اردوغان لن يتراجع عن نيته الوقوف على راس الكتلة الاسلامية الاكثر تطرفا

27.06.2016 05:47 PM

وطن: كتب شمعون شيفر

روى لي رئيس الوزراء الراحل مناحم بيغن في حينه بان اللحظة الاصعب في منصبه تقع عندما يجلس رئيس الموساد أمامه في الغرفة وليس بينهما سوى مسجل الصوت. “وأنا مطالب بأن اقر، اؤجل أو الغي عملية سرية في دولة عدو. أعرف أن هذا قرار من شأنه أن يحسم حياة الانسان. في تلك اللحظة لا يمكن لاحد أن يساعدني. وأنا ملزم بان أقرر بنفسي”.

النجاح والفشل سيسجلان دوما على اسم القائد. في حالة الفشل من حق الجمهور ان يحاسب صاحب القرار. في حالة الاتفاق مع تركيا، مثلما ايضا القرار للسيطرة على مرمرة – كل المسؤولية ملقاة على كاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

لقد كان لرئيس الوزراء صلاحيات كاملة لان يرسل في ايار 2010 مقاتلي الوحدة البحرية 13 لمنع عبور السفن من تركيا، والتي حاولت اختراق الحصار على قطاع غزة. والان ايضا، بعد مفاوضات طويلة – او للدقة حملة الاهانة من جانب تركيا – قرر نتنياهو الاستسلام لكل المطالب التي طرحها عليه اردوغان وتبني الاتفاق. هذا حقه. هو رئيس الوزراء.

ولكن من حق الاسرائيليين أن يطالبوا نتنياهو بالشروحات. من حقهم أن يتوقعوا منه أن يأخذ المسؤولية عن قراراته.
عشية السيطرة على مرمرة لم يُجرَ لدى نتنياهو والكابنت فحص لبدائل اخرى لوقف السفن التركية. فهل الامر الذي صدر لمقاتلي الوحدة البحرية لتنفيذ اعتقال عنيف كان القرار السلم؟ يبدو اننا لن نعرف ابد.

مهما يكن من أمر، فقد طلب اردوغان اعتذارا، دفعا لعشرات الملايين من الدولارات كتعويض للعائلات في تركيا ممن قتل اقربائها في اثناء السيطرة، رفع الحصار عن غزة وجملة اخرى من المطالب. وبسبب معارضة وزير الدفاع السابق، موشيه بوغي يعلون، وأفيغدور ليبرمان الذي رفع اعتراضه في اطار الاتفاق الائتلافي، تردد نتنياهو في اتخاذ القرار الى هنا او هناك. حتى اليوم.

القلب يتفطر عند سماع تسور غولدن، شقيق هدار التوأم، الذي قال أمس انه على مدى سنتين وعدهم نتنياهو لان يدرج في كل اتفاق مع تركيا اعادة الجثامين التي توجد لدى حماس. وقد صدقوا نتنياهو، الرجل الذي كلمته ليست كلمة، ولوعوده لا يوجد اساس في الواقع.

نتنياهو، الذي علمنا بانه محظور الاستسلام للارهاب، هو الذي اعاد جلعاد شاليط مقابل تحرير مئات القتلة، الذين أقام واحد منهم فرع حماس في اسطنبول. كما لا بد ان نرى كم يساوي الوعد التركي بمنع أعمال الارهاب من اسطنبول. لقد سار اردوغان الى اللقاء أو أمس مع خالد مشعل. حماس يمكنها أن تكون هادئة.

نتنياهو يتعاون مع اردوغان، الذي يتباهى بانه مدافع ومنقذ للشعب الفلسطيني بقيادة حماس، ويتيح اعادة بناء القطاع بالتخطيط وبتوريد العتاد.

لا يقل سخافة ما قيل في محيط نتنياهو عن حلف جديد آخذ في التشكل مع تركيا. هذا ببساطة غير صحيح. فاسرائيل توجد في تضارب مصالح استراتيجي مع الاتراك، الذين تورطوا مع الامريكيين، مع السوريين، مع المصريين ومع كل من هب ودب. اردوغان لن يتراجع عن نيته الوقوف على راس الكتلة الاسلامية الاكثر تطرفا، المكان الذي ليس فيه لاسرائيل حق وجود.

وبالطبع، الفرضية الهاذية بان الاتفاق سيسمح لنا بتصدير الغاز عبر انبوب يمر في تركيا.  طوبى للمؤمنين.

مناحم بيغن اتخذ قرارات مصيرية. وقف خلفها وحكم على نفسه بالمنفى. ماذا سيفعل نتنياهو؟ انتم تقررون. خسارة فقط ان عائلات الجنود الذين بعث بهم الى غزة صدقوه.

يديعوت   27/6/2016

تصميم وتطوير