هل اغلق الواقع على نتنياهو

28.05.2016 05:21 PM

وطن:  كتبت  كارولينا ليندسمان

     قالت وزارة الخارجية الامريكية ان الائتلاف الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل يطرح لديها تساؤلات “عن الاتجاه الذي يحتمل أن تكون هذه الحكومة تسير فيه والسياسة الكفيلة بان تتبناها”. اما في اسرائيل فلا توجد تساؤلات. خطوة بنيامين نتنياهو توصف بتعابير البقاء السياسي الصرف.
        

“هذا الغيتو الفلسطيني يجب أن يفتح”، دعا مقال افتتاحي لـ “هآرتس″ عني بالحصار على غزة (16/5)، ومع الف فرق فان الغيتو الوطني ايضا (مع مطار) والذي كان من قبل “الوطن القومي للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل” ملزم بان يفتح. الجدار الامني الذي يلف الغيتو الغزي وان كان يخنق اسرائيل اقل مما يخنق غزة، الا انه من الصعب تجاهل وجه الشبه الشديد بين ثمار اليأس التي تنبت في غزة وفي الضفة وتلك التي تنبت هنا: تحريض منفلت العقال، عنصرية، عنف اجرامي؛ بما في ذلك العمليات الفردية، الاطفال الذين يحوزون سكاكينهم ومقصاتهم، ومنفذي عمليات الفتك الجماعية، حارقي البشر، ضارب العرب وابننا جميعا اليئور أزريا.
        

  يحب نتنياهو ان يتبجح بالشجب من الحائط الى الحائط للعنف اليهودي. ولكن العالم كله يرى جيدا الاسناد الذي يمنح لمنفذي العمليات اليهود الافراد، ما هو عقاب وزير دفاع يشجبه حقا، واي رسائل ترسل الى رئيس الاركان ونائبه اللذين يتحدثان ضد عنف الاطفال وحل اللجام الاخلاقي. كما أن العالم يلاحظ المنفى السياسي الذي يلقى اليه محبو السلام الاسرائيليين، والمستائين السياسيين الذين يهمسون بالصلوات العنصرية للدين السياسي السائد لدى بنيامين نتنياهو.
          ان حساسية رئيس الوزراء لقوة التحريض في السلطة الفلسطينية وفي الاسلام المتطرف يمكن أن تنسب فقط لتجربته الطويلة كمحرض. فاذا كان ابو مازن وزعماء الدين المتطرفون يتحملون بالفعل المسؤولية عن التحريض والعنف الفلسطيني، فمن يتحمل المسؤولية عن التحريض والعنف في الشبكات الاجتماعية الاسرائيلية وفي الشوارع، ومحاكم التفتيش في جهاز التعليم؟ أهي أم اليئور أزريا؟
       

   “أنا فخور في أن أكون رئيس وزرائكم”، هكذا هنأ نتنياهو الشعب بمناسبة يوم الاستقلال، “وكلنا فخورون بدولتنا”. ولكن اناسا كثيرين جدا في اسرائيل كفوا منذ زمن بعيد عن أن يكونوا فخورين بدولتهم، بحيث أن نتنياهو يكذب لشعبه في افضل الاحوال، وان لم يكن يكذب على نفسه – ولا يتنكر في قلبه للوضع البشع لشعبه في دولته المنبوذة – فهل هناك أي أمل في أن يفهم نتنياهو بان الواقع أغلق عليه، ولم يتبقَ له سوى الحرص على بقاء الدولة، إذ أنه بدونها لن يعود هناك أي معنى لبقائه السياسي.
      

    هل ادخال ليبرمان الى الائتلاف هو بالضرورة مؤشر على أن وجهة رئيس الوزراء ليست نحو السلام؟ ام انه ربما يفهم بانه من أجل ان يتقدم نحو الحل الذي ينطوي على تقسيم البلاد واخلاء المستوطنات يحتاج الى جانبه اليمين – وكلما كان اكثر تطرفا كان افضل؟ فنتنياهو يعرف من بالضبط ينبغي له ان يهديء روع الرعاع السياسي في اسرائيل – في تلال يهودا والسامرة، في ضواحي الخليل، في بلدات المحيط الاقتصادي، الجغرافي والثقافي لاسرائيل. فنوازعه ستحتدم فقط اذا ما تجرأ رئيس الوزراء على السير في الاتجاه السليم، وبالضبط من اجل هذا يحتاج ليبرمان ونفتالي بينيت. فتأييد هرتسوغ والوسط – اليسار لخطوة سياسية مضمون مسبقا.
       

   “كل موضوع اشكالي سيكون على الطاولة – الاعتراف المتبادل، التحريض، الحدود، اللاجئين ونعم، المستوطنات. كل شيء”، قال هذا الاسبوع نتنياهو ورئيس وزراء فرنسا مناويل فالس، حين اقترح الحديث مباشرة مع ابو مازن بدلا من المشاركة في مؤتمر يخطط له الفرنسيون. هل يسمح لها بان نكون واثقين بان الحديث يدور عن قول غايته “البقاء السياسي”؟

هآرتس   27/5/2016

تصميم وتطوير