نهاية التأييد الالماني.. واسرائيل لا تريد ان تعرف

03.05.2016 03:51 PM

وطن: كتب  نحمان شاي

سياسة اسرائيل الخارجية تقف على قدمين دوليتين – الولايات المتحدة والمانيا. هاتان الدولتان تحملان على اكتافهما في احيان كثيرة وزر الاخطاء والاخفاقات الاسرائيلية وتسمحان لها بالخروج منها بسلام. ولكننا اعتدنا على أنه اثناء ولاية الرئيس براك اوباما، القدم الامريكية ترتعد احيانا. ولم تعد اسرائيل ترى التأييد الامريكي أمرا مفروغا منه. هذا حدث في الاتفاق مع ايران، التدخل الامريكي في سوريا والموقف من مصر وغير ذلك. وفي المقابل، فيما يتعلق باوروبا، كانت الفرضية هي أن المانيا ستؤيد اسرائيل دائما بالنار والماء. ولكن الامر لم يعد كذلك، حيث تبين في هذا الاسبوع أن القدم الثانية لالمانيا بدأت في الارتعاد. خلال اسابيع معدودة نشرت الصحف “بيلد” و”دير شبيغل” مقالات تحمل تساؤلات حول علاقة اسرائيل والمانيا، وطرحت الشكوك حول التأييد التلقائي لاسرائيل.

منذ فترة طويلة، العلاقة بين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باردة. ميركل الصديقة الاكبر لاسرائيل من بين قادة اوروبا “بطنها مليئة” على سياسة اسرائيل في المناطق وبسبب عدم التقدم في المفاوضات السلمية. هدم المنازل وخطط البناء والموجة الارهابية الاخيرة تجعل المانيا مرة تلو الاخرى تنتقد اسرائيل. وكالعادة يقال هذا الانتقاد بأدب كبير، الامر الذي يسمح للمستمع الاسرائيلي بعدم الاستماع أو عدم الفهم. ولكن بين السطور يظهر عدم الرضا. نقطة انطلاق ميركل هي أن الاستمرار في السيطرة على المناطق يهدد أمن اسرائيل ويزيد عزلتها الدولية.

من ناحية، المانيا تلتزم بأمن ووجود اسرائيل بشكل قوي. ولم يأت بعد الرئيس الالماني الذي يتجرأ على زعزعة ذلك. والالمان يزيدون ايضا من شراء الوسائل الامنية من اسرائيل ويساعدونها على شراء السفن السريعة من اجل الدفاع عن المياه الاقتصادية. ايضا في المنصات الاوروبية حيث تقوم المانيا بتخليص اسرائيل من المشكلات بشكل دائم، حتى الآونة الاخيرة. هذا حدث في موضوع “وسم المنتجات”، فقد رفعت المانيا يديها وهي لم تفرض ذلك على اراضيها لكنها سمحت لدول اخرى فعل ذلك.

من ناحية اخرى يؤكد الكثير من الالمان أنه لا يمكن تأييد اسرائيل اذا لم تبادر بنفسها من اجل حل الدولتين. الحل الذي تلتزم به المانيا. الجمود السياسي لا يفيد. حتى الآن قيلت الانتقادات في الغرف المغلقة وبدأت مؤخرا تخرج الى الخارج. لذلك قالت ميركل إنها تفهم أبو مازن، وتفهم خيبة الأمل.

إن من يتابع الردود والتصريحات الالمانية سيلاحظ التصعيد نحونا. الالمان يفهمون أن اللحن هو الذي يصنع الموسيقى، وهم يغيرون اللحن. وليس صدفة أن هذا الامر يجد تعبيره في وسائل اعلام بارزة جدا في المانيا. هذه طريقة لوضع مرآة أمام اسرائيل كي نرى شكلها.

اسرائيل كعادتها تغلق أعينها. العلاقة مع المانيا، خلافا لباقي دول العالم، مبنية على تاريخ بشع يلزم المانيا بعد سبعين سنة على انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأنا أوصي بعدم الاعتماد كثيرا على ذلك.
علاقة الرأي العام في المانيا ونظرته الى اسرائيل أقل حميمية من المستوى القيادي. لدى الشبان البعيدين سنوات طويلة عن الكارثة ولهم تحفظات اخلاقية حول حكمة وعدالة احتلال شعب آخر ومصادرة حقوقه.

وكمن يقف على رأس مجموعة الصداقة البرلمانية، اسرائيل – المانيا، أنا أسمع ملاحظات انتقادية ايضا من اعضاء البوندستاج خاصة من الشبان. ملاحظات كهذه لا يمكن أن تمر دون الاستماع لها. في نهاية الشهر سيخرج وفد من الكنيست الى المانيا من اجل النقاش مع نظرائنا في اطار ما يسمى “برلمان – برلمان”. ومن الواضح أننا سنسمع ملاحظات كهذه. من يتوقع مثلنا من المانيا أن تدير علاقة خارجية تعتمد على الاخلاق، لا يسمح له منعها من استخدام هذه السياسة تجاه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. هذه لا يمكن أن تكون سياسة خارجية انتقائية.

مثل العلاقات التي تدهورت مع الولايات المتحدة، الحديث هو عن عملية، العمليات تستمر احيانا فترة طويلة ومن الصعب التنبؤ متى ستتحول الى قرارات (ضدنا). نحن في هذه الطريق. وقد وصلتنا دعوة صحوة هذا الاسبوع: هل استيقظ أحد ما في القدس.

غلوبوس   3/5/2016

تصميم وتطوير