حين يؤجر بعض المتثاقفين رؤوسهم

03.05.2016 08:39 PM

وطن:  كتب جبريل محمد

حين كتب فيصل دراج عن بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينية، لم يعرج ولو قليلا على بائسين ممن يلبسون ازار الثقافة ويدعون انهم من خارجها، فاذا بهم في مستنقع البؤس عنوانا، كثير من المثقفين، ممن كتبوا على ظهورهم للبيع، ووضعوا كل عناوين اتصالهم تحت الاعلان، ينبرون لقضايا مستحقة الدفع، ويشهرون اي اشيء الا اقلامهم، فهم يكتبون بأقلام غيرهم ورائحة النفط تزكم العقول والانوف من كتاباتهم.

في "البدوي الجديد" يكتب ارزقي عن زيارة كتاب فلسطينيين الى دمشق واجتماعهم برسميين سوريين، يصفهم بقلة الحياء، وكأن الموثقف هنا محسوم هو ان " نسند بعير بن عبد العزيز او جاموس قطر" ان نسند التخلف، داعي الحداثة معن البياري وسيده "القومي الكبير" في الدوحة يستلون سيوفهم الان مدافعين عن الوهابية، ونتحدى اي منهم ان يقدم رؤيته الحقيقية خارج ما يستأجرون لأجله عن الوهابية، انهم يفتعلون معارك خارج الثقافة وباتوا مداحين نواحين في قصور السلاطين، ولا يغرنا كل ما يرمونه من مصطلحات هنا وهناك تشي بحداثة مفتعلة، وهم ليسوا سوى سماسرة فكر ومروجي بضاعة من يدفع لهم.

اكثر من متثاقف كتب حول الموضوع وكمظاهرات الاعتصام في الناصرة او في رام الله التي لم تتعد العشرات، شنوا هجومهم على صاحب "العشاق" وعلى ابو خالد وغيره ممن يتخذون موقفا هو في النهاية قابل للحوار وليس الاتهام، فلا خيل ولا مال لدى سوريا اليوم تعطيها لهؤلاء، امام كل النفط السائل من بنوك الارتزاق النفطي، مظاهرة من المقالات لا تملك سوى الشتيمة، ولا تملك سوى الاتهام، فيما لم يفتح هؤلاء معركة ثقافية فلسطينية واحدة ضد التطبيع، كما لم يقدموا فكرة جدية تسند حالة المقاومة الوطنية، كل همهم ان يهاجموا الحكم السوري، حتى لو انزلقت اقلامهم الى تمجيد كل المتخلفين والاصوليين والقتلة الآخرين، لقد اثبتوا انهم ابواق ليس الا.

هل اغاظت الزيارة معن البياري وكل مقاله يتمحور حولها؟ وهو ينعم بزيارات القصور مثلا؟ وماذا قال الكتاب، عن سورية" انها قلب العروبة" هذا لا يحتاج الى اثبات فهو حقيقة اثبتتها سوريا البلد التي يراد لها ان تجثو على ركبها راكعة امام سلطان اسطنبول، ومتحجرات الخليج، ولا غرو ان النظم تتغير ، لكن ما تدافعون عنه هو تفتيت سوريا يا دعاة الوحدة، هو تدعيش سوريا يا دعاة الحداثة والعلمنة، هو ان تركع سوريا للأعداء وان تكون ضمن حلف جديد فشل في خمسينات القرن الماضي وها هي صياغته تعاد من جديد في تحالفات علنية مع الاحتلال.

لم يذهب الاربعة الى سوريا كي يقبضوا، بل دفعهم موقفهم وهذا معروف عنهم تاريخيا، فيما تنقل البياري من بنك الى بنك ولا نقول من خندق الى خندق، كي يرضي ولي النعمة.

ندرك تماما ان هناك من دفع الكثير الكثير وقدم المغريات للكثير كي يشتري مواقف مثقفين فلسطينيين، وانه في احيان استطاع ان يشتري ونجح وفي احيان اخرى كان امام مثقفين غير معروضين للبيع. وباتت النغمة معروفة فقد باتوا كعلماء السلاطين، يتحركون ويفتون بأوامر، وبالتالي باتوا رهائن الاوامر من خارج الارادة الفعلية.

عذا الامر يستدعي الوقوف امام هذه الحالة السائلة من تخلي المثقف الفلسطيني عن مهمته، وليطفوا على زبد الليبرالية الجديدة، ويصبح هو في واد وهموم الناس في واد آخر. هذا الامر يستدعي من المثقفين العضويين ان يتصدوا لحالة تعميم الارتزاق وان يدفعوا باتجاه محاصرة هذا الوباء الذي ينتشر تحت ظل الفاقة وغياب المؤسسة، وغياب اي ميثاق شرف بين المثقفين يحمي الثقافة الوطنية والقومية من ان تعرض قي أسواق النخاسة الثقافية.

كان اولى بالبياري ان يقيس مقدار الحياء المتبقي لديه، قبل ان يرمي الآخرين بدائه وينسل... عيب ... لان من يقف مدافعا عن التخلف بستار من الحداثة ما هو الا باش كاتب في محكمة قراقوشية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير