الضفة على هدي الجولان.. كتب: حمدي فراج

29.04.2016 11:28 AM

الخطوة التي اقدم عليها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعقد جلسة لاركان حكومته في الجولان السوري المحتل، هي الاولى من نوعها، وما اعقبها من تصريحات مفادها ان الجولان لن تعود الى سوريا، اثارت الاستغراب والاستهجان، بنفس القدر التي اثارته ردود الافعال الدولية والعربية على حد سواء، بما في ذلك قرار لمجلس الامن يدين التصريحات ويعتبر الجولان ارضا سورية احتلت عام 1967.

قرارات اسرائيلية عملية صارخة، تواجهها تصريحات لفظية باهتة، من شأنها تشجيع نتنياهو ومن سيخلفه في قادم الايام والسنين، على المضي قدما في هذا الدرب، الذي دشنه العديد من الزعماء العرب "الديمقراطويين" لمعارضيهم: "قولوا ما تشاؤون وانا اعمل ما أشاء"، فيأتي نتنياهو ليعمقه بقوله: "انا افعل ما اشاء واقول ما اشاء".

لم يكن اجتماع الحكومة الاسرائيلية في الجولان، ولا التصريح الصارخ بعدم اعادتها الى اصحابها، يوازي اي حد متقدم من قرار احتلالها والابقاء عليها نحو نصف قرن، لا ولا قرار ضمها عام 1981 وفرض الهوية الاسرائيلية على سكان قراها الاربعة "المجدل وعين قينيا وبقعاتا ومسعدة "، دون اتخاذ اي خطوة عملية، سورية او عربية او دولية.

ان هذا القرار، يجب وبالضرورة ان يشعل في الرؤوس التي ما زال اصحابها يحملون داخلها بعض من الدماغ، ان الضفة الغربية هي الجولان القادمة، بحيث يتم تقسيمها مقدمة لضمها جزءا جزءا، اما تلك التي تم مصادرتها، مستوطنات ومستوطنين، فلقد بردت تقريبا، في حين يتم انهاء القدس انهاء مبرما، بما في ذلك مسجدها المبارك، لتقسيمه زمانيا ومكانيا، وانهاء ذريعة حكرية ملكيته للفلسطينيين، وبالتالي العاصمة التي تحتضنه في الجزء المحتل من المدينة التي احتلت في نفس اليوم الذي احتلت فيه الجولان.

لم تكن الجولان، ولا مرة من المرات ارض اسرائيلية، او يهودية، وفق التاريخ العبري، كما هي القدس وبقية انحاء الضفة الغربية، كالخليل ونابلس واريحا وبيت لحم، لكي يسلم بها الاسرائيليون، يمينا ويسارا ووسطا، دولة للفلسطينيين، حتى حين تكون منزوعة السلاح، حتى وهي تحت قيادة مسالمة، فالمسألة بالنسبة لهم مسألة ارض سيادية وعد الله بها شعبهم المختار، والباقي تفاصيل هامشية، من ضمنها من يعيشون عليها من الاغيار، فهؤلاء مجرد سكان لا اكثر.

يحضر هذه الايام قرار ما يسمى بوزير الخارجية الفلسطينية انه بصدد اصدار جواز سفر فلسطيني جديد يحمل اسم دولة فلسطين بدلا من الجواز الحالي الذي يحمل اسم سلطة فلسطينية، من ان الهوية الفلسطينية التي نحملها، هي نفسها الهوية الاسرائيلية التي كنا نحملها قبل مجيء السلطة، لم يتغير فيها الا اللون، كانت برتقالية واصبحت خضراء، لكن الرقم ظل اسرائيليا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير