خاص لـ"وطن":بالفيديو..الخليل: نجاح.."تعيش على بقايا بصر" وتتبنى تدريب ذوي الإعاقة

16.11.2015 11:28 AM

الخليل – وطن: التعامل مع الإعاقة المولودة مع الإنسان يعتبر أمراً سهلاً نوعاً ما، لأنه انفطر وولد عليها، أما الصعوبة فتكمن في فقدان أحد الحواس مع الزمن، إلا أن نجاح شنان، (31 عامًا)، من بلدة دورا جنوب الخليل، كان أمرها مختلفاً، إذ فقدت حاسة البصر نتيجة سقوطها عن مرتفع في مكان عملها، أدى إلى تلقيها ضربة في رأسها عملت على سقوط متسلسل لشبكية العين.
وعن الحادثة، تقول شنان: "بعد الحادثة انطلقت في رحلة العلاج متأملة أن أستعيد بصري، لكن نسب النجاح كانت ضعيفة ليعود لي 10% من بصري فقط، فأصبحت أعتمد في حياتي على بقايا بصر".
بدأت شنان بالتأقلم مع الإعاقة، الأمر الذي لم يكن بالسهل لأنها كانت مبصرة، فقبل الحادثة كان مفهوم الإعاقة بالنسبة لها فيلم رعب، وكانت تخاف الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعتبرهم أناس غرباء قادمون من عالم آخر، حتى كلمة "معاق" كانت تعتبر أنها لا يجب أن تكون قريبة منها، وفق قولها، لــوطن.
وتضيف: هناك نقاط تحول كبيرة في حياتي، فقبل الإعاقة كنت إنسانة متعجرفة تهتم بالشكليات والظواهر، أما نجاح اليوم ذات الإعاقة مختلفة، فبت أهتم باحتياجات ذوي الإعاقة وحياتهم إلى جانب ذلك، أنا اليوم أعرف وأدرك وجود جزء في جسدنا ضعيف نقف أمامه عاجزين عن قضاء بعض حاجاتنا.
بعد اليقين والإيمان بواقع الإعاقة بدأت نجاح ببناء شخصيتها الجديدة من خلال مجموعة من المؤسسات الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة والمؤهلة لهم، والتي كان لها الفضل الكبير في وضعها على أول الطريق في عالمها الجديد، لتفتح لها آفاقا كبيرة استطاعت الوصول إليها.
ومن أهم هذه المؤسسات، تذكر شنان: مسرح الحارة والذي أبدعت فيه، ومركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، والاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة، والجمعية العربية للتأهيل في بيت لحم، وجمعية نجوم الأمل في رام الله، وغيرها من المؤسسات.

لم تكتف نجاح بالتأهيل فقط، بل عملت على تعلم مهارات وأدوات يستخدمها الأشخاص ذوي الإعاقة على مختلف إعاقاتهم، لأنها انخرطت معهم وكونت أكبر رصيد من الأصدقاء من هذه الفئة، وبشخصيتها المرحة وروحها المثابرة استطاعت الدخول إلى قلوب الجميع.
وعن هذه المهارات والأدوات، توضح: المقدرة على التعامل مع نظام بريل "كتابة وقراءة"، واستخدام الحاسوب الناطق واستخدام العصا، وكرة الهدف الخاصة بالمكفوفين، حيث أني تعلمت الكثير من المهارات والتي أقوم اليوم بتعليمها للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتبين شنان: بعد أن كونت شخصية متكاملة تستطيع العيش في عالمها الجديد، عملت على تكوين شخصيات جديدة من الأشخاص في هذه الفئة وكانت انطلاقتي من مركز دورا الثقافي حيث بدأت بتعليم المكفوفين كيفية استخدام الحاسوب الناطق ومن ثم انتقلت إلى مركز دورا للمكفوفين، تليه جمعية الرحمة للأشخاص ذوي الإعاقة، والآن في مركز السلام للمكفوفات في مدينة القدس، حيث أقوم بتأهيل وتدريب وتعليم فئات مختلفة من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وعند حديثنا عن طموحها، تقول، إن "كلمة الطموح كبيرة، فأنا أطمح لأخذ كل شيء من الحياة قبل الوصول إلى مرحلة الظلام لأن فقدان ما تبقى لي من بصر هو أمر حتمي ولو كان بالبعيد".

تصميم وتطوير