ضائقة غزة ستؤدي لانفجار

08.02.2016 04:12 PM

وطن: كتب اليكس فيشمان

في اسرائيل نستعد للانفاق التي يهدد بان يخرج منها بالتوازي عشرات مقاتلي حماس المسلحين، ولكننا لا يبدو أننا نكرس ما يكفي من الانتباه للتهديد الذي يأتي منذ الان من جهة القطاع – الجدران، التي سيخترقها ليس المئات بل الاف الغزيين الى الاراضي الاسرائيلية. وها هم يأتون.

لقد كان 2015 عام ذروة. فقد سجلت قيادة المنطقة الجنوبية 140 حدثا وصفت بانها تأهب “حصان تركي” – أي كل ليلة ثالثة في السنة الماضية كانت محاولة تسلل لسكان من غزة. واعتقلت قوات الامن 249 غزي في الاراضي الاسرائيلية، ومعقول الافتراض بان هناك أيضا من لم يلقى القبض عليه. ويدور الحديث عن قفزة درجة بمئات في المئة مقارنة بالفترة التي سبقت “الجرف الصامد”. في 2013 مثلا القي القبض على 19 غزيا فقط تسللوا عبر الجدران.

معظم المتسللين الذين القي القبض عليهم في 2015 هم باحثون عن عمل. اناس مستعدون لان يخاطروا بحياتهم على أن يجدوا رزقا. وفي جهاز الامن يقدرون بانه اذا لم تطرأ هذه السنة انعطافة جوهرية على اعمار غزة، فان عدد المتسللين الى اسرائيل قد يصل الى الالاف.

منذ اليوم تضطر اسرائيل الى مضاعفة كمية تصاريح الخروج عبرها مقارنة بالفترة ما قبل الجرف الصامد. ففي اعقاب اغلاق المصريين لمعبر رفح، اصبح معبر ايرز المعبر الشخصي الاكبر من القطاع. صحيح أن اسرائيل لم تغير رسميا سياسة تصاريح العبور، ولكن لم يكن لها مفر: فاغلاق معبر رفح ادى الى اتساع قائمة الانتظار لاكثر من 50 الف من السكان ممن سبق أن حصلوا على تصريح خروج من القطاع وعلقوا هناك. وهؤلاء هم طلاب، اناس يعملون في الخارج، مرضى وما شابه. ولمنع الانفجار، تحاول اسرائيل في كل مرة قليلا من الضغط.

هذا الضغط تغذيه حقيقة أنه جرى قليل جدا من اجل اعمار خرائب غزة من حيث الجوهر: 53 في المئة من الشباب عاطلون عن العمل، الناتج المحلي الخام انخفض الى الف دولار للشخص مقارنة مع 4 الاف دولار للشخص في الضفة، ويحذر خبراء في جهاز الامن بانه منذ هذه السنة قد ينشأ نقص في مياه الشرب. 70 في المئة من المنازل في غزة تتمتع بمياه جارية – على مدى 6 – 8 ساعات بالتواصل – وفقط في كل يومين او في كل أربعة ايام. والكل يتمسك بالالتزامات بالمشاريع لاقامة واعمار شبكات المياه التي ستنقذ غزة من الجفاف. ولكن من اصل 5.4 مليار دولار وعدت بها غزة بعد الجرف الصامد وصل أقل من 15 في المئة.

في غزة يعلقون آمالا على اقامة مشروع لتحلية المياه. الاذون موجودة، ولكن من اجل بناء منشأة كهذه هناك حاجة لزيادة جوهرية في البنية التحتية للطاقة. وفي هذه الاثناء فان كمية الكهرباء التي تزوجها مصر آخذة في التناقص فقط. وسكان غزة اعتادوا على العيش دون توريد متواصل للكهرباء على مدى ايام. بلا ماء، بلا كهرباء، بلا عمل – فان الناس سيهجمون على الجدران نحو اسرائيل. ليس لديهم ما يخسروه.

وكالات الغوث الدولية العاملة في القطاع تعترف هي الاخرى اليوم، ليس علنا بل في الغرف المغلقة بان ليست اسرائيل هي التي تعيق اعمار غزة. فالقسم الاكبر من الذنب يقع على السلطة الفلسطينية، الي تعيق اعمال الاعمار كي تضعف حماس. وفي جهاز الامن هناك اكثر من احساس بان السلطة معنية بجولة عسكرية اخرى في غزة.

ان المبادرة التركية – القطرية لتخفيض التوتر بين اسرائيل وحماس على خلفية حفر الانفاق باطلة. فهذا المحور يرتبط بالذراع السياسي لحماس في الخارج، برئاسة خالد مشعل ولكن الذراع العسكري لحماس يستخف بهم – فقد سبق ان اختار ايران.
ان من شأن الانفجار الامني في  2016 أن ينشب بسبب فقدان السيطرة على خلفية الضائقة السياسية – الاقتصادية والاجتماعية في غزة. فإما ان يهجم الاف الغزيين على الجدار – مما سيسخن الحدود – او ان يؤدي الخوف من الانهيار الداخلي بحماس الى جولة عسكرية اخرى، او كلاهما معا.
يديعوت   8/2/2016

تصميم وتطوير