حول واقعية خيار انهيار السلطة- كتب:عقل أبو قرع

01.12.2015 09:31 AM

حسب الانباء المتداولة، ناقش مجلس الوزراء الاسرائيلي احتمالات انهيار السلطة الفلسطينية، سواء الان او خلال الفترة القادمة، وبالاخص في ظل تواصل انسداد الافق السياسي وما يتبعة من افاق، وفي ظل تواصل الاحداث الحالية على الارض، وفي ظل اوضاع عربية وعالمية ساخنة ومتفاقمة وتطغى على مجرد الانتباة الى القضية الفلسطينية، او الى اية افاق من اجل لحلحة الاوضاع الحالية عندنا؟

وسواء انهارت السلطة تلقائيا، او تم تسليم مفاتيحها، سواء اكان ذلك الى سلطات الاحتلال او الى جهات دولية اخرى،  فأنة وحسب ردود فعل اسرائيلية فأن ذلك لن يكون نهاية العالم وان اسرائيل يمكن ان تجد قوى اخرى سواء محلية او اقليمية، من اجل تعبئة الفراغ الذي سينتج عن ذلك، او حتى لمحت الى اعادة الحكم العسكري او الادارة المدنية كما كان قبل قدوم السلطة الفلسطينية، وحتى اشارت بعض المصادر الى ان خيار حل او تسليم مفاتيح السلطة هو ما يريدة بعض المسؤولين الاسرائيليين، وعلى رأسهم كبار المسؤولين؟ 

ورغم ان بعض المقالات ووجهات النظر الفلسطينية، وربما الندوات قد ناقشت هذا الامر، سواء من خلال التاييد او المعارضة او التحفظ او التأني، الا انة لم يكن هناك نقاش معمق وموضوعي في الجانب الفلسطيني، وبالاخص حول مدى واقعية البدائل المتوفرة، وكذلك حول السلبيات والايجابيات، وبالتحديد على حياة الناس اليومية، وان السؤال الاهم، الذي يدور في خلد المواطن العادي، هو ليس عن امكانية او واقعية انهيار السلطة، او عن الابعاد السياسية لتسليم مفاتيح السلطة، ولكن عن ما سوف يتمخض عن ذلك، من تأثير على حياة الناس اليومية، من صحة ومن تعليم وتوفر الرواتب او جزء منة وتوفر المنتجات والخدمات وبأنواعها، ومن عمل وحركة وتنقل وما الى ذلك، من امور تؤثر على حياة المواطن الفلسطيني العادية اليومية، وعلى حياة افراد عائلتة.

واذا كان طرح او الحديث عن احتمال انهيار او تسليم السلطة، ربما يدخل في باب الضغوط او في مجال المناورات السياسية، وربما يهدف الى تحقيق اهداف سياسية او اقتصادية، او الى الحصول على خطوات محددة، او من اجل  تحسين مواقف او شروط او تحركات قادمة، فمن المفترض عدم تناسي ما سوف يحدث على الارض لمثل هذا الموقف،  وصحيح اننا اعتدنا قبل نشؤ او قدوم السلطة، ان يكون هناك ضابط اسرائيلي للصحة وضابط للتعليم وللمواصلات وللزراعة  وما الى ذلك، وكان الفلسطينيون يتعاملون وبحذر مع ذلك، من اجل تسيير الامور، ولكن الامور الان تختلف، ومن كل النواحي، فجزء كبير من الفلسطينيين، وبالاخص الجيل الشاب، اعتاد ان يتعامل مع السلطة ومؤسساتها ودوائرها وشهدوا التطور المتواصل في اداء اعمالها وبناء مؤسساتها، وبالتالي وبعيدا عن السياسة ومأزق المفاوضات والمواقف السياسية والضغوط الاقتصادية  وما الى ذلك، فان ما يتم على صعيد الحياة اليومية للناس وكيفية تسييرها بكرامة واحترام وبأمان، من المفترض ان يكون الموجة للنقاش المعمق ولبحث الخيارات في هذا الصدد؟

ويدرك الناس ان انهيار السلطة او التلويح بتسليم مفاتيحها، او حلها عمليا، يمكن ان يؤثر على الوضع الاقتصادي من استثمار ومن قطاع خاص ورأسمال وبورصة، ومن تعليم ومدارس وجامعات ، ومن قضايا اجتماعية وانعكاساتها وتداخلها، ومن زراعة واستيراد وتصدير، ومن امن وأمان، ومن توفر المياه والوقود والغاز، ومن وتوفر الكهرباء والمواصلات، ومن توفر الأجهزة والمعدات الطبية، ومن توفر مواد خام للصناعات من غذائية وأدوية وبلاستيك، ومن العديد من الأمور التي تمس حياة المواطن والناس والاقتصاد، وبشكل يومي،  لان كل هذه الأمور وللأسف باتت مرتبطة، شئنا او لم نشأ بالطرف الأخر، وبالتالي ما سوف يحدث خلال الفترة القادمة، سواء انهارت او تداعت او فقدت السلطة جزء من سلطتها،  سوف يؤثر على حياتنا اليومية، فهل يوجد هناك خطط بديلة عملية لمعالجة أمور يومية، قد تنهار او تتشتت، في حال انهارت السلطة او في حال تبعثرت الاجواء، وتم تسليم مفاتيح او ابواب السلطة، بشكل او بأخر؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير