تأخير المساعدات الامنية الامريكية.. 8 اختلافات تمنع الاتفاق

02.05.2016 04:21 PM

وطنكتب عاموس يدلين

رسالة الـ 83 سناتورا، الذين يبدون الاستعداد لتأييد اتفاقا بعيد المدى يزيد بشكل كبير المساعدات الامنية لاسرائيل، هي خطوة هامة لمجرد كونها من الحزبين وتعكس التأييد الواسع لاسرائيل في مجلس الشيوخ. ومع ذلك، فقد رفعت الرسالة الى البحث الجماهيري الاختلافات بين الدولتين في هذه المسألة. من المهم ان نفهم بان الاختلال لا يتركز على حسابات الارقام بل في الرؤية الاستراتيجية للتهديدات في الشرق الاوسط، في فكر وتقديرات ومواقف الدولتين. وهاكم الاختلافات المركزية الثمانية:

الاختلاف في الرؤية الاستراتيجية: في فكر اسرائيل، فان الاتفاق مع ايران مس أمنها وبالتالي يجدر بالولايات المتحدة، التي قادت الاتفاق، ان تساعدها على مواجهة ما فيه من مخاطر. ومن الجهة الاخرى، ترى ادارة اوباما في الاتفاق انجازا استراتيجيا سيقلص التهديد النووي على اسرائيل.

الاختلاف الايديولوجي: ترى الادارة في الولايات المتحدة في المسيرة السلمية الجواب الافضل لامن اسرائيل، بينما ترى اسرائيل مخاطر أمنية هامة ستنشأ بالذات في أعقاب اتفاق السلام (اوسلو وغزة في الخلفية). اضافة الى ذلك، تشكك الادارة في تماثل القيم والمصالح التي شكلت اساسا للمساعدة السخية لاسرائيل في السنوات الماضية.

الاختلاف في التوقعات: توقعت اسرائيل زيادة مليار دولار في السنة على الاقل في المساعدات. اما الادارة فتعرض ارتفاعا الى 3.7 مليار كزيادة بنسبة 20 في المئة. وحقيقة أن العلاوات التي خصصها الكونغرس والمعدة للدفاع ضد الصواريخ أدخلتها الادارة في أساس المساعدات، تجعل العلاوة العامة هامشية عمليا. وتطلب الادارة من اسرائيل التزاما بعدم طلب علاوات خاصة من الكونغرس تتجاوز المساعدات التي يتفق عليها. اما اسرائيل فترى في حقها في التوجه الى الكونغرس مرونة لا يجوز لها أن تتخلى عنها.
الاختلاف في فهم القيود المالية في ميزانية الولايات المتحدة: تشير الادارة الى التقليص في ميزانية البنتاغون والى الصعوبة في تقديم المساعدات الامنية لحلفاء آخرين (اسرائيل تتلقى اكثر من نصف المساعدات الخارجية الامريكية). اما اسرائيل بالمقابل فتشير الى التأييد الاستثنائي لها في الكونغرس والى المنافع الامنية للولايات المتحدة كنتيجة لتعزيز قوتها.

الاختلاف في تقدير سياسة الادارة التالية: تشير ادارة اوباما الى المصاعب التي ستكون لكل ادارة مستقبلية – جمهورية كانت أم ديمقراطية – لزيادة المساعدات لاسرائيل، وتشير الى تصريحات ترامب حول أن “على الدول التي تتلقى المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة أن تدفع مقابلها” كمثال على ذلك. أما في اسرائيل المقابل، فيقدر الكثيرون بان كل ادارة مستقبلية تقريبا ستغير الموقف السلبي لاوباما تجاه الشرق الاوسط وسترى في تعزيز اسرائيل جزء لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية.

الاختلاف حول التركيبة الداخلية للرزمة: منذ الغاء مشروع طائرة هلفي في نهاية الثمانينيات سمح لاسرائيل بان تستبدل نحو ربع المال الدولاري بالشيكل لغرض مشتريات من الصناعات الامنية الاسرائيلية سبق أن تضررت. اما الادارة فتؤيد الغاء هذا الترتيب في رزمة المساعدات، حتى وان كان بالتدريج. ويدور الحديث عن مس شديد بالصناعات الامنية المحلية وعبء بمقدار 3 مليار شيكل على ميزانية الدفاع.

الربط بالموضوع الفلسطيني وبإرث الرئيس: يخشى نتنياهو من أنه اذا منح اوباما فرصة لان يثبت مرة اخرى تأييده الذي لا جدال فيه لامن اسرائيل من خلال الاتفاق، فان الامر سيسهل على الادارة العمل في الساحة الفلسطينية حتى في مواضيع لا يوجد فيها اتفاق مع اسرائيل.

الاختلاف في موضوع الثقة الشخصية: العلاقات بين اوباما ونتنياهو تعاني من نقص اساسي في الثقة نشأ مع السنين وبلغ ذروته في المواجهة بين الرجلين بعد الاتفاق النووي مع ايران. ويجعل انعدام الثقة صعبا على قدرة الزعيمين في الوصول الى لقاء قمة يحسمان فيه المسائل المركزية للمساعدات الامنية.

  لقد اتخذت حكومة اسرائيل في صيف 2015 نهجا كديا حيال الادارة وادارت كتفا باردة للاقتراحات الامريكية لاعطاء جواب أمني شامل للمخاطر النابعة من الاتفاق مع ايران. اما رفض البحث مع وزير الدفاع في موضوع التعويض لاسرائيل قبل اقرار الاتفاق والتصويت عليه، وكذا الخطاب الاستفزازي في الكونغرس، فقد اضعفا موقف اسرائيل جدا.

تجد اسرائيل نفسها في بحث احادي البعد عن المساعدات وليس في بحث شامل في جملة المسائل الهامة لامنها، وذلك امام ادارة مصابة واكثر تصلبا في مواقفها. نوصي باستئناف الاتصالات مع الامريكيين للوصول الى توافقات شاملة في المواضيع الامنية، وعلى رأسها الجواب على التهديد الايراني طويل المدى، الحفاظ على التفوق النوعي الاسرائيلي، رفع مستوى مكانة اسرائيل في مواضيع الاستلهام الايديولوجي والاستخباري واتفاق امني يزيد المساعدات لاسرائيل بشكل حقيقي وليس رمزيا، لا يمس بصناعاتها الامنية ويحافظ على حقها في طلب علاوات من الادارة التالية والكونغرس، اذا ما تجسدت التوقعات المتشائمة عن تعزز ايران، داعش او انعطافة سلبية اخرى في المنطقة.

يديعوت   2/5/2016

تصميم وتطوير