لماذا فشلت المبادرة الفرنسية في دفع عملية السلام-كتب: عقل ابو قرع

02.05.2016 07:53 AM

بعد أسابيع أو أشهر من الزخم الذي رافق الحديث عن اهمية وعن فحوى ألمبادرة ألفرنسية لصنع ألسلام في ألمنطقة، وبعد العديد من الزيارات ومن اللقاءات ومن التحضيرات، في المنطقة وفي خارجها، وبعد وردود الفعل المختلفة التي رافقت كل ذلك، تم ألاعلان عن رفض المبادرة ألفرنسية من ألجانب ألاسرائيلي وبالتالي عن فشلها، ومن ثم تلاشى ألامل وألعمل من أجل المبادرة الفرنسية، وبألتالي عن احتمال التوجة الى مجلس الامن الدولي، وما كان من ألمفترض أن يتمخض عنة، سواء بتوفير ألحماية ألدولية للفلسطينيين، أو من خلال رسم أو فرض خارطة طريق زمنية لحل ألصراع ألفلسطيني ألاسرائيلي، أو لأانهاء ألاحتلال.

وبالتالي وبعد مشاورات ومساومات وأخذ ورد، لأمكانية الحصول على قرار من مجلس ألامن، يضع سقفا زمنيا لانهاء الاحتلال، ولو بشكل تدريجي، بعد كل ذلك توقف الامل والتفاؤل، وكأن هذا التفاؤل كان واقعيا او حقيقيا، واصبح من ألواضح ان السبب في تعثر المبادرة الفرنسية، هو الموقف الاسرائيلي الرافض او المتعنت، لامكانية الخروج من باب المفاوضات الثنائية او الثلاثية، ومن ثم ألدخول الى باب تدويل القضية، وكذلك الموقف الامريكي، المتردد والمتحفظ، والذي وبشكل او بأخر، يصر على مواصلة احتكار عملية السلام والتفاوض بشكل ثنائي، وما لذلك من ايجابيات ومن دعم للطرف الاسرائيلي.

وفي ظل هذه المواقف، وفي نفس الوقت، في ظل ألموقف الفلسطيني ألمرتبك في ألوقت ألحاضر، وفي ظل التخبط، فيما يتعلق في الاتجاهات القادمة فيما يتعلق بالسلام والتفاوض وأنهاء ألاحتلال، يطرح المواطن الفلسطيني، العديد من الاسئلة، ويطمح  في الحصول على اجابة عليها، ومن ضمنها، ما هو ألقادم على صعيد ألسلام، وكذلك متى ينتهي ألاحتكار الامريكي لعملية السلام، او بالادق كيف يمكن كسر او الحد من هذا الاحتكار، الذي ليس في صالحنا على ألاطلاق.

وبالاخص انة ومنذ ممارسة هذا الدور للامريكيين، لم يتحقق اي انجاز او تقدم فيما يتعلق بالعملية السلمية، وبأن فرص السلام التي توفرت، او التي تم العمل عليها لايام ولاسابيع ولاشهر طويلة، كانت ضائعة، وهذا ربما يعكس ليس فقط عمق المصلحة الاستراتيجية بين الدور الامريكي والاسرائيلي، ولكن وفي ظل هذه المصلحة الاستراتيجية، وفي ظل الظروف الحالية وفي ظل اولويات المنطقة، وفي ظل عدم الاقتناع الامريكي بجدوى ممارسة اي ضغط على الطرف الاسرائيلي، من اجل تحقيق اي اختراق في التفاوض .

ومن المتوقع ان يستمر الاحتكار الامريكي لعملية التفاوض، وبل يتشدد هذا الدور لصالح الطرف الاسرائيلي، وبالاخص في خضم ألانتخابات الرئاسية الامريكية، والتسابق لأظهار المواقف المتماشية مع ألجانب ألاسرائيلي، سواء من قبل الديمقراطيين وعلى رأسهم هيلاري كلينتون، ألمعروفة بمواقفها السابقة، وبألاخص حين كانت وزيرة الخارجية ألامريكية، أو من جانب الجمهوريين وعلى رأسهم دونالد ترمب.

وبالتالي التباهي في المواقف المؤيدة والمدافعة عن المصالح الاسرائيلية، وعن التفسيرات وعن الاطروحات الاسرائيلية فيما يتعلق بالمفاوضات ومساراتها وافاق الحل، وبالتالي فأن الاهتمامات او الاولويات الامريكية، في الفترة القادمة، لن تكون في صالح القضية الفلسطينية أو في صالح عملية السلام المجمدة أو الميتة، وهذا كلة يصب في الملعب أو في الاستراتيجية الاسرائيلية، التي هدفت وما زالت تهدف الى اطالة عمر المفاوضات الى ما لانهاية، أو الابقاء على ألوضع ألحالي المريح أو المريح جدا لهم،  وكذلك الى ابعاد الاضواء الدولية عن هذه القضية، وفي نفس الوقت مواصلة فرض الامر الواقع على الارض، فيما يتعلق بالارض والاستيطان والتقسيم والقدس وغير ذلك.

وفي ظل فشل وتوقف ألمبادرة الفرنسية، وبالتالي عدم الوضوح فيما يتعلق بالذهاب الى مجلس ألامن الدولي، فأن الطرف الفلسطيني، الذي هو احد الاطراف في عملية السلام، او بالادق، هو احد طرفي هذه العملية، لقادر ومن خلال تصرفات او من خلال استراتيجية بعيدة المدى، على ألتخفيف، ان لم يكن ألحد من الاحتكار الامريكي لهذه العملية، وذلك من خلال التركيز على الوضع ألداخلي، او على البيت او الانقسام الداخلي، ومن خلال بناء مؤسسات ادارية ومالية وقانونية وما الى ذلك، تشكل الاطار للحل الذي يسعى الية، ومن خلال العودة الى اهمية العلاقات العربية والعالمية على مستوى الشعوب، والاهم من خلال العودة الى المواطن الفلسطيني، ومصارحتة بالواقع وبالامكانيات وبالافاق ألواقعية أو الممكنة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير