْ تكون يقظة جدًا، ولم يستبعد في الوقت عينه أنْ ينتصر معسكر الشر، على حدّ تعبيره، المؤلّف من إيران وسوريّة وحزب الله وروسيا، على التنظيمات الجهاديّة السلفيّة العاملة في سوريّة، وفقًا للجنرال، الذي شغل حتى قبل فترةٍ وجيزةٍ مستشار الأمن القوميّ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ.
 

تصميم وتطوير