خاص لـ "وطن": بالفيديو.. غزة: "كرفانات" خزاعة..صفيحٌ متجمدٌ

11.01.2016 10:59 AM

غزة – وطن – محمد شراب: للشتاء الثاني على التوالي يكابد أهالي بلدة خزاعة أوضاعًا مأساوية صعبة، خاصة من استعاضوا عن بيوتهم المدمرة بالكرفانات سواء المصنوعة من "الصفيح" أو من الخشب فجميهم على حد سواء مع أول هطول للأمطار تعرضوا لانجراف مياه الأمطار إلى كرفاناتهم، وتسرب المياه من الأسقف الأمر الذي حول حياتهم لمأساة مستمرة.

عائلة وليد النجار إحدى العائلات التي عانت مرارة لهيب الكرفانات صيفا وتجمدها شتاء، فتوضح أم عدنان النجار عن الأيام التي قضتها العائلة في المنخفض السابق، قائلة: نعيش عشرة أشخاص في هذا الكرفان، وقضينا 3 أيام وسط انجراف المياه حول الكرفان، وتسربها من السقف، في معاناة غير منقطعة من وصول المياه للأغطية والفراش الذي يشكل مصدر الدفء لنا.

وتوضح: رغم الحماية المفروضة على الأسقف في الكرفانات، إلا أن غزارة وقوة الأمطار تخترق الأسقف مما يغرقنا بالمياه الباردة، عدا عن احتمالية حدوث تماس كهربائي، هذا إن وجدت الكهرباء، في نفس موعد هطول الأمطار.

وتضيف النجار:بتنا نكره هطول الأمطار في هذه الظروف التي نعيشها، إذ باتت تهدد حياتنا بالخطر، وتشكل مصدر إزعاج يُدخل ابني وابنتي ذو الإعاقة في حالة هستيرية من صراخ وألم جراء تساقط الأمطار على ألواح الزينكو التي تعلو الكرفان، لمعاناتهم من ضمور في خلايا المخ ولا نستطيع السيطرة عليهم في مثل هذه الحالات.

وتقول الابنة الأكبر لأم عدنان فاطمة النجار، (26 عامًا): الكرفانات لم تثبت ولو القليل من قدرتها على إيوائنا فقد عايشناها في فصل الصيف وكانت عبارة عن أفران وفي الشتاء عبارة عن ثلاجات للمجمدات، وها نحن ننتظر أن يأتي دورنا في ملف الإعمار.

وتابعت: نعاني بشكل كبير من تسرب المياه من الأسقف خاصة في ساعات المساء التي تشتد فيها البرودة وتساقط الأمطار، اذ نضطر للتشارك في غطاء واحد وفراش واحد في محاولة للحصول على بعض الدفء.

ويعاني جميع سكان بلدة خزاعة من تساقط مياه الأمطار سواء سكان الكرفانات أو من دمرت منازلهم بشكل جزئي وما زالوا يعيشون فيها.

من جهتها، تقول المواطنة أم كامل النجار عن معايشتها للكرفانات المصنوعة من "الزينكو"، وحاليا تعيش داخل واحد من الخشب، واصفة حجم المعاناة بين النوعين، قائلة: في بداية المطاف عشنا في كرفانات الزينكو وشهدنا ما شهدناه من ضيق المكان وعدم وجود أي من معايير الجودة اذ كنا نعاني من الأسقف والجدران في فصل الشتاء، الأمر الذي ما زلنا نعاني منه في الكرفانات الخشبية.

وتابعت: لم يتغير علينا الحال سوى القليل من المساحة في الكرفانات الخشبية.

اما الحاجة حمدية قديح، وهي إحدى سكان الكرفانات الخشبية التي وضعت أمام منزلها المدمر: أنا امرأة كبيرة في السن، كنت أعيش في بيت من أربعة طوابق، وها أنا أجلس أمام الكرفان وأتحسر على منزلي المدمر في معاناة كبيرة واختلاف كبير بين الماضي والحاضر.

وتابعت:أمنيتي الوحيدة أن أرى بيتي من جديد وقد عاد كما كان في السابق، والشكوى لغير الله مذلة.

من جهته، يقول مسؤول لجنة الإيواء في بلدية خزاعة، حاتم الخور، لـوطن: تواصلنا مع وزارة الأشغال ليكون ذوو الكرفانات على سلم أولويات الوزارة للحد من معناتهم، ووعدونا العمل بجد على حل هذه المشكلة.

ويضيف: البلدية تعمل ما بوسعها للتخفيف من معاناة المواطنين في موجة البرد، ونعمل على تلبية جميع طلبات الاستغاثة العاجلة بقدر الإمكانيات المتاحة لضمان عدم حصول أي أضرار إضافية.

ووفق إحصائيات بلدية خزاعة، للكرفانات في بلدة خزاعة، فإن عدد العائلات التي تعيش في الكرفانات المصنوعة من الزينكو بلغ 26 في مجمع النجار، بالإضافة إلى 34 عائلة أخرى تعيش في كرفانات بشكل فردي، كل منهم قرب منزله المدمر بمساحة تقدر بـ43 مترا مربعا، بالإضافة إلى 73 كرفانا من الخشب بشكل فردي لا تتجاوز مساحته 60 مترا مربعا.

تصميم وتطوير