بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد على اسرائيل الانسحاب من المناطق وترسيم الحدود

26.06.2016 06:09 PM

وطنكتب  أمير أورن

  دافيد كامرون أظهر لبنيامين نتنياهو كيف يفترض أن يتصرف رئيس الحكومة الذي يضع مكانته موضع الاختبار في مسألة اساسية لبرنامجه – اوروبا لكامرون، ايران لنتنياهو – وهُزم. هكذا بشكل شخصي، لكن ماذا عن المستوى القومي؟ أين “البركزيت” لاسرائيل التي تتفاخر بكونها أمة الـ “ستارت آب” لكنها لا تخرج من المناطق، العداء الذي يغلي للصراع مع العرب، كم من الدم والسم والاموال ستصب ايضا حتى ينفذ “الاسراكازيت”؟.
 

توجه الاندماج العالمي والاقليمي كُبح. الضمانات المتبادلة اصبحت ضعيفة. فكرة السيادة فوق القومية في تراجع. احتمال التدخل الخارجي متواصل خلافا لضربة واحدة والمغادرة، المحليون متشددون اكثر، ينتظرون بصبر الى أن يمل المقتحمون وييأسوا.
  الشعب الامريكي لا يؤيد الحروب التي تهدد بارساله الى بئر بدون قاع. تلك العصا الطويلة التي يفترض أن يلوح بها الامريكيون فارغة. إنها تمتليء فقط حينما يكون هجوما مباشرا على امريكا.

  اسرائيل تصدر ارتداعها من الحسم القومي المصيري حول وضع حدودها وهويتها. على الاسرائيليين الذين ما زالوا مستعدين لانشاء جيل آخر، جيل من لحم المستوطنات، لم يملوا بعد، لكن ذلك الجزء في العالم، الذي منح الموافقة على عملية المصالحة مع مصر والاردن وم.ت.ق، بدأ ينفصل ويترك الشرق اوسطيين من اجل الذوبان في المرق الذي أعدوه لأنفسهم.
 

ما المغزى السياسي للمنطقة عندما يكون الاتحاد الاوروبي ضعيف، بقيادة المانية فرنسية وبريطانيا خارجه؟ بالتأكيد لن يكون انطباع متزايد من اخطاء المستوطنين. ومن الناحية المالية سيكون من الصعب على الدول المانحة اعطاء الاموال لفلسطين التي هي في المرحلة الجنينية ولا تنهي عملية الولادة؟.
 

كان الامر محتملا بعض الشيء لو آمن الامريكيون بأن الافق ليس أبدي، بل يقترب. لكن زمن الخداع الذاتي انتهى. اسرائيل تخاطر بمواجهة مباشرة مع الادارة القادمة لأنه في التوازن بين الشراكة والعداء فانها تقوم بتحطيم الادوات بفظاظة تناسب نتنياهو.
  الى جانب الادعاء بالتفوق الاخلاقي والقيمي، بدا قادة اسرائيل منذ الخمسينيات والدخول السوفييتي الى الدول العربية، كجزء من التفكير الاستراتيجي. تم تصوير اسرائيل وكأنها تساعد في الجهد الامني الامريكي بشكل لا يقل عن اعتمادها عليه. كان هذا مفيدا طالما هناك استعداد اسرائيلي علني لاستبدال الارض بالسلام، الامر الذي تبين في لحظة الجدية بأنه رفض متملص.
 

الاخطر من ذلك: واجهت اسرائيل صدام مع حاجات عسكرية اخرى تجرأت امريكا على وضعها لنفسها. في 1973 تراجع الدعم العسكري الامريكي لاوروبا لصالح القطار الجوي. خطوة صحيحة أغضبت الجنرالات الذين وقعوا على صلاحية الفرق العسكرية التي استنفرت أمام السوفييت. في سيناريو اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب تقدم الجيش الاسرائيلي باتجاه القاهرة.
 

صدام مشابه يحدث في الخلاف حول مستوى المساعدة الامريكية للدفاع عن اسرائيل في وجه الصواريخ. يزعم براك اوباما أن منح الافضلية المبالغ فيها لهذا البند يلحق الضرر ببنود اخرى في ميزانية دفاع الصواريخ في البنتاغون، لا سيما أمام كوريا الشمالية. اسرائيل التي تضع المستوطنات فوق الحاجات العسكرية التي تعتبرها حيوية تريد لي الاولويات الامريكية من اجل مصلحتها، وفي واشنطن غاضبون.
 

في مناسبة عرض طائرة اف 35 في الاسبوع الماضي تم ابرازها كرمز الرموز لاسرائيل. إن التحرش ليس هدفا ملائما لشعب صغير قابل للانكسار، ولا يتحمل كل النفقات. المستوطنون فقط مستعدون للاستمرار في الحرب الأبدية، سواء بدمائهم أو بدماء اسرائيليين يفضلون السلام على المناطق. اسرائيل غير قادرة على بلع المناطق، لكنهم مستعدون لبلعها. من الواجب أن نخرج في صفقة يمكن تحقيقها وبسرعة.

هآرتس   26/6/2016

تصميم وتطوير