غرور نتنياهو سيسقطه ومن حزبه كما اسقط مباي زعيمه بن غوريون

30.05.2016 09:57 PM

وطن: كتب ناحوم برنيع

في الازمة السياسية التي تعصف على الائتلاف في الاونة الاخيرة تشارك ظاهرا أربعة أحزاب منفصلة: الليكود، اسرائيل بيتنا، البيت اليهودي وكلنا. كل حزب واخفاقاته، كل حزب وجدول أعماله: في اثناء الازمة فقد الليكود أكبر وزرائه، “كلنا” فقد واحدا من ثلاثة وزرائه، اسرائيل بيتنا فقد نائبة بارزة، والبيت اليهودي وصل حتى التهديد بحل الحكومة.

عمليا هذه الازمة تبدأ بالليكود وتنتهي به. ابطالها جاءوا جميعا من الليكود: كحلون هو ليكود؛ بينيت هو ليكود؛ ليبرمان هو ليكود. فكرهم ينبع من كل ما آمنوا به عندما كانوا في الليكود؛ محيطهم الاجتماعي والسياسي يتماثل مع مركز الليكود؛ تطلعاتهم السياسية للمستقبل تمر عبر الليكود.

لم ينسحبوا من الليكود لاسباب ايديولوجية. لانسحابهم كان سببان فقط: واحد، الاعتراف بانهم لا يمكنهم أن يحطموا من الداخل السقف الزجاجي الحزبي؛ والثاني، والمقرر، علاقاتهم مع نتنياهو. لم يرغبوا في أن يجلسوا في حزب يترأسه نتنياهو. وهذا صحيح ايضا بالنسبة لمن هو كفيل بان يتنافس في الانتخابات القادمة في حزب جديد، يتنافس مع الليكود: جدعون ساعر، بوغي يعلون وآخرون. فهم لم ينسحبوا من الليكود – انسحبوا من نتنياهو.

في هذه الحقيقة يكمن ثناء هائل لليكود. خيرا كان أم شرا، هو الهيئة السياسية الوحيدة التي تمسك في يدها عصا الحكم. ومثل مباي في حينه، كل الفصائل تخرج منه وكل الفصائل تعود اليه. لا احد غيره: عندما وعد هرتسوغ عشية الانتخابات بان يغير الحكم في الدولة، ترك الاماني (والنصائح الدعائية) تنتصر على الحقائق على الارض. وقد وقع في ذات الخطيئة عندما وصف المفاوضات التي ادارها مع نتنياهو كأساس لاقامة حكومة وحدة. لا توجد وحدة بين القرش والنكاي، بين باتمن والفرد، بين روبنسون كروزو وشيشت. حزب العمل دعي الى الخدمة وليس الى الحكم.
      

    هل حكم الليكود يعني بالضرورة حكم نتنياهو؟ في هذه اللحظة نعم. لا يوجد في حزب احد ما قادر على أن ينافسه في قدرته على جلب الناخبين الى صندوق الاقتراع؛ لا يوجد احد ما يتخذ صورة المنافس متساوي القوة كبديل. ولكن هذا ليس الى الابد. لنتنياهو يوجد خصم واحد متوحش، الوحيد القادر على تصفيته. واسم هذا الخصم هو بنيامين نتنياهو.

مثل قادة الحكم قبله، في اسرائيل وفي دول اخرى، كلما واظب في الحكم، هكذا جمع القوة، وكلما جمع القوة، فقد كوابحه. “هايبرس″، كما سمى الاغريق الغرور الذي يأتي بعده بالضرورة العقاب. نحن في عصر الهايبرس.

الهايبرس هو تنحية يعلون وعرض منصب وزير الدفاع على ليبرمان، وعندما يتبين بان اجزاء واسعة من الجمهور، بما في ذلك من الليكود، يردون بعدم ارتياح، القول ثقوا بي، انا كنت ضابطا قتاليا قبل يوبيل من السنين، انا سأدير الامن.

هايبرس هو نشر بوست يهاجم بلغة فظة وسطين برأي نتنياهو لم يشجبا فعلة الاغتصاب، وعندها – عندما يتذكر بان التحقيق في ذروته وليس واضحا بعد ماذا حصل هناك، اذا كان حصل شيء على الاطلاق – تبرير الفعلة بالقول انه عمل انطلاقا من “الالم والصدمة”. اليئور أزريا، الجندي من الخليل، يمكنه أن يبرر فعلته بـ “الالم والصدمة”، وليس رئيس وزراء يقضي وقته في كتابة البوستات.

هايبرس هو ان يخترع كل يوم لنفسه ولعائلته سيرة ذاتي غير موجودة. والذروة ستكون في الشهر القادم، في الزيارة الى اوغندا، حيث سيعيد كتابة عملية عنتيبة على اساس كاذب. هايبرس هو الرد على التورط في “بيبي تورز″ بالادعاء بان هكذا يفعل الجميع. ليس هذا يفعل الجميع. هايبرس هو التخفي في صورة الضحية حين يكون كل من له عينان في رأسه يفهم بان زوجة رئيس الوزراء وزوجها متورطان في قضية المنازل حتى الرقبة. هايبرس هو التصرف وكأنه أكبر من رئيس الولايات المتحدة، والفشل في المعركة ورفض الاعتراف بالفشل.

عندما يلتصق زعيم في دولة ديمقراطية، مهما كان هاما، مع السنين بالمظاهر الملكية، بالرؤى العابثة وبسلوك أنا وبعدي الطوفان، فان الحزب يعرف كيف يريه الطريق الى الخارج. هكذا كان مع بن غوريون العظيم في بداية الستينيات ومع مارغريت تاتشر العظيمة في نهاية الثمانينيات. اختبار الليكوديين، اولئك الذين يشغلون اليوم المناصب في قيادة الحزب واولئك الذين شغلوها في الماضي، هو ان يفهموا ان من هنا الامور ستتدهور فقط.

يديعوت   30/5/2016

تصميم وتطوير