أبو قرع يحذر من العلاقة بين انتشار التلوث البيئي وتصاعد الامراض المزمنة في بلادنا

29.11.2015 08:35 AM

رام الله- وطنخاص: حذر الخبير في صحة البيئة عقل ابو قرع من العلاقة بين انتشار الملوثات البيئية، سواء من ناحية النوعية او الكمية، وبين تصاعد الامراض المزمنة في فلسطين خلال السنوات الخمسة الماضية، حيث ازدادت نسبة الوفيات من امراض السرطان على سبيل المثال،  من حوالي 10% في عام 2010، الى حوالي 15% من مجمل الوفيات الكلي في فلسطين، في عام 2014، واصبحت تشكل المسبب الثاني للوفاة، وشملت الزيادة في تسجيل حالات السرطان معظم المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.

واضاف خلال تقديم عرض في " المؤتمر البيئي السادس" الذي نظمة مركز التعليم البيئي في مدينة بيت لحم، بين 25-26  من شهر تشرين الثاني الحالي، ان هناك ملوثات جديدة وخطيرة تم ادخالها الى البيئة الفلسطينية، سواء بفعل الحروب الاخيرة على قطاع غزة، او بسبب الملوثات من المصانع الاسرائيلية المحيطة بمدينة طولكرم، او نتيجة تسرب المياة العادمة من المستوطنات الى القرى الفلسطينية المحيطة، او بسبب تواصل استخدام مبيدات خطيرة وخاصة في منطقة الاغوار، او بفعل حرق النفايات الااكترونية الخطيرة، كما يتم في بعض مناطق محافظة الخليل.

سياسات صحية

ودعا ابو قرع الى تبني سياسات صحية والى اتباع انماط غذائية صحية، والى العمل على مكافحة التدخين، بالاضافة الى ممارسة انماط حياتية صحية مثل الحركة والرياضة، والابتعاد عن التلوث البيئي بأنواعة، وذلك للحد من الارتفاع المتزايد في نسبة ا الامراض غير السارية في بلادنا، ومنها امراض القلب والجهاز التنفسي والسرطان وغيرهما، مع العلم ان حوالي 48% من ميزانية وزارة الصحة الفلسطينية تذهب لعلاج الأمراض غير السارية، سواء على شكل تحويلات الى الخارج او على شكل شراء الادوية والخدمات اللازمة للعلاج.

الاغذية غير الصحية

واردف ابوقرع ان من ضمن المؤشرات الصحية المقلقة هو ازدياد حالات البدانة عند شريحة الشباب، وخاصة عند طلبة المدارس وذلك بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي وضعف التوعية الصحية في هذا الصدد، وهذه مؤشرات مقلقة في هذا العمر، لأن داء "البدانة" سوف ينتج عنه آجلاً أو عاجلاً، مرض السكري أو أمراض لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة، هذا بالاضافة الى الانعكاسات على آفاق النمو والتطور في الذي يعتمد بالدرجة الاولى على انتاجية الشباب.

الاثار بعيدة المدى

واوضح ان تعرض الانسان الفلسطيني الى الملوثات البيئية قد يتم من خلال عدة مصادر، سواء من خلال الطعام الذي يستهلك، او المياة، او الهواء الذي يستنشق، ومعروف ان التعرض الى الملوثات البيئية يمكن ان يؤدي الى اثار انية او لحظية، تتمثل بأمراض ذو اعراض ملموسة، او الى الاخطر من ذلك وهو التسبب على المدى البعيد بأمراض غير سارية (مزمنة)، او عضالة، وعلى سبيل المثال يمكن ان ينتج ذلك من خلال التعرض لكميات قليلة من المبيدات الكيميائية مثلا في منتجات غذائية او في المياة، او التعرض لكميات قليلة جدا من الرصاص في الهواء مثلا، بدون اثار لحظية ملموسة، ولكن وبعد فترة زمنية طويلة تظهر اثار ذلك على شكل امراض مثل السرطان، او التخلف العقلي، او التشوهات الخلقية، وما الى ذلك، وهناك دراسات عديدة تمت في بلدان مختلفة في العالم، ربطت بين التلوث الكيميائي في منطقة ما وبين ازدياد نسبة الاصابة بالامراض غير السارية او الامراض العضالة.

الوقاية والتوعية

ودعا الدكتور ابو قرع الى اتباع سياسات صحية واضحة تقوم على مبدأ الوقاية، والى العمل على وضع برامج تثقيف صحي غذائي، وخاصة إلى طلبة المدارس، وتبيان الخيارات الصحية الغذائية، وإصدار القوانين والتشريعات الملزمة التي تمنع استهلاك المواد غير الصحية، كالأطعمة السريعة، والمشروبات الغازية، والسكريات، والى التوجيه نحو أنماط غذائية صحية، تعتمد على استهلاك أكثر للمنتجات الطازجة من فواكه ، وخضار، وإلى التحذير من التدخين ومضاعفاتة، و من الآثار الوخيمة "للبدانة" وما يتبع ذلك من أمراض مثل ارتفاع الضغط، والسكري، والقلب، وما يشكل ذلك من آثار سلبية على المواطن والعائلة والمجتمع والاقتصاد في بلادنا.

تصميم وتطوير