آفاق التغيير والجيل الشاب
كتب: عقل أبو قرع
مع انسداد الافق السياسي، على الاقل في المدى القريب، وتعثر المبادرة الفرنسية، وألمؤتمر ألدولي، أو زخم ألتوجة الى مجلس ألامن، ومع تواصل ألجمود وألواقع على الارض، ألا ان هناك مؤشرات عديدة ومتنوعة وعميقة وذات اثر بعيد المدى، ربما دلت عليها ألاحداث الاخيرة أو ألهبة ألاخيرة، ومن اهم هذه المؤشرات، هو القدرة الهائلة التي ما زال يتمتع بها الناس، وبالاخص الجيل الشاب، على اخذ زمام المبادرة، وبالتالي القدرة على احداث التغيير، وبشكل جذري وبعيد المدى، وبشكل غير متوقع، وبعيدا عن مشاريع وخطوات النخب السياسية، بكافة اطيافها واطرافها وخبراتها وتأصلها وانتشارها وشعاراتها وخططها؟
وهذه القدرة العجيبة والهائلة، تأتي في ظل اوضاع وأمورمعقدة ومحبطة وغير مشجعة، سواء على الصعيد الداخلي، حيث الانقسام والتفتت والتشتت وتواصل المهاترات والادعاءات وتحميل المسؤولية لهذا الطرف او لذاك، أو على صعيد الوضع العربي القاتم والدامي، سواء أكان ذلك في سوريا أو في العراق أو في اليمن أو في ليبيا أو غيرهما، أو الوضع العربي المنشغل وحتى الرأس بقضاياة وبامورة الداخلية، مثل ما يتم في مصر وتونس والخليج وغيرهما، او حتى في ظل وضع دولي معقد ومنشغل سواء بما يجري في بلدانة او حدودة، او بالتدخل ألروسي في سوريا، او بمعضلة اللاجئين الذين باتت الشغل الشاغل والهاجس الاكير لاوروبا ولغيرها؟
ومن المؤشرات التي أفرزتها أحداث ألهبة ألاخيرة ولو بشكل محدود، وربما كما حدث خلال الانتفاضة الاولى، هو أخذ الناس بأيديهم زمام المبادرة، اي عدم انتظار تعليمات او خطط او اجتماعات على مستوى القيادات، وبغض النظر عن اطياف هذه القيادات، وبالتالي التنسيق العفوي والانتشار العفوي والمترابط للاحداث جغرافيا وديمغرافيا، بعيدا عن انتظار قرار سياسي موحد، او اتفاق فصائلي على برنامج، او حتى انتظار ما سوف يتمخض عن مفاوضات المصالحة وغير ذلك من المصطلحات التي سأمها الناس.
وبدون شك، وسواء تواصلت هذه ألهبة، او تفاقمت، او خبت، فأن من اهم دلالاتها او دروسها، هو القدرة على احداث التغيير، أو القدرة على أخذ زمام المبادرة لاحداث التغيير، بعيدا عن انتظار قرارات أو خطط أو مناورات، وبعيدا او تناسيا لما يتم في الواقع العربي وعلى صعيد العالم، وانها تؤشر على أن الاستقرار والسلام الذي عم الوضع عندنا ومن حولنا، هو استقرار هش، في ظل جمود سياسي وفي ظل ممارسة واقع على الارض، سواء في القدس او في غيرها، وبأن الامور حين تصل الى حد ما، فأنة لا يمكن لاحد ايقافها، او منعها او حتى احتواءها او محاولة السير معها، وبالاخص ان هناك جيلا شابا يطمح وعلى أستعداد لقيادة التغيير؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء