الغاز الطبيعي.. كلمة السر في المصالحة الصهيونية التركية

26.06.2016 01:00 PM

رام الله - وطن:  العلاقات الدبلوماسية التركية – الإسرائيلية في طريقها للعودة بشكل كامل، بعدما انقطعت لأكثر من نصف عقد من الزمان، وسيكون لهذا تداعياته على الصراع السوري، وصادرات الغاز الطبيعي، كما أن العلاقات السعودية – الإسرائيلية، تعود أيضا بعد سبع سنوات من الانقطاع.

في يناير 2009، خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، انتظر أعضاء اللجنة الانتهاء وحضور العشاء، حين أصر حينها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الرد على الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز، وخلع سماعات الترجمة، وقال لبيريز: “ربما تشعر بالذنب، ولهذا السبب أنت قوي جدا في كلماتك، أنت تقتل الناس، أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشواطئ”.

وفي وقت لاحق، تحديدا في 3 مايو 2010، قتل تسعة نشطاء أتراك في هجوم إسرائيلي على سفينة مرمرة التي حاولت فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وحينها أمر أردوغان السفير التركي مغادرة إسرائيل على الفور، معتبرا أن ما حدث يتعارض مع القانون الدولي وبمثابة إرهاب دولة غير إنساني.

بردت العلاقات بين البلدين بشدة، نظرا لعلاقة تركيا مع حماس وجماعة الإخوان في مصر، ومع ذلك، اتخذت الأمور منحنى دراماتيكيا في العام الماضي، فبعد عودة أردوغان من زيارة إلى المملكة العربية السعودية، أكد أن تركيا تحتاج إسرائيل وإسرائيل تحتاج لتركيا، معتبرا أن هذا واقع المنطقة.

ذكرت وكالة أنباء الأناضول، القريبة من الحكومة التركية، أن وكيل وزارة الخارجية، فريدون سينيرليوغلو، سافر إلى لندن للقاء فريق إسرائيل، برئاسة جوزيف تشيخانوفير، المبعوث الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي 13 يونيو، أعلنت تركيا أنها ستعين سفيرا جديدا لإسرائيل.

تسعى إسرائيل دائما للحفاظ على علاقات جيدة مع الأتراك، وبالفعل يتمتع البلدان بعلاقات جيدة منذ الخمسينات، حيث كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، باعتبارها دولة غير عربية في المنطقة، والعضو في حلف الناتو، وتم تعليم مؤسسي دولة إسرائيل في اسطنبول، وكان هناك تقارب بين الحركات الوطنية للدولتين.

صعد حزب العدالة والتنمية للحكم في عام 2002، وتغير الملعب الدبلوماسي، وظهرت وجوه جديدة في أنقرة كانت أقل اهتماما بإسرائيل، وأكثر اهتماما بالنموذج الإقليمي الجديد الذي سيشهد تنامي النفوذ التركي، وسعت تركيا للتوسط بين سوريا وإسرائيل بشأن مرتفعات الجولان في عام 2009، وصدم الكثيرين لقاء أردوغان بأيهود أولمرت في عام 2009، وذهب إلى غزة بدلا من إبرام الصفقة مع سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي السابق، يسار ياكيس، في عام 2014، إن إسرائيل وتركيا الدولتان الأكثر تقاربا وديمقراطية سلمية في المنطقة، ولديهما مصلحة في التعاون.

بدأ المسؤولون الأتراك تجديد العلاقات مع إسرائيل، آملين في أن هذا النوع من العلاقات يمكن أن يجدد الاتفاق مع الفلسطينيين، ويصبح الوضع أكثر مرونة في غزة.

وذكرت وكالة رويترز مؤخرا أنه في مارس 2016، التقى وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، بأردوغان في واشنطن، وخلال الاجتماع  ناقش الحرب في سوريا، والوجود الإيراني والإرهاب والغاز الطبيعي.

ومع اندلاع الربيع العربي في عام 2011، ساند حزب العدالة والتنمية المتمردين في سوريا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، واعترضت على الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي من السلطة في 2013.

تجديد العلاقات بين إسرائيل وتركيا غير واضح بشأن القضايا المقرر التعاون بها، لكن من المرجح أن يتدفق السياح الإسرائيليون إلى تركيا، فضلا عن المناقشات بشأن الغاز الطبيعي، والحصار المفروض على غزة.

سيث فرانتسمان – ناشونال انترست/ ترجمة البديل

تصميم وتطوير