ليست سارة نتنياهو هي التي تتخذ القرارات بل بنيامين نتنياهو

30.05.2016 09:51 PM

وطن:  كتب أبيرما غولان

كم كان ذلك متوقعا. وكم كان مستفزا. أي شماتة تلك التي اغرقت الشبكات الاجتماعية. وأخيرا تم القاء القبض على المجرمة الخطيرة، المرأة التي تسببت بانهيار الديمقراطية الاسرائيلية والتي اصابت رئيس الحكومة الضعيف والبائس بالدوار، والتي أقنعته بشراء الاثاث وبوظة الفستق والمشروبات الروحية، والتي أحضرت له موشيك غلامين الذي يبكي على الارضية الاسمنتية والسجادة الموصومة، والتي أبعدته عن السيارة المصفحة، والله وحده يعلم ماذا يفعل ايضا ولا نراه.
عفوا على السؤال، ولكن لماذا ترقصون؟ وعلى دم من ترقصون؟ الحديث يدور عن زوجة رئيس الحكومة، الذي انتخب بشكل ديمقراطي. نتن ومتعفن ومصاب بالعنصرية، مُنفر ولكن ديمقراطي، حسب كل المعايير. وهي زوجته. وليست المُشغل السري له. أنتم لا تتحملونها؟ حقا؟ من قال إنه يجب أيضا أن نحب ونعانق زوجة رئيس الحكومة؟ أنتم على قناعة بأنها تحركه؟ إذاً هذه هي المشكلة.

إذا كان أحدا ما يعتقد بحق أن سارة نتنياهو، وليس بنيامين نتنياهو، هي التي تدير الدولة، فأنا آسف لأجله. كم من السهل الهجوم على زوجته، وهذه ليست المرة الاولى. هل تذكرون السيدة براك والسيدة فينشتاين، اللتان استأجرتا عاملات اجنبيات للعمل في المنزل؟ هل أزواجهن صم وبكم؟ وغير ملائمين للمحاكمة؟.

اليكم الانباء المحزنة: من يقود هذه الدولة هو بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة. والاكثر من ذلك: هو وليس هي المسؤول عن الهستيريا التي تخرج من هذا البيت ومن هذه الحكومة ومن هذه السياسة منذ زمن طويل. هو الذي يقود وهو الذي يبادر. إنه يصب جهده على الهستيريا كجانب أساسي في السياسة الداخلية والخارجية. وهذا ما يحوله الى قائد خطير. ولكنه ليس وحده في ذلك.
حكومة اسرائيل كلها والائتلاف كله واجزاء كبيرة من المعارضة تحركهم مشاعر المطاردة. كل العالم ضدنا، وكل من ينتقد الدولة يتعاون مع الـ بي.دي.اس و”نحطم الصمت” الخونة والعرب المتدفقون واليسار – قال رئيس الائتلاف، عضو الكنيست دافيد بيتان، أول أمس في الاذاعة ب، ردا على مظاهرة اليسار – اليسار يحرض ضد اليمين. اليسار خطير.

هذه الهستيريا لها دور: نتنياهو ورجاله ينجحون بواسطتها في تحريض الجميع ضد الجميع، في جميع المجالات، من وسائل الاعلام وحتى الجيش. وعندما يكره الجميع، الجميع، ويتنافس الجميع ضد الجميع وتنهار الطبقة الوسطى، تزحف العيون، وفقط مجموعة صغيرة من الاقطاعيين الشبعى الذين يحتكون بالسلطة يحصلون على جميع الحقوق – “الحكم” ينجح والديمقراطية تذهب الى الجحيم. لا أحد يرفع رأسه. الخوف يُسكت ويشل.

الآن إما أن تُحاكم سارة نتنياهو ويصرخ زوجها صرخة القوزاقي ويترحم عليه المجموع، ولا يصدر من ذلك شيء. وإما أن لا تُحاكم فيصرخ نتنياهو بأن اليسار يتحمل المسؤولية ويستمر افيغدور ليبرمان وبينيت وسموتريتش فيما يريدون مع دفع الثمن والكراهية والدمار، وأنتم ترقصون.

هآرتس   30/5/2016

تصميم وتطوير