سامي حواط: الالتزام ليس مجرد كلمة

25.11.2015 03:35 PM

وطنعشاق «بلا ولا شي» و «الرأي العام» و «لا تسألني عن ديني» والكثير من الحنين والشغف وعمق البساطة على موعد مع الفنان سامي حواط الذي لم تزده السنون إلا شغفاً للوتر والنغم في حفل تحت عنوان «غير مطرح» مساء السبت المقبل في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية في بيروت بدعوة من «برنامج زكي ناصيف للموسيقى» ضمن مهرجان الجامعة الأميركية في بيروت لبرنامج زكي ناصيف ـ الاحتفال بالمئوية، وسيكون حواط عازفاً ومغنياً برفقة وفاء البيطار (قانون)، طوني جدعون (كمان)، سماح أبي المنى (أكورديون)، أحمد الخطيب (رق)، علي الحوت (كاتم)، أنطوني حصني (بزق وغيتار)، وزينب زهر الدين (غناء منفرد) وسيقدّم حواط مجموعة من أغنياته الجديدة والقديمة على مدى ساعة ونصف الساعة، ومن جديده «مالت الأيام ميلاً سريعاً» من كلماته وألحانه، و «علوا البيارق جايي الريح» من كلمات الشاعر الراحل جورج يمين، و «قولك الصدفة ما إلها سبب مخفي» من كلمات جلال خوري، فضلاً عن المقطوعات الموسيقية ومنها «ما أول ع آخر» وغيرها إلى جانب تحية إلى زكي ناصيف عبر أغنية بصوت زهر الدين تحت عنوان «يا ليلى فرحنا».

صوت العمال والكادحين

غيّر حواط اسم فرقته من «المجموعة» إلى فرقة «الرحالة» منذ سبع سنوات، ويعزو السبب إلى أنّ في كلمة الترحال مدى أوسع فقط لا غير «لم يتغيّر سوى هامش الحرية التسمية»، كيف لا وهو دائم الترحال بين النوتات الموسيقية وشجن الكلمات وهو صوت العمال والكادحين والفقراء، منذ بداياته في العام 1980 حين قدّم «الرأي العام» للمرة الأولى. تجده دوماً مع معشوقه العود، محني الظهر خفراً، منتصب الفكر دوماً نحو تقديم عمل جديد وأغنية جديدة أو مقطوعة موسيقية مميزة، ليس في رصيده سوى ستة ألبومات منها اثنان للأطفال، «أجد صعوبة في التسجيل في ظل عدم توافر الإنتاج، ولكنني أسعى دوماً إلى تقديم الجديد في حفلاتي، وأفكّر في تسجيل الحفلات لإصدارها عبر سي دي، هذا هو الحل الأمثل ليتسنى للناس الاستماع إلى الجديد».

في جعبة حواط العديد من المشاريع الفنية منها ألبوم غنائي للأطفال وعمل مسرحي أيضاً للأطفال، «العمل مع الأطفال هو دوماً من أولوياتي وهو من أخطر الأعمال لما يحمله من مسؤولية قصوى لأنّك تتعامل مع روح حقيقية صادقة كالمرآة، وقد بدأت بكتابة عمل مسرحي موسيقي للأطفال يحكي عن البيئة، على أن تعرض في الشتاء على خشبة مسرح «المدينة ومن المقرّر أن يصدر الألبوم في العام المقبل»، «سأشارك الأطفال غناءً والعمل مع الأطفال يسبّب لي سعادة كبيرة»، إلى ذلك يحضّر حواط العديد من الأفكار لتنفيذها على خشبة مسرحه الريفي في بزبدين ـ جبيل الصيف المقبل وهو افتتح المسرح في العام 2011 وبناه حجراً حجراً ليحتضن العروض المسرحية والموسيقية وعرض الأفلام وغيرها من الأنشطة الفنية والثقافية، «هناك في حضن الطبيعة حيث لا يعكّر صفو اللقاء أي شيء، وحيث يتماهى الجمال بالجمال».

القضية

على الرغم من كل الظروف التي أحاطت بحواط وعرقلت إلى حد كبير مسيرته الفنية، لم يهجر قضاياه ولم ينقلب عليها، فهو يرى أنّ الالتزام بالإنسانية ليس مجرد كلمة بل هو مبدأ ينتهجه في حياته، لذلك نذر حياته للفن فهو طريقة تعبيره وأوكسيجين حياته في سعي لتوأمة المدينة والريف من خلال الأعمال الفنية، وهو سيبقى رحالة لينشر أفكاره وهموم الناس وأحلامهم بصوته وموسيقاه، فهو ينتقد ويصرخ ويسخر ويبكي ويضحك ليعري المجتمع ويستر عوراته الاجتماعية والسياسية في آن، وهو باق في الساحة الفنية على الرغم من كلّ ما يعكّر صفو الروح فهو الذي غنى من كلمات الشاعر غسان مطر «وكم قلت لا، بلادي بلادي فلن أرحلا»، وهو القائل في أغنية «أحد الأخوان» أنه متعب «قسماً بعلي والعباس، أنا تعبان، قسماً بصلاح الدين وحطين، أنا تعبان، وجميع الجبهات لتحرير فلسطين، أنا تعبان، وإن شئتم قرفان، وإن شئتم كسلان، وإن شئتم جبان»، ومع أنّه أعلن تعبه غناءً إلا أنّه مستمر في محاولة القضاء على التعب من خلال المضي قدماً في مشوار الصدق في محاولة لانتزاع الأمل من براثن البشاعة والتقديم ومن خلال الارتحال المستمر نحو كل ما هو صادق وجميل وإنساني «ويبقى المضمون هو المعيار الأول والأهم في كل خياراتي مع الانفتاح على كل الأفكار الجديدة».

تصميم وتطوير