اوباما تحت ضغط زيادة المنحة للاحتلال

28.04.2016 05:02 PM

وطن: كتب زهير اندراوس

يُواصل بنيامين نتنياهو رفض التوقيع على اتفاق المساعدات الأمريكيّة لإسرائيل، حيث كانت إسرائيل قد طلبت من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة مبلغ 50 مليار دولار مساعدة لفترة عقدٍ من الزمن، فيما رفض الأمريكيون الطلب، وأبلغوا الإسرائيليين بأنّهم قرروا دعمهم بمبلغ 35 مليار دولار “فقط”.

وقالت المصادر السياسيّة الرفيعة في محيط نتنياهو للصحيفة العبريّة إنّ نتنياهو يُفضّل التوقيع على اتفاق المعونات مع الرئيس الأمريكيّ الجديد، لأنّ أوباما يُريد الاجتماع معه في واشنطن لكي يُقنعه بالتوقيع على اتفاق المُساعدات حتى لا يُصوّر في الرأي العام الأمريكيّ والإسرائيليّ بأنّه أبدى بخلاً في مساعدة الدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها. من ناحيتها، قالت صحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة-الاقتصاديّة إنّه على الرغم من أنّ هناك العديد من الخلافات بين الحزبين الديمقراطيّ والجمهوريّ في الكونغرس الأمريكيّ، إلّا أنّه لا يزال هناك بعض المواضيع المشتركة بينهما، وعلى رأسها “منحة المساعدات العسكرية لإسرائيل”.

ولفتت إلى أنّ كبار مجلس الشيوخ والنواب يطالبون إدارة أوباما برفع حدّ المساعدات العسكرية لإسرائيل والمخصصة لعام 2017، إلّا أنّهم لم يُحددوا بعد المبلغ المراد إضافته، ومن الجدير ذكره أنّ هذه المنحة منفصلة تمامًا عن المساعدات العسكرية الكلية والشاملة لإسرائيل والتي ستصل إلى 3.1 مليون دولار. ونقلت الصحيفة عن مدير وكالة الدفاع الصاروخي جيمس سيرينج قوله لمجلس الشيوخ إنّ أعضاء التشريعي يريدون رفع المبلغ المخصص من إدارة أوباما والبالغ 150 مليون دولار إلى 600 مليون دولار لتمويل برنامج الدفاع الصاروخي بالتحديد.

وتابع سيرينج: إنّ إسرائيل تتوقّع أنْ تتلقّى المزيد من الأموال لبرنامج الدفاع الصاروخي في السنة المالية لعام 2017 يفوق هذا العام. ومن الجدير ذكره، ذكرت الصحيفة، أنّ البيت الأبيض كان قد اقترح منح إسرائيل 150 مليون دولار في عام 2016، إلّا أنّ الصفقة النهائية التي وافق عليها الكونغرس وصلت لـ488 مليون دولار.

كما مٌنحت إسرائيل المزيد من الأموال في عام 2015 لتطوير برامج رئيسية في مجال الدفاع الصاروخي والقبة الحديدية بالتحديد. وأكّد سيرينج أنّ الزيادة المالية للبرنامج الإسرائيليّ ستعود بالنتائج المباشرة والايجابية للدفاع الأمريكي، وخاصة وأنّ القبة الحديدية تعد اتفاقًا مشتركًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهناك محادثات مشتركة بين الطرفين لتطوير إنتاج “الرافعة ديفيد”. وطالب سيرينج أعضاء الشيوخ بزيادة المبالغ الخاصة بنظام الدفاع لأن هناك علاقة مباشرة بين الدفاع الوطني لإسرائيل والولايات المتحدة.
من جهته، قال المندوب براد شيرمان عضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إنّ تطوير التكنولوجيا المخصصة لأنظمة إسرائيل لها أهمية كبيرة بالنسبة لواشنطن، كما أننا نرى أنّ تطوير نظام الدفاع الإسرائيلي يُعَد اختبارًا لنا خاصة وأن التكنولوجيا المستخدمة فيها أمريكية الصنع.

وأشارت الصحيفة الإسرائيليّة إلى أنّ آدم سميث أحد كبار أعضاء الخدمات المسلحة قال إنّ النظام الصاروخي مهم للغاية، خاصة وأنّه يأتي ضمن الصفقة الإيرانية، ولذلك نريد التأكيد على أنّ التزامنا اتجاه أمن إسرائيل لم يتغير، ونريد تأمينها من صواريخ قطاع غزة وحزب الله.

ويشاركه في الرأي النائب الديمقراطي في نيويورك ستيف إسرائيل الذي قال إنّ أحد أسباب رفضه لاتفاقية إيران النووية أنها لم تشر إلى مسألة القدرات الصاروخية لإيران، وخاصة وأنّ الأخيرة تستغل هذا الصمت لزيادة تجاربها بهذا الخصوص، وهذا يعني أنّه علينا زيادة دفاعنا التكنولوجي لدول التعاون الخليجي، ما يعني  زيادة الاستثمار الخارجي لإسرائيل على المدى البعيد.

وقالت مصادر إسرائيبليّة رفيعة إنّه ضمن الاتفاق الجديد، ورد أن إسرائيل انتهت من وضع “قائمة التسوق” للمواد العسكرية الأمريكية التي ترغب في الحصول عليها، التي تشمل بحسب تقارير طلبًا للحصول على طائرات “في-22 أوسبري”، وهي طائرات يُعتقد بأنّها قادرة على الوصول إلى إيران. وذكرت تقارير بأنّ إسرائيل سعت للحصول عليها من الولايات المتحدة عام 2012، ولكن قررت في النهاية عدم شرائها بسبب قيود في الميزانية، عندما كانت تدرس توجيه ضربة عسكرية لمنشأة التخصيب في فوردو الإيرانية.
ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة شاركت في تطوير أوْ تمويل جميع المستويات الثلاثة في برنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيليّ: القبة الحديدية (لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى)، ومقلاع داوود (لصواريخ متوسطة المدى)، والسهم (لصواريخ طويلة المدى). وبحسب مُراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس)، باراك رافيد، فقد أكّد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما على أنّ إسرائيل تحصل على خمسين بالمائة من المُساعدات التي تُقدّمها أمريكا لجميع دول العالم، على حدّ تعبيرهم.

رأي اليوم

تصميم وتطوير