"بيرزيت" رسالة اخلاقية وليست مجرد انتخابات- كتب: حسن سليم

28.04.2016 10:21 AM

وجرت انتخابات مجلس الطلبة لجامعة بيرزيت، وانتجت الصناديق تفوقا للكتلة الاسلامية، على حركة الشبيبة، بفارق اربعة مقاعد، وخمسة مقاعد للقطب الطلابي، وان كانت النتيجة مقارنة مع العام الماضي، تظهر تراجعا للكتلة الاسلامية، بمقعدين، وتفوقا بمثلها للشبيبة، لكن النتيجة بالمحصلة فوز الكتلة الاسلامية، احترامها واجب، وهذا ما تم.

مجرد اجراء الانتخابات، والسماح لكتلة طلابية تمثل حركة هي بمثابة النقيض السياسي، وخصم لحركة تم طردها من قطاع غزة، وما زال  محظورا عليها مجرد التجمع في الساحات  (حركة فتح)، يجب ان يكون مدعاة للافتخار، والزهو بان الفارق كبير بين العقلية السياسية الحاكمة في قطاع غزة وبين الضفة الغربية.

ان العرس الديمقراطي الذي تم، وبغض النظر عن النتيجة، التي فرح لها البعض، وامتعض الآخر منها، لا يجب ان تكون عائقا امام استمرار العمل والنشاط بشكل دائم، وليس الموسمي، او حصره  قبيل اجراء الانتخابات، كما لا يجب ان تكون النتيجة محبطة لمن لم يحالفه الحظ بالتفوق، بان يستكين لها، بل تحتم عليه مراجعة التجربة، واعادة صياغة استراتيجية عمله، وبدء العمل من صبيحة الغد، وهذا وحده ما يعزز الثقة، ويجلب الفوز في الجولة القادمة، وليس ادارة الظهر لاي نقد، او مطالبة بالتغيير.

اما الكتلة الاسلامية التي حظيت بالفوز، وبمساحة الحرية لنشاطها، فان المطلوب منها ان تلتقط تجربة الانتخابات باعتبارها رسالة اخلاقية، وليست مجرد انتخابات، تكون رسول وحدة، للحركة التي تمثلها، وتحث قيادتها على ان تعود عن نهجها المغلوط في قطاع غزة، بحظر العملية الديمقراطية، ومنع اجراء الانتخابات، بل واكثر من ذلك، ان تستفيد من تجربة انتخابات بيرزيت، وباقي الجامعات، لتحتكم لصندوق الاقتراع، وتقبل بالنتيجة، ولا تحتكر النتيجة لعشرة اعوام، وترفض تكرارها.
ان ممارسة الطلبة للعملية الديمقراطية، بهذا الشكل، وخضوعهم لنتائجها بهذا المستوى الحضاري، انما يجب ان يكون مدعاة للرافضين لها، بان يعيدوا تفكيرهم، ويتعلموا من ابنائهم الطلبة، حتى يستعيدوا ثقة الشارع، التي طالما اظهرت استطلاعات الرأي انها في اسوأ محطاتها.

اما الكتل التي لم تصل في اصوات مناصريها لنسبة الحسم لمقعد واحد، فان الحاجة ملحة للفصائل التي تمثلها ان تدخل في ورشة دائمة الاعتكاف، وتفكر مليا في اسباب تلاشيها وانقراض مؤيديها، هذا ان كانت فعلا راغبة ان تبقى ولو بشكل رمزي، او فخري، وهذا اضعف الايمان.

مبارك للكتلة الاسلامية على فوزها، ومبارك لنا حفاظنا على النهج الديمقراطي (الانتخابات) سبيلا وسلوكا.
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير