وثائق عن الانفاق من غرف التحقيق

28.05.2016 05:27 PM

وطن: كتب عوديد شالوم وايلانا كوريال

بأجر يبلغ 200 دولار شهريا ومع كونغو ومجرفة وأنبوب تنفس، يقوم حافرو الانفاق ببناء شبكة منها لحماس من اجل الحرب القادمة 
محمود عطاونة من جباليا، تسلل من غزة الى اسرائيل في نيسان الماضي. ولم يتطلب الامر الكثير من الجهد حيث قام بالزحف من تحت الاسلاك الشائكة. وقد قال لمحققيه أنه أراد قتل جنود.

مدحت أبو سنيمة، من سكان غزة، اجتاز قبله باسبوع بنفس الطريقة، حيث أراد الذهاب الى مصر للبحث عن شقيقه عبد الله الذي انضم الى داعش في سيناء، لكنه شاهد قوات مصرية كبيرة في الحدود وحاول العودة الى القطاع. وخشية من القاء القبض عليه من قبل حماس هرب الى اسرائيل.

شاب آخر لا يمكن ذكر اسمه تسلل الى البلاد قبل شهر من غزة بسبب خلاف مع والده. فقد ضربه الأب لأنه اشتبه فيه بأنه يحاول التقرب من إبنة الجيران. هؤلاء الثلاثة معتقلون الآن في سجن عسقلان بانتظار محاكمتهم. التحقيق معهم من قبل “الشباك” والشرطة أدى الى تقديم لوائح اتهام ضدهم من قبل النيابة العامة في الجنوب.

سكينان بسبعة شواقل

يسكن عطاونة في مخيم جباليا وهو أمي لا يعرف القراءة والكتابة. وقد تسلل وهو يحمل سكينين على جسمه قام بشرائهما من سوق جباليا بسبعة شواقل من اجل طعن اليهود الذين سيلاقيهم، حيث سيدخل الى السجن بعد ذلك فيعيش أبناءه باحترام ويحصلون على المال من السلطة. لأن كل سجين يحصل على راتب شهري.
المحقق: “ما الذي جعلك ترغب في قتل اليهود؟”.

عطاونة: “ما نشاهده في التلفاز، اطلاق النار على الفلسطينيين في الشوارع واعدامهم مثلما حدث مع الجندي في الخليل الذي قتل مواطنا فلسطينيا”.

عطاونة قال إنه انضم الى الذراع العسكري لحماس في 2006 وكان نشيطا حتى 2014. وقد تدرب على استخدام السلاح واطلاق القذائف وبعد ذلك انضم الى خلية “الرباط” التابعة لكتائب عز الدين القسام، الخلية التي عملت ضد المتعاونين وضد دخول الجيش الاسرائيلي الى غزة.

المحقق: “عند دخول الجيش الاسرائيلي، ماذا كنتم ستفعلون؟”.

عطاونة: “كنا سنمنعه من الدخول. فكل واحد منا كان يملك كلاشينكوف وثلاثة امشاط رصاص وعبوات ناسفة”.
لقد تم ارسال عطاونة الى بيت لاهيا للتدرب على الـ آر.بي.جي. وقد اعترف في التحقيق أنه شارك في حفر عدد من الانفاق في شمال القطاع. وأنه حصل في 2007 على مبلغ 150 دولار مقابل المشاركة في حفر أحد الانفاق. وفي 2010 شارك في حفر نفق داخلي لكتائب القسام الذي استمر مدة شهرين. وكان طول النفق حوالي 200 متر تقريبا.
المحقق: “أعطني تفاصيل عن الانفاق وكيف يتم حفرها؟”.

عطاونة: “يبلغ عمق النفق 7 أمتار وطوله 150 مترا. وعرض فتحة النفق متر وفي داخله توجد غرفتان صغيرتان، واحدة للاستراحة والاخرى لقضاء الحاجة”.

المحقق: “كيف يبدو النفق من الداخل؟”.

عطاونة: “النفق يُبنى من الاخشاب وفيه اضاءة. ونحن نستخدم الكونغو والفأس والمجرفة من اجل الحفر. وقد كنا نحفر 3 – 4 أمتار يوميا”.

يقول أحد المطلعين على التحقيق إنه حسب الشهادات يوجد في داخل النفق نقص بالهواء النقي والضوء. وأن العمل صعب من الناحية الجسدية والنفسية. فهم ينزلون الى باطن الارض في الصباح ويخرجون في المساء، في الظلام. وهم يفقدون الاحساس بالزمن”.

المال هو أحد الاعتبارات الاساسية لدى المتسللين. مدحت أبو سنيمة (24 سنة) كان له نفق تجاري على الحدود بين غزة ومصر، وكان يعمل لصالح الجهاد الاسلامي وبعد ذلك لصالح حماس. وروايته عن النفق مثيرة ولافتة. “في 2014 كنت شريكا في احد انفاق التهريب من مصر الى رفح مع خمسة اشخاص آخرين. وقد دفعت لهم 7 آلاف دولار ثمنا للشراكة. وكان طول النفق كيلومتر ونصف، لكن المصريين قاموا بملئه بالمياه في 2016″.

المحقق: “ما الذي قمتم بتهريبه؟”.

أبو سنيمة: “قمنا بتهريب العطور والسجائر والكلاشينكوفات والذخيرة وايضا أنابيب بوزن 50 كلغم من اجل تصنيع الصواريخ و4 أطنان من الزي العسكري”.

المحقق: “هل النفق تابع للقسام؟”.

أبو سنيمة: “النفق هو نفق خاص وتجاري. ولكن في 2014 قامت حماس بوضع بوابة حديدية عليه وبدأت بمراقبة البضائع″.

المحقق: “أي أن حماس كانت تراقب هذا التهريب؟”.

أبو سنيمة: “نعم. كانوا يعرفون كل شيء”.

المحقق: “هل كانت حماس تحصل على قسم من الارباح؟”.

أبو سنيمة: “كانت تحصل على ضريبة على البضائع″.

مقابل الجهد الاستراتيجي الكبير الذي تبذله حماس من اجل حفر الانفاق، يقوم الجيش الاسرائيلي بالجهد الاستخباري والتكنولوجي والهندسي من اجل الكشف عن الانفاق الهجومية التي يتم حفرها نحو اسرائيل. مصدر عسكري قال إن العمل في الانفاق يجري على مدار الساعة وفي جميع ايام الاسبوع. وقد استطاعت اجهزة الامن الاسرائيلية الحصول على بعض المعلومات عن الانفاق بواسطة التحقيقات مع المتسللين من غزة.

يديعوت – 27/5/2016

تصميم وتطوير