نعم نبكيك حلب لكن دون دموع- كتب: سامر عنبتاوي
حاولت ان لا اكتب عن هذا الموضوع و لكن كم هو مستفز ان نرى و نسمع هذا الكلام ...من مثقفين و من وطنيين ومن متدينين و من يساريين !!
ماذا يحصل في حلب ؟! اختزلت الدنيا في حلب ...من منا لا تهز انسانيته و مشاعره الدماء الغزيرة ؟! من منا يقبل الموت للآخرين ؟! من منا ( يتلذذ) بالعذابات و القهر ؟؟ اتمتلكون الحقيقة المطلقة و الآخرون كافرون ..ساديون ..مستهترون بالدم البشري؟! هل الموت في نظركم اصناف ؟؟ هل الدم في نظركم الوان ؟؟ صنف يمني و صنف ليبي و لون حلبي و لا لون و لا صنف للدم الفلسطيني !!! اتبكون و تعتقدون اننا لا نملك الدموع ؟؟ اتصدقون ان من يحب وطنه و يدافع عن انسانيته و ارضه ممكن ان يكون دموي و مؤيدا لعذابات الآخرين ؟؟!!
نعم الموت في حلب نمقته و نكرهه و لكن نتكلم بلغة العقل و المنطق ..اتحشرون المسؤولية بمن تختلفون معه سياسيا ؟؟!! و لا ابريء احدا من الدم و لكن ما المعادلة و ما الاسباب و ما النتائج ؟؟!
اما ان نكون طائفيين مثلكم و الا فاننا مجرمين؟؟!
اما نكون تابعين مهادنين لمن يتآمرون علينا و يبيعون دمنا فنرضى عن تحطيمهم لليمن و تدميرهم لليبيا . . و تآمرهم على العراق ..و نجلس معهم في دائرة البكاء و العويل على ما اسسوه في سوريا ؟؟
هل حلب اشعرتكم بالمأساة ؟ الم يذبح مئات آلاف السوريين و يهجر الملايين منها ؟؟
انزعوا الاسد و الحكم في سوريا و اضمنوا لاهلها السلام و الطمأنينة ...من يضمن ان لا تصبح كما ليبيا بعد نزع الحكم و كالعراق بعد ( التحرير ) و اليمن بعد ( التغيير) ؟
لا ادافع عن احد سوى انسانيتنا و عقولنا التي لا تخدع بالاعلام الموجه ..
ارى فلسطين على المذبح و الاحتلال يشحذ الاسنان للضم و انهاء الوجود ..و الكثيرون يذرفون الدموع على حلب ..
فيا حلب بحثت عن دموع تبكي ضحياك فلم اجد فقد جفت الدموع على ما احرقوه امام اعيننا ...يا حلب لا نرضى لك و لكل امرأة و طفل فيك الهوان او الذل و لا نرضاه لاحد ..و لكن نعي ما يحصل حولنا ...نعم نبكيك حلب و لكن دون دموع .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء