مركز أبحاث الأمن بتل أبيب: تغييرات المنطقة صعّبت على إسرائيل التكيّف معها

02.05.2016 04:16 PM

وطن:كتب زهير أندراوس:

رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ أنّ العام 2016 ما يزال في بدايته، وما زلنا نعايش رهبة الأحداث التي طرأت على الشرق الأوسط وفي العالم أجمع خلال العام المنصرم وآثار التقلبات والعمليات على المنطقة.

ولفتت إلى أنّه طرأ الكثير من التغير في العلاقات بين اللاعبين الخارجيين ومواقفهم في الشرق الأوسط خلال 2015، وبعض تلك التغيرات تُصعّب على إسرائيل التكيّف والاستعداد لها والتنقل بين اللاعبين الخارجيين والمحليين، على حدّ تعبيرها. وبحسب الدراسة عينها، فإنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة ستختار نهاية العام القادم رئيسًا جديدًا، ومن الواضح أنّ الرئيس باراك أوباما لن يقوم بتغيير الطابع الذي يميز تعاطيه مع قضايا الشرق الأوسط خصوصًا، والعالم بشكلٍ عامٍ في العام الأخير من فترة حكمه الثانية.

عدا عن حالات التقلبات الدراماتيكية، أشارت الدراسة، فإنّ الرئيس أوباما سيستمر بالتمسك بسياسة “دفع العربة من الخلف” ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وإذا تطلّب الأمر فستكون “هجمات من فوق والمراقبة عن جنب”، مؤكّدة على أنّ هذا الموقف عبّر عنه بالحرب الجوية في جوهرها والمستمرة ضدّ داعش وبالمساعدات العسكرية لعدد من التنظيمات المتقاتلة في سوريّة، وتفسير الأمر، تابعت الدراسة، أنّه ستُبذل جهود أمريكية لكبح المواجهات في العراق وسوريّة من خلال محاولة لجم نجاحات داعش ومنعه من التقدم خارج المناطق التي كان قد سيطر عليها.

علاوة على ذلك، أوضحت الدراسة أنّه رغم النداءات من قبل المرشحين الجمهوريين للرئاسة للقيام بعملية أكثر حزمًا ووضوحًا؛ غير أنّ الرئيس أوباما لا يتوقع منه أنْ يشذ عن سياسته الحالية، وإذا ما جاز لهذه السياسة أنْ تنجح في الاختبار في حال تغيرت أوضاع الأمور بشكل ملحوظ لصالح داعش.

وحتى بدء كتابة هذه السطور، بدا أنّ الولايات المتحدة سلمّت بتدخل روسيا في البحث عن حلٍّ سياسيٍّ في سوريّة، ولكن موقف روسيا العسكري الجديد في سوريّة والاستخدام المكثف لسلاح الجو وسلاح البحرية والصواريخ في الأساس بدعوى الدفاع عن نظام الرئيس بشّار الأسد مواليها الذي تحميه تشكل تحديًا آخر وجديّ للسياسة الأمريكية. على الساحة السورية الصغيرة نسبيًا، رأت الدراسة الإسرائيليّة، تعمل الطائرات الحربيّة الروسيّة عن مسافةٍ قريبةٍ، ليس فقط من طائرات الولايات المتحدة، وإنمّا أيضًا قريبًا من طائرات حليفاتها مثل تركيا والأردن وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل.

وساقت قائلةً إنّ الأزمة الروسية التركية حول إسقاط المقاتلة الروسية تعتبر نموذجًا للأزمات التي قد تحدث في المستقبل، إذا أردنا أنْ نحكم وفق ردود الفعل على هذا الحدث لغاية الآن من المفترض أنْ تستمر الولايات المتحدة في السياسة السهلة على ضوء عمليات روسيا في سوريّة، ومن خلال الامتناع عن المواجهة المباشرة، إلّا إذا ما اصطدمت القوات الروسية عن عمد مع القوات الأمريكية، بمعنى أن غالبية الفرص هي أن تكون المبادئ التوجيهية هي ذاتها في حالات التحركات الروسية في الأماكن الأخرى مثل شرق أوروبا ووسط آسيا، تفسير هذا الأمر هو محاولة الاستيعاب وليس مواجهة روسيا، إلا إذا ما اخترقت خطوط حمراء معينة مثل البند خمسة في ميثاق الناتو.

وتابعت أنّ الولايات المتحدة ستُحاول الامتناع عن الانجرار إلى مواجهة واسعة قدر الإمكان بين تركيا وروسيا، رغم أنّه من الناحية القانونية والتقنية فإنّ البند الخامس يُفعّل في حالة كهذه. وقالت أيضًا إنّ إسرائيل رمزت من خلال عملياتها للولايات المتحدة ولبقية كافة الجهات ذات العلاقة في المنطقة بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر ما هي الخطوط الحمراء التي تخصها بخصوص الوضع في سوريّة. وأشارت الدراسة إلى أنّه قدر الإمكان، إسرائيل ودول أعضاء معينة في الاتحاد الأوروبيّ سيُحاولون تطوير وسائط للتعاون البديل، مجال محتمل يمكن أنْ يكون محاربة الإرهاب، وهو الموضوع الذي يشغل أوروبا إلى حد كبير، طالما نجح تنظيم “الدولة الاسلامية” في استغلال الشبكات الاجتماعية في نشر رسائله في أوساط الجيل الثاني والثالث من المسلمين المهاجرين.

ورأت أنّ آلاف المتطوعين من أوروبا ممّن انضموا إلى خدمة “الدولة الاسلامية”قد مروا بغسيل دماغ، وهم يحملون الكراهية للمجتمع الذي ترعرعوا فيه، وبعضهم يعود إلى أوروبا بعد أنْ اكتسبوا خبرة في العمل الإرهابيّ.

وخلُصت الدراسة إلى القول إنّه ما عدا الخطوات التي تضطر أنْ تقوم بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبيّ في إطار تحديث التعاون فيما بينها في جميع المجالات ذات الصلة بإدارة معركة ناجحة ضد داعش، إسرائيل أيضًا تستطيع أنْ تساعد أوروبا في مواجهة هذا التهديد، على حدّ قولها.

رأي اليوم

تصميم وتطوير