«صباحي» لـ « البديل»: النظام يهمه أمن إسرائيل.. ولا يعنيه المواطن

25.05.2016 03:46 PM

وطنمرة أخرى عاود حمدين صباحي هجومه على الحكومة الحالية وعلى أدائها خلال الفترة الماضية، بجانب اعتراضه على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي من شأنها التنازل علي جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي، مؤكدًا أنه لا توجد أي جهة تمتلك حق التنازل عن الجزيرتين، وأن النظام الحالي يتبع نفس خطوات الحزب الوطني.

في البداية كيف تقيم أداء الحكومة الحالية ؟

الحكومة الحالية ليست لديها رؤية أو خطة واضحة، حتى برنامجها الذي قدمته إلى مجلس النواب لم يتضمن حلولًا حقيقية على أرض الواقع، وكان مجرد أفكار ومقترحات  دون دارسة ودون فكر جديد يغير من الأزمات والتحديات التي تواجه الدولة، بجانب أنه افتقد الخطوات المحددة للاستفادة من موارد الدولة وحل المشاكل والأزمات.

بعد مرور 6 أشهر كيف ترى أداء مجلس النواب؟ وهل حقق المطلوب منه؟

مجلس النواب الحالي هو الآخر لم يشكل رقمًا مؤثرًا في المعادلة السياسية. وهناك عدد قليل جدًّا من النواب يستحق الاحترام، ولكن هذه المجموعة لا تستطيع إحداث تأثير في أداء المجلس، وهناك نواب ينادون بالتطبيع، وهذا مرفوض، والناس تتعامل مع المجلس الحالي بمبدأ “الضرب في الميت حرام”.

دعا الرئيس السيسي في خطاب إلى “سلام دافئ” مع الكيان الصهيوني، كيف ترى ذلك؟

لا يوجد سلام مع كيان صهيوني محتل، اغتصب الأرض،  ويمارس انتهاكًا لكل المواثيق يوميًّا أمام المجتمع الدولي، دون أن يحرك أحد ساكنًا لمساعدة الشعب الفلسطيني في حق العودة وحقه في أن يعيش آمنًا من العدوان المستمر والسجن والاعتقال والأسر. وهذا ما تمليه علينا أخلاقنا ومبادئنا كشعب عربي، وما ينص عليه القانون الدولي “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، هذا ما يجب الحديث عنه، وليس عن سلام دافئ مع هذا الكيان.

هل انعكس الحديث عن السلام الدافئ إلى واقع، أم أنه كلمة في خطاب؟

العلاقات المصرية الإسرائيلية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، بجانب أن تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي تعكس إعجابه بطريقة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الذي يسميه السيسي “الرئيس الشهيد”، وقال إن كامب ديفيد شيء عظيم في تاريخنا العربي. ولكننا نرفض هذه الاتفاقية، ولن نعترف بأنها شيء عظيم، ونرفض دخول أي طرف جديد فيها، ونطالب بإلغائها.

وأعتقد أننا أمام سلطة تقاد باتفاقية كامب ديفيد، وتعمل على دخول أطراف جديدة بها. واتفاقية ترسيم الحدود إحدى هذه الخطوات؛ لجعل إسرائيل هي القوى الأكبر في المنطقة، في الوقت الذي يتم فيه تهميش مصر.والمخجل أن المتحدثين باسم الدولة المصرية يرددون هذا، ويحاولون إقناع المواطن أن مصر ليس لها دور في المنطقة. وهذا الكلام جاء علي لسان رئيس الجمهورية بأن مصر ليست بحاجة لدور ريادي، وأكد وزير الخارجية الحالي نفس الكلام. وأتعجب: إن لم يكن لمصر دور ريادي وقيادي في قلب المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط، فماذا سيكون دورها كدولة بهذا الحجم؟! وما الدولة التي سيكون لها دور ريادي؟ إسرائيل بالطبع، وهذا هو جوهر ما يحدث الآن حول دفء السلام، أي دفء؟! السلام لم يكن باردًا، حتى يدفأ. فخلال الفترة الماضية كان هناك تقارب غير مسبوق وعودة للعلاقات الدبلوماسية والسياسية.

هذا التقارب غير المسبوق هل هو تحول في سياسات الدولة تجاه إسرائيل؟

نعم هناك نقلة في العلاقات بين مصر وإسرائيل، والأخبار والتقارير الرسمية تؤكد هذا، بجانب أن حديث السيسي عن السلام مع إسرائيل هو تمهيد لمزيد من التعاون  المشترك ومرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين. وهذا  يعكس أن الدولة تفعل ما “يغيظ ” المواطن، وأن اهتمامات ومشاكل المواطن ليست في قائمة أولويات الدولة التي كانت عليها حل مشاكل الشعب، كالبطالة وتعيين المزيد من الشباب العاطل وخلق فرص عمل، أو تطوير التعليم، آو تحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية والانتقالية التي نص عليها الدستور، أو التصدي لجشع التجار وحل مشكلة غلاء الأسعار.

أما الحديث عن أمن إسرائيل فلا يعنينا في شيء، ما يعنينا أمن المواطن والأسر الفقيرة، وهذا هو دور الدولة في المقام الأول، وليس السلام الدافئ مع إسرائيل.

وماذا عن التنازل عن تيران وصنافير؟

تيران وصنافير مصريتان، والحكومة الحالية آو مؤسسة الرئاسة آو حتى البرلمان لا يمتلكون حق التنازل أو التفريط فيهما. حتى الشعب المصري لا يمتلك الحق في التصويت أو الاستفتاء عليهما؛ فهما ملك الأجيال القادمة.

هل تواصلت مؤسسة الرئاسة معك أو دعتك لحضور أي لقاء بين الرئيس والقوى السياسية؟

هذا لم يحدث، ولم أتلقَّ أي دعوة على مدار الفترة الماضية.

ماذا عن البديل السياسي الذي أطلقته خلال الفترة الماضية؟

موجود، ونعمل علي التواصل مع القوى السياسية؛ لتشكيل بديل مدني يكون موجودًا في الساحة السياسية. ونحن كمعارضة علينا خلق البديل والتواجد في المشهد وتدريب وتوعية المواطن، ونحن ندرك آن الطريق طويل وصعب، وعلينا أن نتحمل كل شيء في مقابل تحقيق ما نحلم به بإيجاد بديل سياسي قوي يكون موجودًا في المشهد.

بجانب أننا جربنا البديلين الموجودين البائسين في الساحة السياسية، أولهما نظام مبارك الذي ثرنا عليه في 25 يناير، والثاني نظام الإخوان الذي ثرنا عليه في 30 يونيو. ولكن للأسف نظام مبارك ورموزه أصبحوا هم من يقودون المشهد حاليًّا بنفس أساليبه وطريقة تفكيره.  وهذان البديلان لا يريدوان بديلًا ثالثًا.

هل تصنف نفسك كمعارض للنظام الحالي؟

نعم، أصنف نفسي من معارضة النظام. وهذا طبيعي؛ فهناك مجموعة تحكم، وأخرى تكون خارج السلطة، البعض منها يشكل المعارضة.

ماذا عن وزارة الداخلية والأزمة التي كانت طرفًا فيها ؟

وزارة الداخلية أصبحت خصمًا وأداة يعاقب بها الشباب  وكل من يحاول التعبير عن رأيه، بجانب أن هناك العشرات أو ربما المئات من الحوادث والانتهاكات التي تمارس ضد المواطن، وللأسف هذه الانتهاكات تهين دماء شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الإرهاب.

وبما أنك صحفي وسياسي، كيف ترى أزمة نقابة الصحفيين الأخيرة؟

ما حدث هو عدوان عاشم علي النقابة، ويعكس سياسات الدولة في تحجيم الرأي، وهو المتوقع في مثل هذه الظروف؛ فالنظام الذي يطبع ويسعى لسلام دافئ مع إسرائيل، لا بد أن يحاول تحجيم الحريات وتضيق الخناق على حرية الرأي والتعبير، ويحاصر النقابات. ونحن نتوقع المزيد من القمع وكبت الحريات، وسنقاوم حتى نحقق مطالبنا. وتعودنا في مثل هذه المعارك على أنها تأخذ وقتًا، وسننتصر في نهاية الأمر.

البديل

تصميم وتطوير