عبد الرحمن التميمي يكتب لـوطن مرض عمى الزمن يولد المحن

11.06.2016 01:33 PM

 كتب: عبد الرحمن التميمي

معروف فيزيائيا ان الزمن هو البعد الرابع في محاور الإحداثيات الفراغية، ويكون بعدا تصوريا في الذهن، وقد يكون تعريف الزمن فيزيائيا او منطقيا او فلسفيا او حتى اصطلاحيا، ولكن مت هو الزمن سياسيا.

اليس هو الحقائق المفروضة على الأرض؟ ان فكرة الزمان والاحساس به بالمعنى الذي يتفق علية الناس في استعمالهم العادي لا تحتاج الى بيان او إيضاح،  ولكنها عند الفلاسفة  لها مفهوما مختلفا وشغلت بال الفلاسفة، فيرى ارسطو ان الزمن سريع وبطيء  وهو له علاقة بالحركة فلا زمان بدون حركه وان فكرة: الان "هي حركة بين الماضي والمستقبل وليس المستقبل الا نتاج حركة الماضي مرورا بـ (الأن)" غير ان الفيلسوف "لينبتز" يرى أن الزمن تصور ذهني مربوط  بالحركة والمكان وتصور العقل الذهني لزمن: اي ان الزمن في ذهن شخص يختلف عنه في ذهن أخر مع تشابه المكان والحركة.

هذه المقدمة فقط لبيان ان مفهوم الزمن يختلف من شخص لاخر، وبين ثقافة وأخرى، فالزمن عند البوذي ليس هو نفسة عند المسلم او المسيحي، وليس بالضرورة ان يكون عند كنفوشيوس مثل ما هو عند اللادينيين.

الزمن في الثقافة الفلسطينية غير موجود ونتعامل معه كرقم دون دلالات  ودون متغيراته ومؤشراته وبدون تداعياته، فالشعب الفلسطيني وقضيته وثقافته  في هبة البراق ليس هو الشعب الفلسطيني في اوسلو مع ثبات المكان، والسبب في التغير هو الزمن الكمي والكيفي (التغير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي)  والزمن الفلسطيني يخيف عند قراءته بدلالاته وحركته وتداعياته، فهو يعني تآكل الحقوق الوطنية، والا ماذا يفسر ان فلسطين التاريخية أصبحت ذهنيا وسياسيا هي  مناطق ا.ب وج على 22% منها؟ اليس هو التغير بحكم الزمن وماذا جعل الاستيطان يتضاعف عشرات المرات اليس هو التغير بحكم الزمن الذي لم نراه في حركتنا.

الزمن السياسي ليس الانتقال من عام الى عام، انه حقائق جديدة وتداعيات قد تجعلك لا تدرك المكان والزمان.

ما هو الزمن عند السياسي الفلسطيني؟ سؤال سألته لنفسي بعد مغادرتي محاضره لشخصيه سياسيه فلسطينية، وقد ركز في محاضرته على الشأن الفلسطيني ووضع عشرة نقاط كوصفة لتحقيق امال الشعب الفلسطيني للانعتاق من الاحتلال، وبغض النظر عن خطته الا انه غاب عن ذهنه الاطار الزمني اللازم لتحقيق الخطة، واي مدى زمني نحتاج لكل خطوه وماهي التداعيات المصاحبة لكل خطوة، وعند احتساب الزمن اللازم لتحقيق الخطة قياسا على الحركة الفلسطينية في المصالحة وعقد الانتخابات وغيرها نحن بحاجة الى 73 عاماً حتى تكتمل خطته، هذا على افتراض ان الانتقال من خطوه الى خطوة سيكون سلسا وميكانيكيا بدون تأثيرات تحصل كل ثانية.

الم يعني هذا ان الزمن في الذهن الفلسطيني غير موجود، وهذا يفسر عدم ادراكنا له اننا بعد عشرين عاما نكتشف ان المفاوضات عبثيه ونريد ان نعود اليها وكاننا لم نخسر زمنا، واننا سوف نعود لبحث جدي في المصالحة  بعد عشرة أعوام وكأننا لم نخسر زمنا.

من لم يرى ماذا يحدث في ارضنا وشعبنا وثقافتنا والتغير السلبي عليها ماذا نسميه: اليس مصابا بعمى الزمن وهو يتوه في المحن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير