لا يمكن أن تتنازل اسرائيل عن هضبة الجولان أو أن تقوم بتقسيم القدس

03.05.2016 02:54 PM

وطن: كتب  موشيه آرنس

الحدود المصطنعة التي رسمها مارك سايكس وفرانسوا بيكو في 1916 لم تختف بعد، لكن مثل جنود قدامى – فهي تلاشت ببساطة. العراق يشتعل وسوريا تتفكك وداعش الذي يعمل في سوريا والعراق محا الحدود بينهما.
تيم ارينغو، رئيس “نيويورك تايمز″ في بغداد كتب أن الوضع الحالي في العراق “يثير سؤالا مقلقا للمراقبين من الخارج منذ نحو 100 سنة وهو هل سينجح العراق في أن يكون ذات يوم دولة تعمل وتعيش بسلام مع نفسها؟”. والسؤال نفسه مطروح بالنسبة لسوريا التي أقيمت كجزء من اتفاق سايكس بيكو. الدولتان هما نتاج اصطناعي أقامتهما بريطانيا وفرنسا عندما كانتا قوتين عظميين.
يبدو أن هناك استدامة في اغلبية دول العالم بشأن الحدود الاصطناعية التي وضعت في حينه على خارطة الشرق الاوسط. استدامة لا تريد التسليم بالواقع الميداني. الولايات المتحدة مستمرة في الاستثمار في العراق في محاولة للحفاظ عليه كدولة واحدة يعيش فيها السنة والشيعة معا والاكراد ايضا. جهود مشابهة تقوم بها الولايات المتحدة وروسيا من اجل تحقيق اتفاق يعيد سوريا الى ما كانت عليه في السابق.

ولكن المذابح تستمر والجهود لا تثمر. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ألم يحن الوقت للتخلص من استدامة الحدود الاصطناعية التي تم وضعها قبل مئة سنة؟.

هذا السؤال يسري ايضا على هضبة الجولان. الحدود بين اسرائيل الانتدابية تحت السيطرة البريطانية وبين سوريا الانتدابية تحت السيطرة الفرنسية وضعت في المفاوضات بين القوتين العظميين في 1923. التقسيم الجديد غير الحدود التي تم وضعها في اتفاق سايكس بيكو الاصلي ونقل الجولان. على مدى 44 سنة كانت هضبة الجولان جزء من الاراضي السورية، في البداية كانت تحت الانتداب الفرنسي وبعد الحرب العالمية الثانية اصبحت جزءً من سوريا المستقلة. وفيما بعد انتقلت المنطقة الى السيطرة الاسرائيلية في اعقاب الهجوم السوري على اسرائيل في 1967. منذ 49 سنة والجولان هي جزء من اسرائيل. وفي سنة 1981 أصبح يسري عليها القانون والحكم الاسرائيلي. رغم أن المجتمع الدولي لا يعترف بالضم، إلا أن الحقائق الميدانية تتحدث عن نفسها. القانون والنظام يسود في الطرف الاسرائيلي في الوقت الذي يستمر فيه القتل منذ خمس سنوات في الطرف السوري.
الرفض الدولي للاعتراف بالتغيرات التي حدثت في الميدان لا يقتصر فقط على العراق وسوريا وهضبة الجولان، بل يشمل الطلب المتشدد بأن تكون حدود وقف اطلاق النار التي اتفقت عليها اسرائيل والاردن في 1949 هي حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، ورفض الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل.

حسب القانون الثاني للديناميكية، لا توجد في الطبيعة عمليات قابلة للعودة الى الوراء. لا شيء يعود الى وضعه الاصلي. يبدو أن هذا القانون لا يسري على العلاقات الدولية، لكن الاستثناءات فيه قليلة.

واذا شئتم أم لا، فان اسرائيل لا تنوي ترك الجولان. إنها لن تعطى لأيدي الارهابيين من داعش أو أي طرف ينجو من حمام الدم في سوريا، والقدس ستبقى عاصمة لاسرائيل، وليس من المعقول أن تتحول حدود وقف اطلاق الى حدود دائمة لاسرائيل.

جلسة الحكومة في معاليه جملا في الجولان، واعلان رئيس الحكومة بأن هضبة الجولان ستبقى جزءً من اسرائيل بشكل دائم، لم يكونا أمرا فارغا من المضمون. لقد كان هذا دعوة للعالم كي يعترف بالحقائق على الارض. وفكرة أنه يمكن اعادة ساعة التاريخ وأن عمليات تاريخية قابلة للعودة الى الوراء وأن الحدود التي تم وضعها باستعراض للعضلات من قبل قوات خارجية، ستتحول مع الوقت الى حدود دائمة، هو شيء سريالي. ومع الوقت الجميع سيعترفون بذلك.

هآرتس   3/5/2016

تصميم وتطوير