ما هي قصة “وليمة افطار الدوحة” التي اثارت غضب القيادة الفتحاوية

19.06.2016 06:29 PM

وطنبعيدا عن الفشل الذي منيت فيه حوارات المصالحة الثالثة التي عقدت بين وفدين يمثلان فتح وحماس، في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما يعني فشل الرعاية القطرية التي دامت لأشهر معدودة، بسبب تصلب الطرفين على مواقفهما، هناك حالة من الغضب تنتاب قيادة حركة فتح التي شاركت هذه المرة بوفد موسع ضم أربعة من أعضاء اللجنة المركزية، على أمل التوصل إلى حلول مع حماس، وذلك بعد أن نشرت صورا لمائدة الإفطار التي أقامها المسؤولون القطريون للوفد، وظهور وفد الحركة وهو يتناول الطعام.

وهنا أفضى أحد قادة حركة فتح لمقربيه فور عودته إلى مدينة رام الله من قطر، أنهم تفاجأوا من تلك الصور المنشورة لوليمة الإفطار، خاصة وأنها لم تكتف بنشر صورا للوليمة، وإنما أظهرت أعضاء الوفد خلال تناول الطعام، وهو أمر غير معتاد في مثل هكذا دعوات أو زيارات، والتي يتم فيها الاكتفاء فقط بالتنويه إلى الأمر من خلال خبر يدل على تناول وجبة الغذاء أو العشاء أو الإفطار في رمضان، دون التركيز على صور الوليمة والمسؤولين المشاركين.

ويؤكد أن مثل هذه الصور بالعادة ينشرها مراهقون وشبان على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تليق بمستوى قيادي رفيع، وأنهم في الوفد يطالبوا بنوع الوجبة التي ستقدم لهم، وأنهم حسب ما قال هذا المسؤول الفتحاوي الذي شارك في حوار الدوحة، كانوا سيتناولون الوجبة لو كانت عبارة عن “صحن سلطة”.

ووسط حالة النقاش التي تمت في تلك الجلسة بين المسؤول الفتحاوي ومقربيه، لم يتم استبعاد وجود شيئ متعمد في عملية تسريب الصور لمائدة الإفطار.

وحسب ما علمت “رأي اليوم” فإن وفد فتح قام بمراجعة المسؤولين القطريين خلال التواجد هناك عن سبب نشر هذه الصور.
وظهرت في الصور وفد فتح الذي يضم عزام الاحمد وصخر بسيسو، وكل من الجنرال جبريل الرجوب ومحمد اشتيه، وكلاهما يشاركان للمرة الاولى، وهم أمام مائدة طعام يتوسطها “خروف” بجانبه العديد من المأكولات، وفي أحد الصور ظهر احد أعضاء الوفد الفتحاوي لحظة تناوله قطعة من  اللحم.

وفور انتشار الصورة، استخدمت من قبل الكثيرين لتوجيه انتقادات لوفد الحركة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عجت التعليقات التي وضعت صورة الوفد، وقارنت بين وجبة الإفطار وتلك التي كان الرئيس الراحل ياسر عرفات يتناولها، وهي صورة تظهر الرئيس الراحل يتناول طعاما بسيطا عبارة عن طبق من الفول، في حين وضع آخرون الصورة وبجانبها صورة أخرى تظهر صور عائلة فقيرة، وآخرون من المعلقين أجروا مقارنة بين تلك الوجبة المقدمة للوفد، وبين وجبة الفقراء.

يذكر ان من بين خبايا لقاءات الدوحة كما علمت “رأي اليوم” أن الجلسة الثانية من النقاش بين وفدي فتح وحماس لم تستكمل، إذ غادر وفد حركة فتح الاجتماع، بعد أن تعقدت سبل حل الملفات الخلافية بين الطرفين، وهي تشكيل حكومة الوحدة وإنهاء أزمة أكثر من 40 ألف موظف عينتهم حركة حماس في غزة.

ولم يتم الاتفاق رغم تدخلات المسؤولين القطريين لاتفاق على موعد آخر لإجراء مناقشات لتجاوز نقاط الخلاف. وبعد فشل لقاء الدوحة تبادلت حركتي فتح وحماس الاتهامات بالتسبب في عدم اكتمال الحوار والتوصل إلى حلول.

واتهم المتحدث الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري حركة فتح بالمسؤولية عن فشل لقاءات الدوحة بسبب تراجعها عما تم الاتفاق عليه سابقا في العديد من الملفات.

وقال أبو زهري أوضح أن فتح استمرت بتنكرها لملف الموظفين، وأصرت على عدم الاعتراف بشرعيتهم، وتراجعها عن الاتفاق على تفعيل المجلس التشريع.

وكذلك اتهم فتح برفض فتح القبول ببرنامج الإجماع الوطني المتمثل في وثيقة الوفاق الوطني، وحملها المسؤولية كاملة عن فشل لقاءات الدوحة، بسبب إصرارها على فرض برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الذي قال أنه لا يحظى بموافقة حركة حماس لأنه يعترف بالاحتلال.

لكن حركة فتح على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي، ردت باتهام حركة حماس بإفشال اللقاء، بسب وجود خلافات بين قياداتها مع اقتراب الانتخابات الداخلية، وقال ان هذه الخلافات تؤثر بشكل مباشر وسلبي على ملف إنهاء الانقسام.

أوضح  أن فتح لديها القرار بإنهاء الانقسام على قاعدة الشراكة والديمقراطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات كاملة تكون مهامها توحيد شطري الوطن وحل كافة القضايا العالقة ومنها ملف الموظفين بمفهومه الواسع والحقيقي، والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية خلال فترة زمنية قصيرة يتم الاتفاق عليها.

وأكد أن لقاءات الدوحة أظهرت بشكل واضح وجلي أن حماس غير جاهزة بعد للوحدة الوطنية والشراكة السياسية المبنية على أساس الوطن وليس الجماعة، وأن مفهومها للوحدة الوطنية يكمن فقط في حل مشكلتها من الناحية المالية فقط، الأمر الذي نعتبره استخفافا بحجم ملف المصالحة والوحدة الوطنية، الذي نعتبره استراتيجيا وأساسيا وممرا اجباريا لا عودة عنه.
وتابع أن حماس تعلم أن ما طرحته في الدوحة يهدف فقط الى تعطيل الحوار والجهود المبذولة لإنهاء الانقسام.

رأي اليوم

تصميم وتطوير