خاص لـ"وطن": بالفيديو.. غزة: نرمين الدمياطي.. بخيط وإبرة ومقص نسجت طريق نجاحها

26.11.2015 12:35 PM

غزة – وطن – خلود نصار: طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر، تجلس القرفصاء تخفي مقصها الصغير بين ثيابها، ثم ما تلبث أن تقص به بعض الأقمشة لتصنع أثوابا جديدة لدميتها ولألعابها، فلم يكن يرضيها ذاك الثوب الذي تلبسه كل الدمى.

وكبرت الطفلة وهي لا تزال تستخدم مقصها، لكن هذه المرة استخدمتها لتقص قطع ملابسها وتغير من تصميمها، وكذلك الطول لتكون مختلفة، لكن محاولاتها لم تكن دائما تكلل بالنجاح، وهذا ما كان يثير غضب والدتها التي عاقبتها مرات عدة وحرمتها من مصروفها كي تكف عن إتلاف ملابسها، فلم تكن تر فيما تفعله طفلتها سوى الإتلاف، تقول أول مصممة أزياء في غزة، نرمين الدمياطي.

وتضيف الدمياطي، (29 عامًا)، التي نالت درجة البكالوريوس في "التاريخ والآثار" عام 2011، وعملت في ذات المجال مدة عام لـوطن: كنت أجلس في بعض الأحيان عشر ساعات متواصلة وأنا أتابع خطوط الموضة ومصممي الأزياء وتوجهات كل منهم، وبعد مدة من التفكير قررت أن أغير مسار عملي في مجال أحببته منذ طفولتي.

وتبيّن أن ردة فعل عائلتها لم تكن ايجابية عندما عبّرت عن رغبتها في العودة للدراسة في قسم "تصميم الأزياء" والعمل في هذا المجال، وكان التساؤل الذي طرحه الجميع عليها "كيف ستتركين شهادتك الجامعية وعملك في مجال التاريخ والآثار لتصبحي خياطة".

وردت عن تساؤلهم، قائلة: الجميع يعتقد أن التصميم هو نفسه الحياكة، لكنه مفهوم خاطئ، لأن الخياطة غالبًا ما تنفذ التصميم فقط دون النظر إلى ما يناسب الزبون حسب لون بشرته وحجمه وطوله وميوله بعكس ما تفعله المصممة.

وفي الوقت الذي اعترضت فيه العائلة، وجدت الدمياطي دعمًا كبيرًا من أخيها الأكبر سنًا، ليكون دافعا لها لتبدأ المشوار بشكل أكثر جدية، فكانت أولى خطواتها دراسة دبلوم متخصص في التصمصم عام 2012، والذي بدوره أعطاها الخطوط الرئيسية في رسم التصميم وقصه وتنفيذه ليترك لها بعد ذلك مجالا أكبر لتبحر في خيالها وتبتكر التصماميم، مشيرة إلى أنه كان للانترنت دور في اندفاعها أكثر نحو تصميم الأزياء.

وتابعت مشوارها ببدء المشروع الأول الذي تشاركت به مع صديقتها لتتكفلا بشراء كل ما يلزمهما من مصروفهما الخاص ليشعرا بقيمة العمل والإنجاز، وبعد فترة من العمل افتتحت الدمياطي معرضها الأول "الفستان التركي"؛ ولاقى رواجًا واسعًا وإقبالًا كبيرًا من الجميع، وتشجيعًا من المهتمين وخاصة أنها خرجت بتصاميمها عن الشكل التقليدي وعن اللون الأسود للعباءة لتستخدم ألوانًا عصرية ومقبولة اجتماعيًا وكلباس يناسب المحجبات.

وتتوج جهدها في افتتاح مكتب للأزياء، هذا العام، أسمته "voile moda" وتعني موضة الحجاب الذي كرست فيه كل جهدها لإرضاء جميع الأذواق وتطمح أن تراه مولا كبيرا يختص بكل تفاصيل الأزياء من الألف للياء وتستوعب فيه عدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل .

وكان آخر إنجازات الدمياطي معرضها الذي أقامته بداية الشهر الجاري، وأبرزت فيه مهارتها في أشكال جديدة لأزياء المحجبات.

ويكبر طموح نرمين يوما بعد يوم، بأن تشارك في معارض دولية بتصاميمها الخاصة دون عوائق أو حواجز كمعبر رفح؛ الذي قيد حركتها في أبسط التفاصيل، كاستيراد خاماتها التي تستخدمها في تصاميمها لتضطر لاستخدام الخامات المتوفرة في قطاع غزة وتبدع من خلالها.

تصميم وتطوير